بقلم : الاء الجبوري ... 17.08.2009
[قصص حقيقية ]
قصة حقيقية لازالت فصولها مستمرة فصول من العنف عاشتها وتعيشها فريال وهي تكافح من اجل الاستمرار بحياة لم يكن لها فيها قرار او خيار سوى انها امرأة في مجتمع يغرق في ازدواجية التفسيرات الخاطئة للنصوص الدينة التي خدمت ترسيخ اعراف اجتماعية بالية تعد شكلا من اشكال العنف ضد المرأة مثل المرأة جنتها بيتها والعرف يقول ( في النهاية تصبح المراة في رقبة رجل يعيشها ) فما الفائدة من الدراسة والعمل والنتيجة فريال وامثالها من مئات الاف من الارامل العراقيات اللواتي يستجدين منحة شبكة الحماية الاجتماعية التي لاتكفي اسبوعا واحد لعائلة مكونة من ثلاثة افراد . وعنف اخر تواجههة الارملة الشابة والمطلقة ويجب ان يكون لها محرم بصفة زوج لكي تعيش كما تعيش اي إمرأة اخرى . ومن هنا تطالب شبكة الاعلاميين العراقيين لمناهضة العنف ضد المرأة والطفل التابعة لملتقى الاهالي الثقافي العراقي تاسيس مأوى للمعنفات العراقيات لمساعدتهن في ارشادهن وحل مشاكلهن بل وعمل دراسات واحصائيات عن حجم العنف ضد المراة التي تمثل اكثر من نصف المجتمع العراقي .... اترك للقاريء وضع الحلول الممكنة او الاسباب التي ادت الى وصول المرأة الى هذا الحال ترزح تحت وطأة الفقر وذل السؤوال وازدواجية الرجل . ملاحضة شبكة الاعلاميين العراقيين لمناهضة العنف ضد المرأة والطفل قدمت لفريال مبلغ العملية وفرت فرصة عمل لها وهو اضعف الايمان .
فريال فتاة جميلة عيون سوداء واسعة سعة حزنها وهمها الذي حملته منذ عرفت معنى الحزن والهم بسبب والدها الذي تزوج ثلاث نساء ويهتم بهندمه وملذاته اكثر من اهتمامه بعائلته كان ابوها يعتبر البنات عالة عليه فيزوج بناته ما ان يبلغن بايولوجيا بعد ان يجبرهن على ترك الدراسة لم تنجو فريال من هذا الفعل فقد اجبرها ابوها واصر اخوها على ترك المدرسة في السادس الابتدائي حاولت امهما ان تبقيها في المدرسة لكن الاب قال ( انها ستتزوج وتصير في رقبة رجل يصرف عليها ) ولم تمر الا سنوات قليلة حتى عقد قرانها على رجل لم يرها او تراه ولكنها عاشت معه سعيدة جدا تلبى كل طلباتها فلم تعرف الفقر معه فقد كان كريما بعواطفة وماله واثمر زواجها هذا بنتا وولد ولكن الحال لم يدم كما بدأ فقد شاء القدر ان يستشهد زوجها بسبب الاحتراب الطائفي رغم ان كلا منهما من مذهب , صحت فريال من حلم سعيد دام سبع سنين على كابوس لاينتهي اغلقت دولابها على ملابسها المخملية التي لطالما احبها زوجها واعتادت عندما تنام ان تتحسس مكان زوجها الى جانبها لكن يدها خاوية ... حسرتها على زوجها تلاشت عندما وجدت نفسها وطفليها في معركة المحافظة على حق طفليها ولكن الجدة المتسلطة ثأرت من حب ابنها لزوجته فقسمت الارث بين ولدها الذي فقدته بحادث سيارة وابنتها التي سجن زوجها بينما حرمت اولاد ابنها المتوفي من الارث بل وطردت فريال ولديها من البيت لتبدا فريال مرحلة جديدة من العذاب اذ لم تكن عودتها الى بيت اهلها محمودة فقد عبست الوجوه ويوما بعد يوم بدا واضحا تثاقل اهلها في رعاية طفليها وصاروا يضربوهما لاتفه الاسباب ويسمعونها كلام جارح جعلها تغص في طعامها مما اظطرها العمل وفوجئت ان اهلها لم يمنعوها من العمل ولم تجد عملا لها يناسب مؤهلاتها غير العمل منظفة وانطلقت بحماس وهي تخطط لتلبية متطلبات ابنتها وابنها لكن والدها بدأ يطلب منها المال