بقلم : علي الكاش ... 30.10.2009
تحدثنا في مقالين سابقين عن أهم العوامل المؤثرة في العملية الإنتخابية في العراق المحتل وإستعرضنا نشاطات المفوضية العليا للإنتخابات المثيرة للشكوك, ومن ثم مواقف الحكومة والمرجعيات الدينية وتأثير وسائل الإعلام، وخصصنا هذه الحلقة للحديث عن دور المواطن في الإنتخابات بإعتباره الوسيلة والغاية في أية عملية إنتخابية.
المواطنون هم الماستركي(Master Key) لكل الأبواب الأنتخابية, لأنهم مصدر السلطات الشرعية لإدارة البلاد ولا يفتأ الجميع السعي ورائهم لكسب ودهم وإستمالهم لغرض إستثمار أصواتهم في الإنتخابات. ومن المعروف أن الديمقراطية هي حكم الشعب أي من الشعب وإلى الشعب، بمعنى إنهم أصحاب الصلاحيات العليا وهم يسلمونها لمن يثقون به. أنه العقد الإجتماعي الذي تحدث عنه الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو في كتابه العقد الإحتماعي. حيث يتنازل الشعب عن جزء من حرياته الأساسية للحكومة لتسيير أمورها وفرض القانون, في مقابل ذلك تتعهد الحكومة بحمايته وخدمنه وتوفر له الأمن والسلام والتقدم والإزدهار. ولأن العقد شريعة المتعاقدين فأن عدم إلتزام الطرف الحكومي به يمنح الشعب الحق في نقضه وإنهائه! المواطنون إذن هم المحور الرئيسي في إضفاء الشرعية على الحكومة من خلال إختبار ممثليهم في البرلمان. فكما أنهم يفرشون بساط الشرعية للسلطة الحاكمة فأن بإمكانهم سحب هذا البساط من تحتهم في حال عدم إلتزامهم ببرامجهم المعلنة. النوايا شيء والأفعال شيء آخر, وآمال الشعوب لا تنحصر بالنوايا والمقاصد فالعبرة بالنتائج والوفاء بالعهود والوعود، وإجراء الإنتخابات والمشاركة فيها لا تعني مطلقا أن البلد نفض عن نفسه صفة التسلطية وتأنق بالديمقراطية والدليل هو ما أفرزته الإنتخابات السابقة التي جرت في ظل الإحتلال من دكتاتورية وإستبداد وإبتلاع و هضم حقوق الشعب.
لقد عملت الأحزاب المنتخبة خلال السنوات الأربع الماضية لحسابها وليس لحساب الشعب, أغتنت من حيث أفقرت الشعب, وأسعدت من حيث أتعست الشعب، وأمنت من حيث أقلقت الشعب. لا يختلف موقف الشعب العراقي تجاه البرلمان عن العبيد الذين يرفعون هودج الأمراء على سواعدهم, فالرفعة للأمير والمشقة للشعب. البرلمان يعيش المنطقة الخضراء والشعب في المنطقة الحمراء و الجسور مقطوعة بين الطرفين. وضع شاذ يستلزم من كل مواطن عراقي ان ينزع عنه العمامة والسدارة والشروال والعقال، ويتعامل بروح وطنية محضة مع الإنتخابات القادمة, وقبل أن يتخذ قرارا بالمشاركة في التصويت من عدمها، لابد ان يطلع بشكل كامل على أسماء المرشحين ويستذكر ما قدموه للشعب خلال الفترة الإنتخابية الجارية، فهناك برلمانيون مرائون لم يحفلوا بجلسات البرلمان وحضروا بما لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة! لكن الإمتيازات والرواتب المليونية إستمرت بالتدفق عليهم! وهناك وزراء تتغنى وزاراتهم بأغنية" تزوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة" يفتقرون الرشد والإرشاد والبصر والبصيرة. وهناك برلمانيون ووزراء لديهم إحتراف كامل بالنهب والسلب والرشوة. وآخرون غيابهم أفضل من حضورهم, وآخرون شهاداتهم مزورة. وآخرون أبهروا أبصارنا بخفة عقولهم، وغيرهم يمتلكون جنسيات أجنبية يرفضون التخلي عنها، وعوائلهم خارج العراق تستثمر مال السحت. ومنهم من يتقاضى مساعدات اللجوء من الدول المتجنسين بجنسياتها علاوة على الرواتب المليونية التي يتقاضوها في العراق، أي محتالون! وغيرهم بماضي وتأريخ لا يشرف ولا يقل عن الفحم سوادا و..هلم جرا. أبالسة يستخدمون قوة الشعب في إذلال الشعب. عليه يجب ان نحذر كل الحذر متناسين الإساءات والأحقاد فيما بيننا، نشد عزيمتنا ونوحد أهدافنا. بقبضة واحدة نرفع راية الأخاء، وأخرى ننكس راية البغضاء. نجاهر بعلو صوتنا بحب الوطن. فلا صوت يعلو فوق صوت الوطن، ولا مشاعر أنقى وأرقى من المواطنة. والدين لله وحده والعراق للشعب كله! نوجه قبضتنا بشدة تجاه من يستحقها فعلا من أشباه الرجال مثيري الشحناء والضغينة في البرلمان والحكومة.
