أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
رساله خطيره !!

بقلم : احمد حامد صرصور ... 23.11.2009

عندما يشح الخيال وتصيبني برودة الكتابه احمل جثتي ولوازمها من راس وايادي وارجل وطبعا الجهاز الهضمي ,احملها واتجه الى مدينة نابلس قاصدا مقهى :المدينه:الواقع في الطابق الرابع في احدى بنايات الميدان الرئيس .اجلس في المكان المخصص لي وبالقرب من نافذة كبيرة تطل على الميدان ارقب آلاف الماره من تحتي يجوبون الميدان ذهابا وايابا كل يبحث عن ضالته من لوازم ومشتريات .وكل يحمل قصة على اكتافه احاول ككاتب ان اترجمها من خلال تباشير وجهه وطريقة سيره.ولا انسى رواد المقهى اللائي تباينت اعمارهم واختلفت آراؤهم لكنهم توحدوا على لغة واحدة احببتهم من اجلها .
جلست وامامي فنجان القهوة احتسي ما في داخله متمعنا في قمم الجبال النابلسيه الشاهقة مطلقا العنان لخيالي عسى ان يلقط فكرة جميلة تكون موضوع لقصة اخرج بها بتميز.
تحت وطأة ظروف كهذه ومن برج المراقبه هذا ينهال على الخيال بافكار كزخات مطر في بداية شتائه ,لكن لم اكن اتوقع حتى في اسوأ الاحلام ان يهديني فكرة حقيقيه لتكون اروع قصة وطريقة كتابة من نوع جديد لم نعهده قبلاا ,قصه تحدث امام عيني لانقلها ببث حي ومباشر.
نقلت نظري من قمم الجبال لاجول به في ارجاء المقهى واذ بي المح رجلا في الاربعينات من عمره مهندم االباس محلوق الذقن والرأس .ينطلق شارب من تحت انفه في اتجاه القطبين ,سرح شعره باناقه .
لم يكن هذا الرجل وما يحمله من اوصاف من جذب انتباهي فكثيرا ما نرى عينات كهذه .لكن الذي شدني اليه هو ما يحمله في يده من حبل ملفوف دائري وخطوات بطيئة ونظرات غريبة في ارجاء المقهى وكانه يبحث عن شيء .
كنت قد انهيت احتساء القهوة لكني حملت الفنجان فارغا مدعيا اني اتلذذ في الشرب لكي لا يعتقد ان هنالك من يراقبه .فقد استحوذ علي حب الاستطلاع لكي اعرف مراده .
ما زال هذا الرجل يتفقد المقهى وانا ارمقه بطرف عيني وكنت اتمني ان يقترب مني اكثر فاكثر عسى ان استوضح الامر عن فرب او حتى بالمحادثه.
استجاب لي القدر وفعلا رأيته يسير نحوي ويطلب مني الجلوس على طاولتي فما كان مني الا ان رحبت به بحفاوه علني اغزو افكاره بحديث يوصلني الى ما يحمل في يده فالسؤال الذي حيرني ما لرجل انيق وحبل عتالين في يده ؟
كنت اتفرب اليه ببعض عبارات الترحيب ولكن اجوبنه كانت مختصرة وكانه لا يرغب بالكلام .
بدأ حب الاستطلاع القاتل يسيطر على كل حواسي وعقلي ينهار امامه وخاصة بعد ان لمحت انامله تداعب الحبل الذي حتى ان مجيء النادل لم يثنه عن هذه المداعبه .
انني اموت من الشوق لمعرفة ما يدور في رأس هذا الرجل , وسرعان ما احضر النادل مطلبه وبسرعة البرق دفعت بثمن القهوه للنادل واكتفيت منه بكلمة " شكرا" ليتابع مداعبة الحبل .
