أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
المرأة والتنشئة الأسرية !!

بقلم : ريم عبيدات ... 28.08.2009

ما من مناقشة لأوضاع المرأة العربية وتراجع مشاركتها المتدنية في التنمية الشاملة إلا وتخرج قائمة الأسباب المرتبطة بضعف آليات المشاركة، والعوامل الاجتماعية الثقافية التي تشد المرأة العربية الى ما تحت الأرض بطرائق تفكيرها، وأدواتها القامعة للذات والتفكير والمساحة، كما ضعف التأهيل والتطوير المؤسسي، وصعوبات الواقع التعليمي.
إلى هنا وجملة الأفكار التي تدور حولها النقاشات، تقترب كثيراً من معظم نتائج الدراسات والتقارير التنموية التي ألحت ومنذ زمن طويل على مركزية خطورة أوضاع المرأة في الحياة العربية وخطورة ما آل إليه وضعها على صعيد التنمية الانسانية والتي قدمت براهين عدة على أن التحقيق الكامل لطاقات المرأة العربية مطلب جوهري لازم للتنمية في البلدان العربية كافة.
لكن المثير حقاً بل والمثير أحيانا هو المبالغة التي تصف بها الكثير من التحليلات والمناقشات، الى أن مثل هذا التراجع المدوي الذي يعد أحد أهم أركان مثلث الاستخطار العربي الأزموي، وإعادته الى التركيز الشديد على التنشئة الأسرية وكذلك الاجتماعية بشقيه دور المرأة كأم وزوجة، وهو ما يحتاج الى إعادة دراسة.
فالواقع من حولنا يشير برمته الى أزمات شتى في بنية التنشئة العائلية العربية، التي تلقي بظلالها العميقة على مجمل تفاصيل حياتنا. كما ويشير بكل سكناته الى تخبط مريع تعيشه حالة الأسرة.
ناهيك عن شدة التشوش الواضح بين فكرة رعاية الأفراد وبين تربيتهم، وكذلك الخلط الأكبر بين المتابعة التعليمية بمعنى “التدريس وحل الواجبات” وليس المعرفة بفهومها العميق وبين التربية... فمعظم الوقت العائلي “إن وجد” يقصد به في الغالب الأعم وقت “حل الواجب والاستعداد للامتحانات” الهادف بدوره الى تحصيل معدلات ودرجات مرتفعة بعيدا عن تحقق جملة من الأهداف التعليمية المختلفة وعلى رأسها مهارات التفكير الحر والإبداع.
أما تفاقم حدة معاناة الفرد والأسرة العربية من أشكال العلاقات البينية التي تربط أفرادها ببعضهم فحدث ولا حرج، والتي انزاحت منذ عقود عن خط الاعتدال، لتعيش معضلة مدوية بين القسوة الزائدة أو الدلال المفرط.
أظننا بحاجة لمراجعة اتهاماتنا عن مسؤولية التركيز على التنشئة الأسرية عن تراجع حالة التنمية من حولنا، إلى استجلاء أسباب انعدام مثل هذه التنشئة عما آلت إليه أوضاعنا.