أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
رسالة إلى ابي ...!!

بقلم : سحر أبو ليل ... 19.12.2009

من هؤلاء الذين يلفون حبل المشنقة..
حول عنق دفاتري..
ويتدربون على الرقصة الأخيرة..
فوق قبر محابري ؟
أهولاء هم أعداء الفكر.. أم أقاربي؟؟
يا ليتك وأدتني يا أبي..
قبل ان يحاصرني رجال القبيلة ..
ودثرتَ ضلوعي بورد حديقتكَ
وأمطرت عيناك ..
بكرةً وأصيلا..
لن اغضب..
وسأكتم صراخي ..
ربما احزن..
ربما أحس بالبرد قليلا..
لكن عزائي الوحيد هناك..
ان عينيك ستضيئان ..
شموساً في ذاكرتي..
لتنيرَ وجهك الجميلَ !!
يا ليتك وأدتني يا أبي..
فبعض النساء في قريتي..
لاحقن تنورتي..
ومشينَ خلف آثار "كعبي العالي"
وخطفنَ بلؤمٍ فراش غفوتي..
وأنا ما كنت سأرتدي فساتيني..
وأحمّلك هم جنوني ..
فيا ليتك اختزلت من قاموس عمري المر سنيني !
أردتني حمامةً بيضاء..
تعبث بالعقاقير..
وتحمل هم الحقن في المستشفيات..
أما أنا..
فقد أردت رسم عالم لي وحدي..
وألونه بكل الواني..
فالأسود والأبيض شبحان يرقصان ..
في أحلام كتبي..
فلماذا سمعتهم ونسيتني
وحملتني مسؤولية قدومي لهذا العالم القذرِ
ما كانت الوردة مسؤولة يوماً..
عن لونها..
وعطرها..
وعدد فراشاتها ..
فلمَ أردتني نسخةً بالكربون عنك..
وعن أبيك..
وجدك
وجد جدك؟
لدي كتابي..
سحري..
وفكري
فهلا أعتقت من براثن الشكوك حبري؟
وفككت ضفائري ..
من قبضة ما يتلوه شيخ القرية..
علي ألقنه بعضا من شعري!!
لقد أحببت بيتك يا أبي..
وطيبتك..
وقبلتك المسائية ..
بل ورائحة التبغ في قمصانك..
وأحببتك ..
وأحببتك !!
لكن فيضان الحزن في جروحي أغرقني
وقتل روحي
فرجائي
أن ضمني بأحلامك قليلاً..
فهناك سأظل دوماً غريبة..
ولن يحضنني سوى الغرباء !