فض باكورة قهوته برشفة طويلة اتت على نصف ما يملكه الفنجان, رشفة سمعت صوت شفطها بوضوح فزاد ذلك في شغفي لمعرفه ما يكنه من اسرار في داخله ,انه رجل غير طبيعي التصرفات .
فجأة انفتح علي هذا الرجل بالكلام وبدأيحدثتي كانني صديق عمره مما حذا بحواسي الست بحثي ترك هذا الرجل وشأنه لما يسبب لها من توتر اعصاب , ولكن هيهات ,ااستطيع ان اتركه وشأته وانا فد فطعت الفيافي والجبال من اجل حدث كهذا .
وبينما انا مشغول في تهدئه خواطري واذا بهذا الرجل يبادرني بسؤال غريب زاد حواسي ارهافا .
هل لي ان اطمع واطلب منك خدمة ايها السيد ؟ وارسل يده مرة اخرى لفنجان القهوة ليأتي على ما تبقى منه.
لم ينتظر مني الجواب بل مد يداه الى الواقي الحديدي الملاصق للنافذة واخذ يربط الحبل فيه وما ان انتهى من الربط حتى اخذ يشده اليه وكانه يفحص احكام ربطه كل هذا يحدث وانا فاغرا فاهي لا اعرف ماذا يجري من حولي فقد استبدل حب الاستطلاع ,القلق الذي اخذ يساورني . صرخت به : ماذا انت فاعل ايها السيد ؟ فرد علي بسرعةلا عليك بما افعل .وزج في اتجاهي رساله ومائه شيقل وقال :اوصل هذه الرساله الى امرأتي وهذه اجرة الناكسي ووضع الحبل المزرود في عنفه ورمى بنفسه الى خارج النافذة من الطابق الرابع الى اسفل .
حصل ذلك امام عيني وانا عاجز عن فعل شيء فقد اهترأعقلي في النصف الساعه الاخيره من حب الاستطلاع الذي سيطر عليه بشأن ذلك الرجل . لكن سرعان ما تداركت الامر وتنبهت بانني اشتريت قبل ساعة سكين مطبخ فتناولته بسرعه البرق وفطعت به الحبل لامنع انتحار هذا الرجل فهوى الى اسفل ليرتطم بعابر سبيل .
هرعت الى الشارع باقصى سرعة اقفز درجات البناية بالجمله .وما ان وصلت حتى تجمهر المارة لينقل لي خبر وفاة المنتحر وعابر السبيل فاخذت اندب حظي قي تسببي بوفاة رجل لا ناقة له ولا بعير سوى انه مر بالصدفة من هذا المكان . ولم يعزني في ذلك الا قول احد المتجمهرين بصوت مرتفع : ان لله وان اليه لراجعون . كتب عليهما الموت بهذه الطريقة .
هدأت نفسي لبعض الوقت لكنها سرعان ما ثارت مرة اخري بعد ان تحسست رسالته في جيبي فراودتني كثير من الاسئله . هل افتح الرساله ؟ ام ارسلها لزوجته كما طلب؟ ام اتناسى الموضوع ؟
كنت في حيرة من امري حتى غلب علي حب الاستطلاع ورغم علمي بانه ليس من الادب خيانة الامانه .قررت ان افتحها ومن ثم اتابع خطواتي فيما اعمل . ويا ليتني لم افتحها ففحواها قصة بحد ذاته لم تسمع اذني مثلها ,قصة تشابه الخيال ولكنها مدونة في هذه الرساله . فلو وصلت هذه الرسالة لزوجته لحدثت الطامة الكبرى .شكرا لله الذي الهمني فتح الرساله . انني في حيرة من امري أؤأدي الامانه واسبب انتحار آخر .,ام اسلم الرسالة للشرطة وتسجن المرأة فيما اذا لم تنتحر ام انشر فحوى الرسالة عليكم لتعينوني على التصرف ؟ لا اعرف ما العمل . دلوني بالله عليكم .
انني اكاد ان اجن !!!

كفر قاسم.. فلسطين