بقلم : د.شكري الهزَّيِّل ... 31.10.2009
انتظر ابوعائد ان يعود وسمع كل الوعود على مدى عقود ولكنه مات في المنافي ولم يعود الى فلسطين ولا الى صفد ولا المنشيه, ومنذ عقود ظل شعب عائد وابوعائد وعوده ينتظر تارة نتائج الانتخابات الرئاسيه الامريكيه واخرى الاسرائيليه واخرى تطبيق القرارات الامميه وعن وعود عرب الرده حدث بلا حرج , وهكذا ظل شعب ابوعائد وام عائد يعد السنين والعقود وينتظر التطورات والاخبار.. حق العوده...قرارات امميه.. امبرياليه غربيه وصهيونيه.. دوله فلسطينيه.. مفاوضات سلام..رعايه امريكيه.. حدود ال 48 .. حدود ال 67 الى ان بدأنا نتداول ونلوك اخبار مستوطنات" شرعيه وغير شرعيه" في الضفه الفلسطينيه وحتى وصلنا مرحله تصبح فيها الخيانه الوطنيه مجرد وجهة نظر تبرر حصار غزه وتدعم سرا وعلنا العدوان الاسرائيلي على غزه وبالتالي ما نراه وعايشناه منذ عقود هو انتظار الفلسطيني في محطة قطار هالكه ومتهالكه سرق الزمن سِكتها وحال دون وصول القطار اليها او المرور منها...قطار الزمن وسيف الانتظار, ومنذ حين شدَّتنا الفضائيات العربيه لثقافة الاستثاره الاخباريه والاعلاميه::: انتخابات امريكيه وشبكة مراسلين منثوره على طول وعرض امريكا واذ بنا جزء من الحدث ننتظر فوز مرشحنا الامريكي المحبذ!؟,, وما ان جاء كلينتون حتى تحصرنا على ايام بوش الاب وما ان جاء بوش الابن وحتى تحصرنا على زمن كلينتون, والان جاء دور اوباما البهلوان الذي صوره الاعلام العربي كملاك الرحمه والسلام والذي قطع بحارا وقارات حتى يلقي بنا ويطخنا من القاهره بخطاب تاريخي او صار تاريخي قبل ان يصير خطابا...نسي الملاك الاسود اطفال غزه المدمره وادار مُحياه الاكحَّل نحو اسرائيل قائلا بمجاز اللغات المقروءة والمسموعه سرا وعلنا: انتي يا اسرائيل عرق قلب امريكا النابض في " الشرق الاوسط" المشرق العربي فما عليكي من هذا الخطاب الموجه للعرب ومشاعرهم الجافه كصحراء الربع الخالي او العقل الخالي..دعيني اطري ريقهُم الناشف بدغدغة مشاعرهم ب" السلام".. السلام عليكم: هذا كل ماقدمه اوباما منذ خطابه في القاهره وحتى يومنا هذا وحتى نهاية فترة رئاسته سيعود ويقول للعرب : سلام.. باي.. طبعا قبل هذا سيرقص رقصة الوداع بالسيف العربي في الرياض ويقلدوه وسام "درع الجزيره" على عدم التفاته للمبادره السعوديه؟! .. والى حينها سيكون الاستيطان الاسرائيلي قد ارسى على بوابة المسجد الاقصى وحط اخر رحالاته في قلب رام الله عاصمة تدوين وتسويق الكذب الامريكي والاسرائيلي, وفي حينه ستعود فضائيات شعيط معيط العربي لنثر مراسليها وشد انتباهنا الى من سيفوز في الانتخابات الرئاسيه الامريكيه::ديموقراطي ام جمهوري؟ والى حينها كنا قد عٍفنا اوباما وزهقناه وتحصرنا على زمن بوش الابن ونلعن اليوم الذي صار فيه اوباما رئيسا ونتمنى ان ياتي رئيس امريكي افضل, وهكذا دواليك اوقع الامريكيون والاسرائيليون و وكلاءهم من عرب ,, اوقعوا العرب والفلسطينيين في فخ معمعة الانتظار..