أخي العراقي..
أنه يومك.. اليوم الذي تعلن فيه للعالم ولادتك الجديدة بعد مخاض عسير وتضحيات جسيمة لم تقدمها طوال تأريخك, تذكر قبل ان تطأ قدماك قاعة التصويت الجرائم التي ارتكبتها الحكومات الإحتلالية المتعاقبة بحقك وحق أسرتك وأهلك وجيرانك وعشيرتك وطائفتك ومحافظتك وشعبك وأخيرا أمتك. تمعن جيدا بمجرمي الماضي القريب والحاضر! أنظر إلى الوجوه الكريهة التي خدعت الشيعة وسلبتهم الإرادة بإفيون البلادة فوعدتهم بجنات على الأرض فإذا بها جحيم لا يطاق, لقد قدم الشيعة من التضحيات وهم يحكمون أكثر مما قدموه وهم خارجه, رغم أنهم في الحقيقة كانوا شركاء ولم يستبعدوا كما يشيع العملاء من أصحاب فكرة البيت الشيعي الذي إنهار بسبب الغش في بنيانه فتداعت أركانه بسرعة قياسية على رؤوس مالكيه. إنظر إلى محافظات الجنوب وأي خراب يجتاحها! هذه هي البصرة ذخر العراق ما الذي كسبته من مدعي المظلومية سوى سراب في سراب! وأنظر إلى المدافعين عن السنة الذين أبقوا الطائفة على الهامش صفرا لا يحسب لها أية قيمة وتاجروا بالأسم فقط بعد إنتفخت جيوبهم وثقلت. وأبرز دليل على ذلك موقفهم المخزي تجاه جريمة وزير التربية الملا خضير الخزاعي في تشويه الإمتحانات والتلاعب بنتائجها بطريقة طائفية صلفة وتحدي كبير! لكنهم طأطأوا رؤوسهم الذليلة أرضا فغاب دفاعهم الوهمي وأشرق غرضهم الدنيء! وأنظر إلى زعماء الأحزاب الكردية المرائين طغاة الإستبداد و عتاة الإستعباد، يتربصون كاللصوص بثروات شعبهم الصابر لتفقيس المليارات التي يخزنوها في خزائن الشيطان الأكبر وحاشيته في الوقت الذي يعاني الشعب الكردي من شظف العيش! وإلا كيف تفسر لجوء مئات الآلاف من أكراد العراق الى الغرب كلاجئيين في العهد الديمقراطي الداعر؟ أنظر إلى المتاجرين في قضية التركمان والأيزيدية والصابئة والفيلية والشبك والأرمن لقد مللنا من الإستماع إلى شعاراتهم الزائفة وخطبهم الكاذبة؟ ماذا قبضت هذه الأقليات أكثر من وعود هشه بهشاشة شقائق النعمان. إنها حقائق تتعلق بحقوقهم المغبونة وليس على تخمينات وصروح من خيال. فكر قليلا هل كان الأوغاد في البرلمان والحكومة أمناء على أرضنا وحقوقنا وثروتنا وعرضنا وأمننا كي نهبهم أصواتنا؟ منحناهم أصواتنا فما قبضنا سوى حفنة من الرمال تسربت بخفة من بين أصابعنا!
