أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
حول ملهاة انتخابات الرئاسة المصرية!!

بقلم : محمد السروجي ... 09.11.2009

طرح أشبه بالأحلام بل الأوهام ينتاب النخبة المصرية من بعض الساسة والإعلاميين والأكاديميين ، والتحقت بهم قطاعات من الشعب المصري خاصة التي انسحبت من الميدان واكتفت بالنضال الرقمي "الإلكتروني" ولأسباب عدة منها ما يتعلق بثقافة الاستسهال وعدم خوض غمار العمل الميداني ومنها ما يتعلق بغياب الزعيم الملهم الذي يقود الجماهير لميادين التدافع والمزاحمة ، أسماءٌ مطروحة من هنا وهناك كبدائل مفترضة ومقترحة للوريث القادم إلى منصة حكم مصر ، استطلاعات للرأي على المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية والصحف اليومية للاختيار الوهمي لرئاسة الجمهورية، حالة نفسية أصابت النخبة وبعض القطاعات دفعتهم للهروب إلى الأمام والغرق في أحلام اليقظة وخوض انتخابات رئاسية حرة ونزيهة على الإميلات المتاحة والممكنة دون كلفة باهظة عوضاً عن صناديق الانتخابات التي أصبح مجرد الوصول إليها قد يؤدي للسجون والمعتقلات فضلاً عن الإصابة والعاهات ، الجميع يعلم ان الانتخابات القادمة محسومة سلفاً لمرشح الحزب الحاكم بغض النظر عن شخصه ولسبب واضح هو العور الذي أصاب المادة 76 من الدستور المصري منذ صياغته بل وتفصيله على مقاس مرشح الحزب الحاكم ، حالة من الملهاة أو المسرحية الهزلية يشارك في صناعتها أطراف عدة ، بوعي ودون وعي ، لإيهام المصريين بأننا على مشارف انتخابات ولو على مستوى المفهوم النظري،ملهاة تهدف لطرح عدة بدائل تعاني الندرة وانعدام الفرص أصلاً ليترسخ في وجدان المصريين أنه لا بديل عن الوريث القادم ، ملهاة صُنعت بقصد وشارك فيهاأطراف عدة ضمن جملة من المشاهد المقصودة على المسرح السياسي بهدف شغل الرأي العام عن مناخ الفساد والاستبداد السائد والذي تحول لنمط إدارة ومنهج حياة ، ملهاة تهدف للتغطيه على حالات العجز والفشل المتكرر التي يعانيها النظام بجناحيه الحزبي والحكومي ، ملهاة لشغل المصريين عن قضاينا المركزية خاصة مفاوضات الحل النهائي التي يرتب لها بين مربع الاعتدال وإدارة المشروع الصهيوأمريكي ، ملهاة لم ينجو من شراكها إلا القليل من عقلاء القوم الذين فطنوا لما يُرتب فانصرفوا لما هو أولى وأفعل ، وفي الأخير ستتم مسرحية انتخابات الرئاسة وبتغير طفيف عن سيناريو انتخابات 2005 م ليجلس من يجلس على منصة الحكم ويدير بنفس النمط والمنهج والأدوات ، حتى يستيقظ الشعب بكل ألوانه وأطيافه وينزل لميدان الفعل والعمل ويتحمل التبعات مهما بلغت قسوتها ، ومن هنا فقط يبدأ التغيير والإصلاح المنشود
.... لك الله يا مصر ....

كاتب مصري