استراتيجية الانتظار وكسب الزمن لصالح اسرائيل ومشاريع التهويد وفرض الوقائع على الارض الفلسطينيه , وبعد ان ينهي الرئيس الامريكي فترة رئاسته تاركا لنا خفي حنين وبعد حين يقولون لك ستجرى انتخابات امريكيه ومن بعدها ستكون انتخابات اسرائيليه ولربما بعدها انتخابات حيص بيص الفلسطينيه, وهكذا دواليك على مدى عقود دُولابيه:: وستستمع في فضائيات شعيط معيط العربي الى كلمه وخبر مكرر: الان وفي فترة الانتخابات الامريكيه او الاسرائيليه لايمكن فعل شيئا في عملية السلام والتفاوض المزعوم, ولا بد من انتظار من سيكون رئيس امريكا القادم او رئيس وزراء اسرائيل القادم, ومن ثم يُنتخب الرئيس وتنتهي فترة رئاسته ولا شئ يحدث.. كذب في كذب ووهم في وهم..لانتظار الى الابد وحتى كلمة ومثل لاحق العيَّار لباب الدار لم تعد تنفع لانه ببساطه الانتظار الفلسطيني الطويل وان بقي على هذا المنوال لن يجد لا الدار ولا باب الدار حتى يُلاحق العيَّار..الاستيطان والتهويد الصهيوني الزاحف على الارض الفلسطينيه هو العيَّار الذي يصبو الى تدمير الدار والديار الفلسطينيه بغطاء امريكي!!!.. انطر يا ناطور من انتخابات الى انتخابات ومن مفاوضات الى مفاوضات ولعبة الانتخابات الامريكيه والاسرائيليه,, ولعبة جماعة حيص بيص الاوسلويه, ولعبة حسني مبارك والمبادره السعوديه التي قدمت فلسطين هديه لامريكا واسرائيل دون مقابل يذكر حتى يومنا هذا ..بيع كلام امريكي وبيع حق عربي.. الحقيقه ان امريكا هي اسرائيل واسرائيل هي امريكا وامريكا بقيت وستظل هي امريكا العدو التاريخي للشعب الفلسطيني الذي قام بفرض تقسيم فلسطين عام 1948 ودعم احتلالها الكامل.. امريكا هذه لم تتغير, فهي عندما دعمت قرار تقسيم فلسطين لم تعترف اصلا بو جود فلسطين او الشعب الفلسطيني, وكان التقسيم مجرد تكتيك, حيث دعمت امريكا فيما بعد العصابات الصهيونيه وحثتها على احتلال كل فلسطين بما فيها الجزء الذي حدده قرار التقسيم للفلسطينيين... امريكا دعمت الاحتلال الاسرائيلي عام 1948 وعام 1967 وعام 2009 وستدعمه دوما لان امريكا هي اسرائيل واسرائيل هي امريكا ولا يمكن باي حال من الاحوال الحديث عن امريكا الوسيطه او راعية السلام الحياديه, وباراك اوباما ماهو الا حلقة وصل وانسياب متواصل للسياسه الامريكيه المنحازه لاسرائيل ومتنكره لحقوق الشعب الفلسطيني كما تنكر الامريكان لحقوق الهنود الحمر...