بقلم : ميسون اسدي ... 15.12.2009
***معلمة فنون في مدرسة البيروني في اللقية***فني يحكي عن حياة البدو وعاداتهم عن طريق التطريز***تعلمت 3 سنوات فنون في كلية "كيي" في بئر السبع وأنهيت بامتياز***نشأت في أسرة كثيرة الأولاد: (4) أخوة و (12) أخت***أقامت أول صالة عرض للفنون في النقب***
*ولدت الفنانة زينب جريبع وترعرعت في عشيرة العزازمة حتى جيل الواحد والعشرين ومن ثم انتقلنا الى قرية "شقيب السلام"، وجاء الاسم من شقب الذي يقع بجانب الوادي وسميت كذلك بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل أي أضافوا كلمة سلام على الاسم الأصلي.. عدد السكان (4000) نسمة، ويعيشون اليوم بيومه من الناحية الاقتصادية، في القرية مجلس محلي, ومكتب خدمات اجتماعية ومركز جماهيري، وفيها أربع مدارس ابتدائية ومدرسة للاحتياجات الخاصة، ومدرستين تضم قسم إعدادي وقسم ثانوي لطلاب القرية والقرى الغير معترف بهم وهم: وادي النعم، أبو الطين، الاعسم، عبدات، بير حداج، وأبو قويدر، والعفاوي وهناك نسبة قليلة يأتون من قرى معترف بها ويتعلمون عندنا، مثل اللقية وتل السبع، ويصل عدد طلاب الثانوية (1800) طالب.. البلد تفتقر جدا إلى النشاطات الثقافية واللامنهجية، لا يوجد دورات موسيقى أو ندوات للنساء، المجال محصور ولا احد يدعمهم من الناحية التربوية، لا اذكر انه كانت هناك ندوة في البلد.. العيادة الصحية قدمت بعض المحاضرات ثم نسينا الموضوع.
**نساء شقيب السلام
عن وضع النساء في القرية تقول زينب: الوضع الصحي للنساء جيد، وتعليم البنات بدأ متأخرا عندنا، أبناء جيلي تعلم حتى صف تاسع وكان ممنوع أن نسافر إلى بلد آخر للتعلم، أنهيت التاسع في عام 1988 وبعد سنة أصبح هناك مدرسة ثانوية ولكن ليس الأهالي لم يسمحوا لبناتهم بإكمال التعليم العالي، ومنذ عام 1990 أصبح اغلب البنات يتوجهن للتعليم العالي.. عندنا ممرضات ومعلمات وهناك شباب تعلموا الطب لأنه مسموح لهم السفر، هناك بنات انهين التعليم في جامعة بن جريون في البيولوجي والكيمياء، وعندنا باحثات اجتماعيات.. اليوم، لهن كامل الحرية، يسافرن إلى الأردن ويتعلمن ومجال الشغل مفتوح، في المصانع والزراعة والعلم، مثل الرجل، المهم ان تحافظ على "شرف العائلة" وأن تمشي بجانب الحائط ولا يسمح لها بتخطي قوانين العائلة التقليدية.. احلم بأن أرى بلدنا أحسن بلد من ناحية التعليم والتفكير التربوي والفني، وفي كل مجال، أن تكون بلدي مبدعة.
**نشأت في عائلة بدوية تقليدية
وعن نشأتها تقول زينب: تزوج أبي- رحمه الله- من ثلاثة نساء وهم بالنسبة لي ثلاثة أمهات وأمي كانت الزوجة الثالثة، تزوجها في جيل (14) وأبي كان ختيار في الستينات، عاشوا معا عشر سنين وفي جيل 25 عاما كانت أمي أرملة مع (3) بنات وولدين من، ومن الأم الأولى كان له (6) بنات وولد والأم الثانية كان لها (3) بنات وولد، لي 16 أخ وأخت، ولأبي لم يكن أخوان ولهذا تزوج (3) نساء، فقط أخي الكبير تزوج مثله ثلاثة وباقي أخوتي تزوج كل واحد واحدة فقط، أخي عمل في دائرة الأراضي واليوم خرج إلى المعاش والأخ الآخر مدير مدرسة وواحد مزارع ومربي مواشي، توجيه للعلم وأخي يعمل في المركز الجماهيري وفي شركة "معبريم".
**لا أناصر تعدد الزوجات
وتضيف زينب: لا أناصر هذه الظاهرة، أمي لم يكن لها رأي حول زواجها، الآباء هم يقررون مصير بناتهم، وأمي رضيت بنصيبها. وهي مبسوطة أن أولادها جيدين.، تعدد الزوجات ينعكس سلبيا على الأولاد،اما نحنو حظينا بعلاقة ترابط سليمة في العائلة، كلنا في نفس البيت وغاليين عند بعض، اليوم الرجل ينسى المرأة الأولى وأولاده عندما يتزوج بالثانية، ولا يستطيع أن يكون عادلا.