ربما يعتقد البعض بأنه لا قيمة لصوتهم في الإنتخابات طالما ان لا قيمة لهم أصلا في الوطن المحتل! ولكن بالتأكيد سيدركون قيمتهم من خلال الأصوات التي سيدلون بها، فربما صوت واحد من شأنه أن يغير مجرى الإنتخابات برمتها! وأبسط مثال على ذلك أنه في حال تساوي الأصوات فأن الصوت الأخير هو الذي يقرر مصير الناخبين وربما يكون صوتك أو أعتبره كذلك! بمعنى ربما يكون صوتك القشة التي تقصم ظهر البعير! في الإنتخابات النزيهة تتعادل قيمة البشر فلا رئيس ولا مرؤس. الكل متساوون في الحقوق، بلا منازل ورتب. الجميع سواسية كأسنان المشط، لرئيس الجمهورية صوت ولحارسه صوت، لرئيس البرلمان صوت ومنظف قاعة البرلمان نفس الصوت. لرئيس الحكومة صوت وللزبال صوت، للغني صوت وللفقير صوت، لرئيس الجامعة صوت وللأمي صوت، لضابط الشرطة صوت وللص نفس الصوت، ولشيخ الجامع صوت وللكافر صوت. للوزيرة صوت ولربة البيت صوت، للشريفة صوت وللمومس صوت! كن ماشئت وكيفما شئ ولكنك تملك صوتا! أي تملك حقا دستوريا وعليك مسئولية شئت أم أبيت فهل عرفت قيمة نفسك؟ هذه هي الديمقراطية التي تتساوى فيها حقوق البشر ويكفلها وينظمها الدستور والقوانين النافذة.
إذا كنت واعيا فلا جناح عليك إن إتنخبت أو رفضت المشاركة فهذا حقك الدستوري. ولا يحق لأي كائن أن يفرض عليك المشاركة! وعدم المشاركة هو رفض وإحتجاج من حقك أن تمارسه بحرية مطلقة. ولكن تذكر بأن هذا الوعي يحملك مسئولية مضافة هي توعية أسرتك وأصدقائك وأقاربك وكل من يمكن أن تمد إليه يد الغوث, ولا تنسى أن هدف رعاة الزريبة الخضراء هو الإستيلاءعلى العقول البسيطة وتشويش أذهان السذج بغية تأمين انقيادهم كالنعاج إلى حضائر التصويت، فهي غاية السياسيين والهدف الرئيس من الدعاية الإنتخابية. إشرح لكل من تعرفه الحقيقة كاملة عن هؤلاء الفاسدين المفسدين، وقارن بيننا وبينهم، فجهلنا سبب ذكائهم وبساطتنا سبب نبوغهم وسذاجتنا مبعث فطنتهم وفقرنا مبعث غناهم وشقائنا مبعث سعادتهم وتعبنا مبعث راحتهم وسجننا مبعث حريتهم وسهرنا مبعث نومهم وأنينا مبعث شخيرهم وجوعنا مبعث تخمتهم ومرضنا مبعث صحتهم, لكن جنتنا بإذن الله ستكون مبعث جهنهم.