الكاوبوي الامريكي يرى في اسرائيل مشروع استيطاني يحارب الفلسطيني " الاحمر" كما كانت امريكا مشروع استيطاني تحارب الهندي الاحمر!!.. هؤلاء الكاوبوي الامريكان مشبعون بثقافة العداء للعرب والمسلمين واوباما ماهو الا حصان ميت لا يجوز الرهان عليه لانه ببساطه اسير مزدوج للعنصريه الامريكيه والصهيونيه وفي نفس الوقت جزء لا يتجزأ من الصهيونيه الامريكيه.. اوباما يُغرق العرب والفلسطينيين والعالم الكذاب في بحار من الكذب عن السلام المزعوم لابل ان العالم الامبريالي يمنح اوباما جائزة نوبل للسلام دون سلام.. نار السلام المزعوم تحرق القلب والوطن الفلسطيني... من يرى حال اطفال قطاع غزه الذي لم يتفوه اوباما بكلمه واحده حول حالهم, يُدرك ان العالم الامبريالي حضيضي اكثر بكثير من ما يتصور الانسان , وإلا كيف سنوفق بين منح اوباما جائزة نوبل للسلام وهو الذي يجري مناورات عسكريه مع اسرائيل على اعتى واخطر انواع الاسلحه الفتاكه الموجهه ضد العرب والمسلمين وقتلت اطفال ونساء غزه... هذا ابونوبل يذبح الشعب الافغاني والباكستاني ويشرد ملايين النازحين ومن ثم يمنحونه جائزة نوبل للسلام.. بالمقلوب:: اطلاق نيران وحروب ومن ثم جائزة سلام...المقلوب الامبريالي... ببساطه: اوباما المقيد بقيود القناعات الامريكيه ولد حصانا ميتا وسيظل هكذا.... وما يتعلق بالقضيه الفلسطينيه هم يريدون وأدها وليست بعثها وانصاف الحق الفلسطيني حيث ان الموقف الامريكي من دعم المشروع الصهيوني في فلسطين على حساب هضم حقوق الشعب الفلسطيني كان وما زال محل تنافس بين رؤساء امريكا, حيث تنافس سابقا وحاضرا جميع رؤساء امريكا ومرشحيها للرئاسه على من يقدم اكثر دعما لاسرائيل من جهه ومن يُقوم بتقزيم القضيه الفلسطينيه ويجحف اكثر بحق الشعب الفلسطيني من جهه ثانيه وبالتالي انسجام امريكي كامل مع السياسه الاستيطانيه والاحلاليه الاسرائيليه رغم شعارات الكذب اللتي تروج لها امريكا دوما بكونها وسيطة سلام لابل ان معاهدة اوسلو اللتي وُقعت في عهد كلينتون اسقطت عنوة القضيه الفلسطينيه في مستنقع تاريخي وخيم ينسجم مع التوجه الامريكي العام اللذي يرى في الشعب الفلسطيني قضيه مشابهه لقضية الهنود الحمر في امريكا الذين يتمتعون وهميا بحكم ذاتي ورئيس سلطه ومحميات طبيعيه تابعه لحدود وادارة الفيدراليه الامريكيه!... الوضع الفلسطيني الراهن في ظل الاحتلال الاسرائيلي قريب من وضعية الهنود الحمر في امريكا.. اوباما شانه شان كليننتون وبوش سيذهب تاركا مكاسب جديده للدوله الاسرائيليه والاستيطان الصهيوني في فلسطين!!
ما لم يدركه عرب الرده وحُصن الهزائم العربيه ان امريكا هي امريكا الصهيونيه والوجه الاخر لإسرائيل, ومن اللافت للنظر هو ربط القضيه الفلسطينيه والقضايا العربيه عامه بمسلسل الانتخابات الامريكيه والاسرائيليه منذ عقود من الزمن وانتظار مجئ هذا الرئيس الامريكي او ذاك من جهه والمفاوضات الوهميه كما هو حال اوباما وميتشل ومن ثم استمرار المفاوضات بهدف المفاوضات وكسب الوقت للاستيطان الاسرائيلي من جهه ثانيه وبالتالي تهميش القضيه الفلسطينيه وحرقها من خلال لعبة " السلام" والانتظار في اروقة تاريخ وتواريخ نتائج الانتخابات الاسرائيليه والامريكيه وفترة رئاسة هذا الرئيس الامريكي او ذاك او رئيس الوزراء الاسرائيلي او ذاك[ كلينتون باراك..