**حادث عمل غير مسار حياتي
وتعد زينب بالذاكرة قائلة: لم استطع مواصلة تعليمي بعد صف التاسع، فعملت في الزراعة والمصانع لمدة ثمانية أعوام، عملت في منطقة البحر الميت في قطف وزراعة البندورة ومصنع مكابيس في كيبوتس ماجن، وأصبت هناك بحادث عمل، فقررت الاحتماء بالعلم، وبحثت عن أي مكان لأتعلم.. كان عندنا جمعية الخنساء وكانت تنظم أيام وفعاليات للنساء وكنت أشارك في هذه الفعاليات والتقيت بامرأة يهودية وشجعتني على التعليم، وبعثتني واتصلت مع حنة شنايدر مسؤولة مركز تعليم للكبار في بئر السبع، فطلبت أن احضر معي مجموعة من البنات فذهبنا (17) بنت من شقيب السلام وضواحيها وبدأنا ندرس لشهادة إنهاء الثانوية العامة، درسنا سنتين بعد الظهر وتخرج في النهاية (7) بنات، خمسة فقط حصلن على شهادة الإنهاء وأنا واحدة منهن، واليوم ادرس للقب الأول في كلية سخنين.
**معلمة فنون
وتضيف: عملت مساعدة معلمة لمدة سنتين، وكل شيء في مجال الرسم كنت أقوم به وكان لي يد جيدة وبدأ بحثي، سجلت لكلية "كيي" في بئر السبع في قسم الفن، تعلمت (3) سنوات وأنهيت بامتياز وحصلت على منحة.. كنت أصور وأحمض تصويري، وأنحت، وأقوم بالرسم مع الطبع على الورق ورسم تخطيطي، وطين الخزف والفخار والتطريز البدوي.. المعرض الأول لي كان في كلية "كيي"، المعرض الثاني في وزارة التربية والتعليم في بئر السبع، معرضي الثالث في صالة العرض في أم الفحم، ويحكي عن حياة البدو وعاداتهم عن طريق التطريز.
أنا معلمة فنون في مدرسة البيروني في اللقية، بدعم من درون بولك أقمت معرض في "جفعاتيم"، تحت اسم "الروح الصحراوية" وشاركتني في المعرض الفنانة تشاتشا التي قدمت نحت مع برونزا. اشتركت في مزاد عالني في بنك لؤمي إلى جانب (200) فنان تحت رعاية استي دروري
اشتركت في عرضا في مدينة البندقية في ايطاليا وهو عبارة عن صحن كبير مع التطريز البدوي مع إدخال عنصر الحديد إلى الصحن وهو من عمل زوجي.اشتركت في عرض بمركز المعلمين في بئر السبع
**مرسم خاص بي
في مايو 2009 قررت أنا وزوجي إقامة مرسم بمساحة (42) متر مربع فيه كل وفي نفس الوقت يكون معرض لنا متاح أمام الزوار، وهناك بكرج قهوة وهو موجود في كل شيق (الخيمة) وجرن القهوة من فخار اسمر ليمثل المرحلة القديمة وأخذنا صحون كبيرة معجونة من طين وفي النصف مخيط بقماش أخذته من ثياب امي القديمة.
اصنع الجرار والصحون وكؤوس من الطين الأخضر، وارسم عليها وزوجي يحرقها في الفرن.
دخل زوجي عن طريقي إلى الفن ومن مساعدته لي، أصبح يحب المهنة وهناك بعض الأعمال هو أبتكرها ولكنني طرزت عليها.. التطريز يتطلب الصبر، اعمل على الجرة ثلاثة أيام، ومن يرى أعمالي يعتقدون أن هذا شغل ماكينة.
**مرسمي ملون بلون الصحراء
الصحراء هي نحن، ولدنا بها وسنموت بها، عندما اترك الجنوب أكون سعيدة لعودتي ثانية، اعشق الجو الصحراوي في الصيف حار وناشف، في الشتاء قليل المطر وهناك الغبار، الجو في الليل معتدل، ولأنني اعمل في الطين والصحراء بين يداي، حتى مرسمي ملون بلون الصحراء.
**أم عمر اجتماعية جدا
أنا أم لولد واحد، سنة وعشرة أشهر، اسمه عمر، جاء بعد خمس سنوات من زواج، فترة الحمل كانت صعبة جدا. نعيش في أرضنا والبيت بنياناه حجر، حجر وهو من تصميمي وتصميم زوجي. أخاف على زوجي وابني، وأنا حساسة جدا واجرح بسرعة حتى عندما يقول احدهم شيء بلا قصد، اغضب ويتعكر مزاجي كل الوقت، وخاصة عندما لا اشعر بتقدير من بعض الناس لأعمالي.
في الأعراس أكون سعيدة جدا، أشارك في كل قواي مع الناس، فأنا اجتماعية وعندما يزور أحدهم المرسم اسعد جدا، واشعر بأنني أساوي شيء وبأنني فنانة حقيقية.