عندما تجد صور المرشحين في الدعايات الإنتخابية القادمة من المسئولين الحاليين الذي لا يخجلون من ترشيح أنفسهم اللعينة وتبعيتهم الذليلة مرة ثانية بعد أن أقترفوا أبشع الجرائم تجاه شعبهم، تذكر الثمار العفنة التي قدموها لنا خلال السنوات الأربع الماضية. وتصور قباحتهم وإستهتارهم بعقولنا وهم لا يشعرون بظلمهم لشعبهم فيرشحون بلا ضمير أنفسهم لأنتخابات ثانية! والله أني لأجد العاهرات أكثر منهم حشمة، والقوادين أكثر منهم شرفا! لا تردد أخي المواطن في البصق عليهم, فهذا أقل ما يستحقونه منك! تعامل مع ترشيحهم كما تتعامل مع ورق الكنيف إستخدام لمرة واحدة فقط. وإحتذي برامجهم الوهمية التي ستتكرر حتما بعد ان قفزوا فوقها خلال الانتخابات السابقة. تذكر بأنهم مجموعة من السفلة والمجرمين لا يتورعون في الضحك علينا مرة أخرى, والمؤمن كما قيل" لا يلدغ من جحر واحد مرتين".
انها الفرصة الأخيرة التي نثبت فيها للعالم وقبله نثبت لأنفسنا بأننا شعب واعي يستفيد من الدروس والتجارب. شعب يستحق الحياة لا يراهن على نفسه ولا على مستقبل الأجيال القادمة. شعب يستلهم الحكمة معززة بالعزيمة ليقرر ويختار مصيره. شعب لا يضع الحبل حول رقبته ويستأذن الجلاد بخشوع ليتفضل بإعدامه! شعب لا ينسى من أساء له وبدد أحلامه بنوايا شريرة, وحول مع سبق الإصرار والترصد فردوسه الأرضي إلى جهنم.. وإلا فالعاقبة لنا وعلينا.
تذكر بأن المشاركة في الإنتخابات تعني الإعتراف بالعملية السياسية في ظل الإحتلال وأعطاء الصوت يعني المشاركة في إختيار البرلمان والحكومة القادمين في ظل إحتلال جاثم، وبالتالي فإنك تتحمل جزء من المسئولية عن سلبيات الحكومة أو أيجابياتها في المرحلة القادمة, وإذا بقيت نفس الوجوه المقيتة تحكم العراق فتأبط شرا! ولا تذهب بعيدا أنظر الى السفراء الجدد الذين تم إختيارهم بموجب نظام المحاصصة وأحكم بنفسك على تلك التصرفات المشينة. تذكر بأننا نعيش يوميا الواقع المزري وليس من بين المسئولين من يعيرنا إهتماما جديا، لو أهتموا بشعبهم عشر ما إهتموا بمصالحهم لنلنا من الخير شيئا.. ولكن يا للحسرة!. لقد آن الأوان لمواجهة ذلك الواقع المهين وتغييره من خلال موقف حازم تجاه الإنتخابات. تذكر بأن معظم المسئولين في العهد الاحتلالي كانوا من المغتربين عن وطنهم عدة عقود وعاشوا معظمهم في دول أخرى بعيدا عن آلامنا ومعاناتنا، طفيليات تتغذى على على صدقات المخابرات الأجنبية، فتشوشت عقولهم وعادوا الى الوطن بكل دناءة ليشوشوا على عقول الآخرين.
قبل أن نطالب الحكومة والبرلمان بالصلاح علينا أن نتصالح أولا مع أنفسنا ونصلحها, أنه واجب يبدأ من الذات ويمتد إلى الأهل والأقارب والأصدقاء والمجتمع. تذكر بأن صلاح الحكومة والبرلمان يبدأ بصلاح أنفسهم من ثم يمتد إلى شعبهم وأمتهم منتهيا بالعالم والإنسانية! لكن ما المحصلة في عراقنا المحتل؟ لاشيء سوء المزيد من الإنحلال والتدهور والفساد بأبشع أنواعه وأشكاله! لذلك ستمثل الإنتخابات القادمة صراعا وتحديا بين مصالح الشعب من جهة وبين مصالح قوات الإحتلال والحكومة والبرلمان من جة أخرى. فإن كانت الجولة الأولى لصالح المتناهون في الخسة و الرذالة، بسبب ممارستهم الكذب والدجل والغش والتزوير. فإن فالجولة القادمة تحتاج إلى المزيد من الثبات و التلاحم والإستعداد والقوة لهزيمتهم هزيمة نكراء. وإلا فأننا سنندب حظنا العاثر على تلكؤنا وفشلنا وخياراتنا الخاطئة, وسنتحول بكل جدارة إلى أمة عقيمة ينطبق عليها قول الرصافي:
فهلا تنجبين فتى أغرا أراك عقمت لا تــــلدين حـــرا
ارفض بشدة يانصيب القائمة المغلقة، إنهم يريدون منا أن نتوجه كالعميان إلى صناديق الإقتراع متوكئين على عصا الإستغفال. فتنوير عقولنا أخطر ما يهدد مضاجعهم إ وأرفض الوجوه اللئيمة المتكررة التي استباحت الأرض والعرض وأدمنت الخداع والكذب والتحيل والمراوغة. تذكر بأنه إذا كان عدد المصوتين العراقيين(15) مليون، وشارك أقل من ربعهم أو نصفهم فأنه هذا من شأنه أن يلغي شرعية تلك الإنتخابات بمعنى أن الشعب يقاطعها ويرفضها قلبا وقالبا. وهذا موقف تأريخي من شأنه أن يقلب كل الموازين على إدارة الإحتلال وحكومة وبرلمان الإحتلال. لأن هذا يعني أن قائمة تمنيات الشعب تختلف في كل مفرداتها عنه قائمة وعود النواب وحكومة الاحتلال!
