بقلم : ثناء فارس ... 14.08.2009
كبيرتي الأولى إني فتاة.. أما الثانية أني أردت أن أرسم خطوط حياتي.. أما الثالثة فهي علمي.. والرابعة شخصيتي.. والخامسة هي ثقتي بقدرتي.. والسادسة لساني.. والسابعة إني ولدت في سورية..
هذه هي كبائري..
وعقوبتي هي الجلد لأني أردت الحياة بطريقتي..
عقوبتي الكسر لأني أردت الحياة لي..
عقوبتي الإهانة لأني أردت الحياة لي..
إلى من أكتب إلى سورية.. إلى وطني الذي تغربت فيه.. إلى الناس..
أيا أيها الوطن..
أنا هنا ولدت وتعلمت وحزت على شهاداتي..
أنا هنا زرعت بذور ذاتي..
أنا هنا حزت على شهادة هندستي..
أنا هنا بدأت مشوار دراستي العليا..
أنا هنا حطمت التقاليد، وخرجت إلى الشارع..
أنا هنا ذهبت إلى حيث لم يذهب أحد..
أنا هنا أثبتت إني ابنة سورية القادرة على العطاء..
أنا هنا ولدت في أقصى الجنوب، وأحببت وعشقت وتولعت بمن كان الدين بيني وبينه، بمن كانت الطوائف التقليدية بيني وبينه!
أنا هنا ولدت وكبرت يا سورية!
وهنا كسرت.. هنا رأيت كيف تجلد الحيوانات..!
هنا جلدت كأي حيوان بالي!!
هنا تجاوزت كل شيء وشعرت بالقهر يتغلغل إلى اعماقي..
هنا شعرت بالظلم الكامن بحقي..
بالحرقة تجتر قلبي..
هنا تركت كل شيء وجلست حبيسة غرفتي، بحكم من.. بحكم من يا سورية؟!!
بحكم أخ ملكته القوانين كل شيء..
بحكم أخ أعطته الحياة الحق بالجلد والضرب وتخطيط حياتي كما يشاء..
هنا تركت حياتي بكل ما فيها، وجلست أندب لأني لا أستطيع فعل شيء!!
لأني أمام خيارين لا ثالث لهما..
أما التمرد والفضيحة
أو السكوت والانهزام..
فساعديني يا سورية
فنا أنا إلا عشبة صغيرة عمرها ست وعشرون ربيعا!
ولدت فيك وعشت فيك وتشربت الكبرياء منك
ما أنا إلا قطعة منك ولا أعرف غيرك!!