بقلم : لبنى ياسين ... 11.01.2010
-شهرزاد
-أمر مولاي
-أريدك أن تقيمي حفلا رائعا لتأ بينك ..فقد آن الأوان ...افهميني جيدا ..أنا احبك..بالطبع أنا احبك...بل ربما أعشقك...لكنك خلقت من اجلي ..من اجل أن ينمو مجدي و يتناسل ..و لاجل هذا الهدف النبيل ..علي أن اغرس قدمي في كبريائك ..و ارتدي فؤادك نعلا لارفع هامتي عاليا في السماء.
-أمر مولاي
-عليك أن تعي تماما باني أهواك بجنون و سيؤلمني حتما ...تماما ... أن أراك تموتين ..لكنه قدرك...قدرك أن تموتي من أجلي ..كما عشت من اجلي كل هذه السنين ..و قدري أن اتسامق مجداً و أنا اعتلي هامتك , و ألامس النجوم على أشلائك....و أن اسطع في سماء الخلود مقتبساً نوري من نارك التي سأخمدها .. و عليك أن تعي تماما أن ألم موتك و فراقك وحده يكفيني ...سيزعجني... سيؤرق نهاري , ...و ربما ليلي( حسنا لا أظن انك ستزعجين ليلي فلي شؤون أخرى تحت وشاحه القاتم )...لذا لا أريد أن أراك تبكين ..أريدك أن تبتسمي ..كما تفعلين عندما آتيك موشحا بانتصاراتي ..رافعا رجولتي علما فوق جماجم النساء ..و أن ترتدي اجمل حللك و تتزيني ..لا أريد أن يُعكر صفو مزاجي مرتين في يوم واحد ..فذاك كثير على احتمال مزاجي الرقيق.
-أمر مولاي...
-شهرزادي سيكفيك مجداً أنك صنعت مجدي , و أني غرست كفي في أحشائك و امتصصت رحيق حياتك فأصبحت أنا شهريار سليل مجد يلامس السحاب ..فلا تحزني من نهايتك ...فهي نهاية مجيدة .
-أمر مولاي .
-واحبسي دموعك ...و زغردي تحت قدمي ...فأنت لي وحدي ..خلقت من
اجلي و ستموتين من اجلي ..و مجد كهذا أظنه حري به أن يجعلك تطئين السحاب .
ماتت شهرزاد و هي تضع انفس حليها و ترتدي حزنها وشاحا صامتا و تتزين بلآلئ لم تبارح عينيها
قسراً... جميلة كانت كحورية البحر , حزينة كأوراق الخريف , و على شفتيها تفتر ابتسامة الرضا,
مخطئاً ظن شهريار بأنها من اجله ..من اجل موتها تحت قدميه, أما هي فقد ابتسمت عندما ُأطلقت روحها من سجن الجسد , و حلقت عاليا في السماء ...كان عزاؤها في الموت أنه لن يستطيع سجنها بعد اليوم .