إحذر من الوقوع في مصائد المخرفين والدجالين من المراجع المرائين الذين يأسوا من تدجين رغباتهم الدنيوية وغرائزهم الحيوانية، وارفض تدخلهم في العملية الإنتخابية رفضا حازما، وإعلم ان رجال الدين أن تدخلوا في الإنتخابات مهما كان نوع التدخل إيجابا أو سلبا، فهذا يؤكد بأنهم رجال سياسة وليس دين وأن الدنيا همهم وليس الآخرة. إن كان رجال السياسة قد ضيعوا دنيانا فمراجعنا ضيعوا ديننا. ساستنا منافقون ومراجعنا دجالون! ومثل هؤلاء بحاجة لأن تجهد فمك وتجمع فيه أكبر قدر من البصاق لتغسل به وجوههم الكالحة.
هذا مستقبل العراق والأجيال القادمة في يدك بل في إصبعك الذي تفسخ فيه اللون اللبنفسجي السابق إلى أحمر قاني دموي! فهل ستراهن هذه المرة أيضا على الحصان الأعرج؟ وهل هكذا حصان سيفوز في السباق؟ الجواب عندك! والحكمة ملزمة للعاقل.
وأخير تأمل الأبيات التالية التي وصف بها شاعرنا الرصافي أحوال العراق منذ أكثر من خمسين عاما في ظل حكم العملاء وعمائم وسدر الشر كأنه يعيش اليوم أحوالنا وستدرك انه لم يتغير شيئا منذ نصف قرن ونيف فالحال بقي كما هو:
هذا الـــــعراق سفينة مسروقة حاقت براكيـن بهـــا وزلازل
إمـــــا قتيل شعبنا أو هــــارب متشرد أو أرامــل أو ثاكـــــل
هذا هو الوطـن الجميل مسالخ ومدافن وخرائب ومزابــــل
سحقا لكم يا من عمائمكم كمـا بزاتكم شكــــــل بليد باطــل
مـــــا أنتم إلا بناء ساقــــــــط نتـن ملـيء إرضـة متآكـــــل
هجرت عباقرة مساقط رأسها وخلافها لـم يبــق إلا جاهـــل
فهنــــا عميل ضالع متآمـــــر وهناك وغـــد حاقد متحامـــل
تجارنا أوطانهـــــم صفقاتهم هم في الخيانة والرياء أوائـل
عسى أن يدرك البعض بأننا نرجع إلى الخلف ولا نتقدم خطوة واحدة للأمام!
إعلم وعلم الآخرين بأن الشعب الذي يفتقد الإرادة والعزيمة ولا ينهض من سباته ليلتحق بركب التقدم والنهضة، هو شعب غير جدير بالأحترام ولا يستحق الحياة. وإذ نطلق الإنذار فهدفنا أن نوقف الأعذار, ولات ساعة ندم وأي ندم!