أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
عباس وفريق التفاوض ... إلى أين ؟!!

بقلم : محمد السروجي ... 18.11.2009

حالة من الوحدة والغربة الموحشة يعانيها محمود عباس وفريق السلطة المساوم بعد الصفعة الأخيرة من أمريكا والاتحاد الأوربي ، لطمة فورية نالها عندما توهم للحظة أنه يستطيع مجرد التفكير منفرداً ، لطمة أكدت الانحياز العالمي للمربع الصهيوني وأيقظت الغافلين من وهم الرهان على أوباما وغيره خارج الشعوب العربية و الأراضي الفلسطينية المباركة ، لطمة أعلنها المتحدث باسم البيت الأبيض حين حسم الجدل الدائر حول اللجوء الى مجلس الامن الدولي لإعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة معلناً : 'ان التفاوض هو افضل وسيلة للحصول على دولة فلسطينية'. وعلى الفور إستيقظ عباس وفريقه الواهم وتغيرت وبسرعة البرق لغة الدبلوماسية العربية من التأكيد على الذهاب لمجلس الأمن إلى لغة التراجع والانكسار والتي أصبحت سمة الدبلوماسية العربية أمام الانحياز الأمريكي والغطرسة الصهيونية ليكون التصريح 'ان تقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية الى مجلس الامن سيتم في الوقت المناسب' ، عباس وجد نفسه وحيداً غريباً بين الهروب الأمريكي من الوعود الحالمة والواهمة وبين التهديد الصهيوني إذا تجرأ على الإعلان عن دولة من طرف واحد وبين التراجع والضعف العربي ، فماذا يفعل الرجل وفريق التفاوض الأبدي الذي هدد باللجوء الى خيارات أخرى في حال فشل مشروع إعلان الدولة من قبل مجلس الامن ؟! وما هي هذه الخيارات ؟ وهل هي من النوع الاستراتيجي سالف الذكر ؟
*لخيارات المتوقعة :
** الاستمرار في المفاوضات العبثية ، و التي قد تأتي على البقية الباقية من القضية الفلسطينية، وهنا يكون كمن يحفر قبره بيده.
** إعلان فشل المسار التفاوضي، والعودة إلى أحضان الشعب ومقاومته الباسلة كما فعل الراحل ياسر عرفات بعد رفضه التنازل عن الحقوق والثوابت الفلسطينية ، لكن هذا الخيار يبقى مستبعداً، لأن الرجل ليس من عينة الراحل ياسر عرفات، وليس لديه استعداد للاستشهاد في سبيل القضية،
** الخيار السهل وهو الانسحاب من الساحة بهدوء تام دون تجرع سم صهيوني من هذا الخائن أو ذاك "وهو ما عاد ليؤكده محمود عباس خلال زيارته الأخيرة للقاهرة "
*السيناريوالحرج
وهو إيجاد حالة من الفوضى العارمة بأحداث كارثية مفاجأة هنا أو هناك - ولن تعجز إدارة المشروع الصهيوأمريكي عن هذا - لتدب الفوضى في الساحة الفلسطينية ويكون مبراًإضافياً للكيان الصهيوني والعاجز أوباما للتحرر من كافة الوعود والالتزامات فضلاً عن التجهيز لاعتداء عسكري في غزة والضفة يتفق والروح العدائية المتطرفة لحكومة نيتانياهو وليبرمان
*وأخيراً
لقد طرق الرجل كل الأبواب وسلك كل السبل إلا أقرب طريق وأضمن سبيل ألا وهو سبيل التترس بشعب فلسطين الأبي ومقاومته البطلة وهو الرهان الفائز ، فهل يمتلك عباس الإرادة لهذا الفعل ؟! أما أن الوقت قد فات ؟!!