بوش شارون اولمرت.. اوباما نتانياهو].. تارة ننتظر نهاية كلينتون واخرى نهاية بوش وبعد حين سننتظر نهاية حقبة اوباما وانتظار رئيس امريكي اخر وهكذا دواليك...بالمناسبه روجت وما زالت تروج وسائل الاعلام العربيه الرسميه لطبيعة وروتينية هذه اللعبه, ولاحظوا معنا كيف روج النظامان السعودي والمصري للعبة المفاوضات والمبادرات العربيه والانتخابات حيث دعما بوش في عملية احتلال العراق وتدمير الشعب الفلسطيني وحصار غزه,, ومن ثم ودَّع بوش حلفاءه في الرياض وكر شرم الشيخ قبل انتهاء فترة رئاسته بخفي حنين لابل بتدمير غزه,,,,, لنقرأ في الصحافه العربيه والمصريه على وجه التحديد.::..ان بوش منتهيه ولايته وينتظرون الرئيس الامريكي القادم ليحرك عملية السلام المزعومه..... لاتنسوا طبعا الدمار الهائل الذي تعرض له العالم العربي وخاصة العراق وفلسطين خلال ثمانية سنوات من حكم بوش المجرم,, خليفة كلينتون المخادع الذي حمل الفلسطينيون عام 2001 مسؤولية فشل محادثات كامب ديفيد في عملية التغطيه الامريكيه على العدوان الاسرائيلي على المناطق الفلسطينيه وسقوط الالاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين منذ بداية انتفاضة الاقصى وحتى يومنا هذا لابل ان ياسر عرفات الذي وقَّع في زمن كلينتون على معاهدة سلام مزعومه مع اسرائيل قد حوصر و قُتل في عهد بوش وبغطاء امريكي, والاتي في ظل فترة رئاسة اوباما ا كما يبدو أعظم!!... كبير المفاوضين الفلسطينيين[ هكذا يسمونه. كبير:::لماذا لا ادري؟ ومفاوض على ماذا.. لا ادري؟؟] يطلب من اوباما امريكا فقط بالقول ان "اسرائيل هي المعوقه للسلام"...يا سلام..صح النوم...فقط معوقه للسلام!!؟؟؟..سخرية التاريخ والمفارقه ان بوش اوعد بقيام دوله فلسطينيه, فقام بتدمير دولة العراق العربيه ولم تقم الدوله الفلسطينيه!!...جماعة حيص بيص الفلسطينيه الاوسلويه مشغوله بورقة المصالحه واجراء انتخابات واعادة غزه الى حضيرة السلاطين,,.... لاحظوا معنا في دولة وعد بوش الوهميه وعهد بوش شيدت اسرائيل الجدار العازل الذي يتلوى في احشاء الضفه الفلسطينيه ويفترس اراضيها وقراها, وفي عهد اوباما وميتشل يتفقون مع نتانياهو على استمرار الاستيطان في الضفه والقدس, ويستمرون في حرق القضيه الفلسطينيه بكل مكوناتها الارض والسكان واللاجئين والحقوق , وكل هذا يحدث في اطر مفاوضات السلام المزعوم... امريكا هي امريكا الصهيونيه ولن تتغير في عهد اوباما الامريكي الصهيوني.. وكنت اتمنى ان يقول كبير المفاوضين" الفضائيين" الفلسطينيين لامريكا واسرائيل واوباما:::: كفى كفى: حرقتم القضيه الفلسطينيه ومن ثم يحرق ذاته المحروقه سياسيا امام عدسات كاميرات كل الدنيا!!.. كفى يا مفاوض:: نار "السلام" الامريكي احرقت القضيه الفلسطينيه, وامريكا هي امريكا الصهيونيه والوجه الاخر لإسرائيل!!