رغم انه يمتلك ثلاث بيوت في مدينة راقية جدا وتطور الامر الى ان اخيها يبتزها بضرب اطفالها ان لم تعطيه مايطلبه من المال بل تحولت ابنتها وبنتها الى خدم في بيت جدهم الذي يعلن انها والادها بلاء عليه ... كانت فريال تكتم ما تعانية وتجتره في لياليها دموعا بصمت ولكنها كانت قد وضعت على قلها حجرا من الصبر ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان اذ قرر والدها انها يجب ان تتزوج ولايمكن تستمر بالعمل بدون زواج وهي ارملة شابة وجميلة رفضت الامر بشدة وقالت اريد ان اعيش لاولادي فقط فقال لها ابوها واخوها ان الرجل الذي سيتزوجها تعهد بترية الاولاد وسيكونوا اولاده ولكن فريال لم توافق فقد كان هاجس ان تاخذ الاطفال جدتهم اذا ماتزوجت الى ان استخدموا العنف معها ومع اولادها فرضخت وبعد اقل من شهر اكتشفت ان من تزوجته لدية زوجة واولاد وكشف عن وجهه القبيح ورفض ان يعيلها هي واولادها فطلبت منه ان يسمح لها بالعمل , ومرة اخرى عادت الى العمل منظفة فكانت تدفع الايجار والكهرباء ويتبقى القليل لتصرف على مايحتاجه البيت واولادها , كانت فريال في احيان كثيرة تعود مشيا الى مسكنها لتوفر اجور النقل لتصريف معيشتها , رغم انها رضيت بقدرها هذا الا ان زوجها تمادى الى انه كان يأتي اليها عندما يقترب موعد الراتب ويستخدم العنف معها كي يجبرها على اعطائه جزا من المال فكانت تتحمل الضرب القاسي على ان تعطيه المال فكانت تدفع الايجار والكهرباء وتخفي القليل الذي تدفع ثمنه ضربا مبرحا وتهامات قاسية تطال شرفها وكرامتها , بينما الاب غارق في البذخ على ملذاته ولا يكف شره عنها فقد ارسل شخصا اشترى منه مجموعة من الاجهزة الكهربائية الى المؤسسة الاعلامية التي حصلت فيها على وظيفة منظفة واظطرت ان تسدد دين والها بعد ان هددها الرجل وقال لها ان والدها اعطاه العنوان لكي تسدد الدين , دفعت فريل مبلغا ادخرته لاجراء عملية جراحية لولدها فقدمت طلبا لادارة المؤسسة التي تعمل فيها للحصول على سلفة لكنهم رفضوا ووافقوا على ان تصطحب ابنهتا الصغيرة معها لكي لاتبقى وحيدة في الشقة مع اخيها الصغير , حيرة فريال في تدبير مبلغ العملية الجراحية اصبح كابوسا حينما استغنت المؤسسة الاعلامية عنها بدون اعطاء سبب واحد لهذا القرار رغم انها كانت كالنحلة تكنس وتمسح وتلبي طلبات الكل وبابتسامة تنم عن طيبة , اخلاصها في عملها اكسبها احترام وتعاطف الجميع معها . جلست فريال تبكي بمرارة والافكار تتلاطم امامها من اين ستدفع الايجار والكهرباء وتجري العملية الجراحية المستعجلة لولدها وكيف سيتعامل معها زوجها اذا ماعرف انها فقدت عملها هذا العبء الذي حملها اياه والدها واخوها بداعي الشرف الذي يهدده عملها وهي ارملة شابة ؟ وعندما لجات الى شبكة الحماية الاجتماعية للحصول على الراتب الرمزي خسرت من المال الكثير ولم تحصل على راتب شبكة الحماية الاجتماعية . سؤال اوجهه الى كل من يعتقد ان الزوج ضمان ابدي وليس العلم والعمل فلو تعلمت فريال وتوظفت بشهادتها لما واجهت كل هذه المصاعب وامثالها مئات الالف من الارامل العراقيات يستجدين راتب شبكة الحماية الاجتماعية ان حصلن فهو لايسمن ولايشبع من جوع .
رحلة فريال رحلة من الكفاح والعذاب لتعيش بكرامة وشرف وتظلل على اولادها ولكن الى متى تستطيع الاستمرار , هل ستنهار وتنهار معها عئلتها الصغيرة ؟ اترك لكم الاجابة والسؤال.