أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
سرّ التفرّد الصهيوني!!

بقلم : أ.رابحة الزيرة  ... 07.12.2009

عجباً لهذا التفرّد الصهيوني ..
فهو الكيان (الديمقراطي) الوحيد في منطقة الشرق الأوسط!! كما يكرّرون علينا.
وهو الوحيد الذي يملك أسلحة نووية في الشرق الأوسط، وقد استخدم أسلحة دماره الشامل في حروبه الأخيرة على الأبرياء في لبنان وغزة ..
وهو الوحيد في الشرق الأوسط الذي يرفض أن يوقّع اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، ويمنع تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية منشآته النووية .. ولا من معترض عليه!
هو حليف أمريكا في الشرق الأوسط الذي يصدّر الإرهاب حول العالم، ويبعث القتلة من مجرميه لاغتيال أعدائه السياسيين بدم بارد، وينتهك جميع مواثيق حقوق الإنسان، ومن ثم يحصل على أكثر من ثلث المساعدات الخارجية الأمريكية، وعلى أسلحة مجانية لممارسة إرهابه!
هو المستفيد الأول والأكبر من حق "الفيتو" الأمريكي ليتمادى في غطرسته وطغيانه!
هو الكيان الذي يرفض أن يحاكِم جنوده رغم الأدلة الدامغة واعترافه واعترافهم علناً بارتكابهم جرائم حرب في حق المدنيين العزّل والإساءة إلى الجرحى وإهانة الأسرى!
هو الكيان الذي يمارس التشريد والتهجير والطرد بحق الملايين من الفلسطينيين من أوطانهم وبيوتهم، ويعبث بحرثهم وزرعهم بصورة مستمرة على مدى ستين عاماً، ومع ذلك يرفض أن يدفع لمن صادر أراضيهم ومزارعهم وأملاكهم أية تعويضات .. ويخطط لمنع عودة أصحاب الأرض إلى أرضهم! هو "الكيان المدلّل" الذي استطاع أن يهيمن على شعب وحكومة وكونجرس وإعلام دولة أمريكا فيأتي رئيس وزرائه ليخطب بأعضاء الكونجرس ويملي عليهم شروطه وهم يستمعون كالأطفال المطيعين أو العبيد المستسلمين، ثم يعلن لأعضاء حكومته "أن لا تقلقوا من ردّ الفعل الأمريكي لأننا نحن من يتحكّم في أمريكا ويحكمها".
هو الكيان الذي أصدرت منظمات حقوق الإنسان وجهات مستقلة عدّة تقارير تدينه على ممارسات التطهير العرقي والإبادات الجماعية التي يرتكبها على أرض فلسطين في أوقات السلم والحرب، ورغم ذلك يحظى بتأييد الغرب المطلق!
هو الكيان الوحيد على وجه الكرة الأرضية الذي يحتفل مرة باليوبيل الذهبي على إنشائه! ومرة على مرور ستين عاماً على استمرار بقائه غير المشروع، وهو الوحيد الذي يتمنى له حلفاؤه أن يستمر ستين سنة أخرى أو أكثر، في دلالة واضحة على أنه كيان مستنبت وليس له وجود حقيقي أصيل في هذه المنطقة.
هو الكيان الوحيد الذي لأجله صيغت قوانين معاداة السامية التي لا يفلت من عقوباتها مفكّر ولا أكاديمي ولا عالم ولا جاهل ولا شيخ ولا امرأة ولا شاب ولا طفل ولا مريض ولا مقعد من أي عرق أو دين، بعد أن احتكر لنفسه الانتساب إلى العرق السامي دون وجه حق.
وهو الوحيد الذي يفخر بجرائمه اللاإنسانية فيبثّها عبر فضائياته متبجحاً، ليس آخرها دهس أحد المحتليّن (الهمج) الشاب الفلسطيني بسيارته ذهاباً وإياباً أمام أعين الشرطة والإسعاف والعالم! ومع هذا فلم نسمع شجباً ولا تنديداً ولا دفاعاً عن حقوق الإنسان ولا القوانين الدولية، لا من الغرب ولا العرب، لا حكومات ولا شعوب!
وبيت القصيد من كل ذلك هو أن نعرف أن هذا (التفرّد) الصهيوني (الشاذ) في الضرب بعرض الحائط بجميع المواثيق الدولية والمدعوم بالتأييد الغربي (الأخرق) لم يأتِ من فراغ بل من عقيدة راسخة تتحكم في طريقة تفكير القوى الفاعلة في المجتمع الصهيوني، من ساسة وبرلمانيين تحرّكها سيل فتاوى الحاخامات التي تجعل من تكريس التمييز العنصري وانتهاك حقوق الإنسان ديناً وعبادة وتحقيقاً لوعد إلهي (كاذب).
من أخطر الفتاوى تلك التي تدعو إلى وجوب قتل الأطفال الرضّع والبهائم وذلك بعد أن شبّهوا الفلسطينيين الحاليين بالعمالقة الذين عاصروا يوشع بن نون، حيث يدّعون أنّ الرب أنزل على يوشع حكماً يقضي بوجوب قتل العمالقة "اقضوا على العمالقة من البداية حتى النهاية، اقتلوهم وجرّدوهم من ممتلكاتهم، لا تأخذكم بهم رأفة، فليكن القتل متواصلاً، شخص يتبعه شخص، لا تتركوا طفلاً، لا تتركوا زرعاً أو شجراً، اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار"، كما أن هناك فتاوى تشرّع التمييز العنصري، حيث تقول أنه "لا تجوز المساواة بين الدم اليهودي وغير اليهودي بحال من الأحوال"، وبالتالي يحرم تبرّع اليهودي بدمه لغير اليهودي!
ولقد اعترف المفكر اليهودي مارتن بوبر صراحة بإخفاق التنوير اليهودي أمام الحركة الصهيونية، التي وقعت في أسر القراءة العنصرية للتاريخ، قائلاً: "لقد برهن هتلر على أنّ مسار التاريخ لا يوازي مسار العقل ولكن مسار القوة، وأنه عندما يكون هناك شعب على قدر من القوة فإنه يستطيع أن يقتل من دون عقاب وهذه هي الحالة التي كان علينا أن نحاربها، لقد كنا نأمل في أن ننقذ القومية اليهودية من خطأ تحويل شعب إلى صنم معبود لكننا أخفقنا!".
اللهم إنا نشكو إليك كيد عدونا، ونشكو إليك تحالف حكامنا مع أعدائنا علينا، اللهم إنا نشكو إليك غفلة حكوماتنا عن حقوق الأمّة الحقّة، وانشغالهم عنها بكراسيهم، وأملاكهم، وأرصدتهم، وتوريث أبنائهم، والتمرّغ في أحضان أعدائهم، ومحاربة أبناء أمتهم، والتنمّر على شعوبهم، اللهم ونشكو إليك فقد العزيمة لدى شعوبنا، وتبلّد مشاعرها الإنسانية، واشتغالها بحروبها الطائفية وتدنيس يدها بسفك دماء إخوانها، اللهم ونشكو إليك هوان قدسنا الحبيبة عليهم، وتفرّقهم عنها وعمّا يجري عليها وعلى أبنائها من ظلم وتشريد وإبادة.

جمعية التجديد الثقافية - مملكة البحرين