أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
فحوى الرسالة الخطيرة!!

بقلم : احمد حامد صرصور ... 02.12.2009

فتحت الرسالة وقرأتها مرات عديدة , بتمعن... وحكمة..... وتدبير...... علني اصل لحل لها . وكل ما قرأتها ازددت تعنتا واصرارا على ان لا اسلمها . فاذا كانت محاولة انقاذي لهذا الرجل عندما قطعت الحبل بسكين المطبخ قد اودت بحياة رجل آخر , فانا الان وان سلمت الرسالة سأتسبب بضياع ارواح كثيرة. وانا حذر هذه المرة .
تبا لهذا الرجل الم يجد احد غيري ليلقي على عاتقه هذه الرسالة ويحمله مسؤوليتها؟
بعد تفكير طويل وقرائتي لاحدى التعقيبات على القصة التي نشرت سابقا , اهتديت ان اشرك معي احد العقلاء في اتخاذ الرأي الصحيح . ولم لا فموسى عليه السلام اتخذ اخيه هارون وزيرا له رغم كونه نبيا .
هذا العاقل اشار عليّ بعد أن قرأ الرسالة وعذره اقدامه على الانتحار, انه لا بد من توصيل هذه الامانة مهما كلف الأمر.
سرنا في الغد الى بيت هذا الرجل ودخلنا الى خيمة العزاء , وما ان شاع الخبر بوجودي انا من كان آخر من كلمه حتى التفّ من حولي كل من تواجد في هذه الخيمة وخاصة اولاده الستة .
انهالت علينا الاسئلة من كل حدب وصوب ,رغم عدم معرفتهم بالرسالة ولكن اسئلتهم كانت تتمحور حول لماذا........ لماذا اقدم رجلهم على الانتحار؟
كانت عقولهم على أهبة الاستعداد لالتقاط كل حرف انطق به عسى ان تستوعب ما جرى لهذا الرجل . لكنها باءت بالفشل بعد ان مال شريكي برأسه اليّ ليخبرني انه عدل عن تسليم الرساله . فالاعلان عن فحوى الرسالة الان سيقلب كل الموازين رأسا على عقب , والاجدر بنا ان نشرب القهوة ونتركهم على ما هم فيه من حال والا نكون نحن اول ضحاياهم .
امتثلت لمشورة صديقي وغادرنا المكان بعد ان تقدمنا بعزائنا لذويه ؟
وفي الطريق اشار عليّ رفيق المهمة أن نخون الأمانه وننشر الرسالة على الملأ . وهذا هو مضمونها ونصها بالكامل .
" ايتها السيدة ام سليم , لن ادعوك بزوجتي بل بكنيتك ( أم سليم ) . كان لا بد من الاقدام على انهاء حياتي رغم حرمتها عند الله وعلمي بأن جهنم مصير المنتحرين ,لكن كل من يعلم بقصتي سيعذرني , فجهنم ارحم عندي من أن أبقى على قيد الحياة .
اني من خلال عملي كسائق باص في احدى المدارس الثانوية تعرضت لمشكلة كبيرة اخذت مني من الهمّ ما اخذت . فدعوت الله بعد كل صلاة ان يخرجني من هذه الضائقه .
استجاب الله لدعواتي ليكشف لي عن امور وحقائق ذات وقع شديد اشد من ضربات خنجر في الصدر . تمنيت ان اعود لاحضان مشكلتي السابقة على اني علمت مكنونات هذه الحقائق .لكن اراد الله للحق أن يطمس الباطل ويطفو في اعلى رأسي ليشل قدرة عقلي عن التفكير .
كنت وفي اثناء تأدية عملي لا اتدخل فيما يجري في الباص من كلام وافعال , فهذا لا يعنيني وكان جلّ همي ان انفذ المطلوب مني على احسن وجهه .
وفي احد الايام شاعت فضيحة بان احدى الفتيات قد حملت وهي على وشك الولادة . ولما سؤلت عن الجاني لم ينطق لسانها الا باسمي .
استدعيت للتحقيق من قبل الشرطة , وعندما نفيت التهمة التي اصرّت عليها الفتاة .تقرر احالتي الى الفحوص الطبية وانا مسرور بهذه الاحالة لانها ستحقق لي البراءة كما اعتقدت فوافقت في التو.... ويا ليتني لم اوافق !!!
وفي غد ذلك اليوم استدعيت من قبل الشرطة لاطلاعي على نتائج الفحوصات .
قال لي المحقق مبروك البراءة . فقد ثبت انك بريء من هذه التهمة بعد ان اعترفت الفتاة عن الفاعل وبعد ان اتضح من نتائج الفحوصات انك اصلا لا تستطيع الانجاب .
ما ان انهى المحقق هذه الجملة حتى قفزت من كرسيي لاصرخ في وجهه بدون وعي او ادراك...........
كيف هذا ؟ مستحيل !!!!!!!! ماذا تقول ايها الرجل ؟ هذا غير معقول!!!! ارجو ان تعيد هذه الفحوصات مرة اخرى .
رد المحقق علي قائلا : يجب عليك ان تفرح لاعلان براءتك .لا ان تصرخ علي هكذا !!!!!
فقلت له : اتريدني ان افرح !!!! كيف ذلك بالله عليك ؟ كيف لي ان افرح وانا اب لستة اولاد !!! رجاءا… اطلب اعادة الفحص ليطمئن قلبي .
لبى المحقق طلبه واعاد الفحص مرة تلوى المرة وكل النتائج كانت متشابهه .لا ينجب ولن ينجب !!!!!!!
وهنا جن جنوني …… فاخذت الافكار الشيطانيه تسرح وتمرح في رأسي . ولكني هدأت من روعي باحتساء عدة اكواب من البن حتى اهتديت لان ابحث في البداية عن الاب او شريكي في هذه الزوجة .
ويا ليتني لم ابحث ……. او اسير في هذا الطريق فشريكي في زوجتي هو الذي حثني على الانتحار.
بعد ان توصلت من تحقيقاتي الخاصة ان عشيق زوجتي لم يكن غير اخي ابن امي وابي ……… ففضلت الانتحار والتضحية من اجلك…. واجل اخي …..واجل اولادكم …اولادكم الذين ترعرعوا تحت اكنافي .
كيف سيهنأ لي عيش في بيئة انا المغفل شخص فيها ……….؟

كفرقاسم.. فلسطين..*.انظربداية القصه بعنوان: رساله خطيره!! المنشوره في قسم الادب والثقافه..ديار النقب