بقلم : ريم عبيدات ... 14.09.2009
كم فتاة وطفلة قاصرة يجب أن تموت سواء أثناء الولادة أو أثناء الحمل، أو خلال العمليات الزوجية المختلفة، أو نتيجة لعنف الزوج الذي يكبرها بأضعاف عمرها غالباً حتى نبدأ بالتحرك؟
وفاة الطفلة (فوزية) ابنة ال 12 عاما بعد أيام من عسر الولادة الحاد قبل يومين، لن تكون الأخيرة بالطبع، فالملف العربي الشائه مفتوح عربياً، وهي التي تم انتزاعها من الصف الرابع الابتدائي لتشرع في بناء أسرة وعمرها 11 عاماً.
السيناريو المهيمن على قائمة الأسباب يتكرر بصورة مؤلمة حيث تحتج غالبية أولياء الضحايا بالفقر كصاحب الحكم النافذ في القضية. فيما جمعيات حقوق الإنسان العربية تعتبر استفحال الظاهرة تجاوزاً إنسانياً سافراً، وتؤكد أن الحادثة تتكرر وتتسبب في قتل عدد كبير من الفتيات في أقطار عربية عدة.
ومهما كانت الادعاءات المبررة لهذه الممارسة كالاحتجاج بالفقر، وبمرض ولي الأمر، أو تزويج القاصرة تحت غطاء الخوف من موتها جوعاً، أو الخوف من عنوستها وهي في العاشرة والحادية عشرة وربما أصغر. لكن الحقيقة أنه استغلال فاضح للفتاة القاصر ولجسدها، واستغلال للحق في وجوه باطلة.
المنطق المقلوب الذي يتخذه المنظرون لهذا الزواج، من قادة رأي في اعتبار البلوغ تحقيقاً للشروط الرئيسة للزواج، في إغفال تام لكافة تفاصيل النضج النفسي والمعنوي والإنساني وحتى الجسدي، التي يحتاجها بناء الإنسان العفي أولاً، قبل الطلب منه حرق مراحل حياته كلها واختصارها بالقدرة الجسدية على الإنجاب، والتي تبين الأحداث حتى عدم توفر أسبابها بدليل كثرة الاضطرابات الجسدية وتأخر الحمل، وارتفاع الإصابة بهشاشة العظام، ناهيك عن أمراض تصاحب القاصرات كفقر الدم وتكرر الإجهاضات والأنزفة الشديدة بجانب خلل الهرمونات الأنثوية ووجوهه الخطيرة.
ولن ينتهي الأمر عند الارتفاعات الحادة في ضغط الدم، التي قد تؤدي إلى فشل كلوي ونزيف وتشنجات، وزيادة العمليات القيصرية، مثل هذه المعلومات وغيرها الكثير تحرك فينا ساكنا إزاء مأساة وفاة العديد من الفتيات لأسباب نعمق من شرعيتها بصمتنا على جرائمها.