بقلم : الديار ... 31.07.2010
استنسخت يوم الثلاثاء الماضي جرافات الهدم والخراب الاسرائيليه مشاهد النكبة الأولى وهي تدمّر قرية العراقيب في النقب التي اثار هدمها الضمير العربي ولقي استنكارا اقليميا واسعا وردود فعل فلسطينيه وعربيه، و هي تلقي بالأطفال والنساء والشيوخ في العراء، وذلك في سياق حملة تطهير عرقي تهدف لإزالة 45 قرية عربيه في النقب يسكنها نحو 100 ألف بدوي في النقب من الوجود . وروى الشيخ صياح الطوري شيخ المناضلين في قرية العراقيب أن قوات الهدم هدمت الحجر واقتلعت الشجر، وشرّدت 300 بدوي من سكانها .وقال “هدموا البيوت والخيم واقتلعوا الشجر، وحملوا مولدات الكهرباء وسياراتنا وجراراتنا ولم يبقوا أي أثر لقريتنا كأنها لم تكن موجودة” . وتقع العراقيب شمال مدينة بئر السبع، على بعد حوالي 110 كلم جنوب القدس المحتلة . وقال الطوري “في الخامسة صباحاً حضرت القوات “الإسرائيلية” من وحدات الكوماندوس وقوات أخرى من الشرطة وجرافات وكأننا في جبهة حرب، فأجلُونا من بيوتنا بالقوة وأبقوا الأطفال والنساء والشيوخ في العراء” . وأضاف “هدموا البيوت والخيم واقتلعوا الشجر، وحملوا مولدات الكهرباء وسياراتنا وجراراتنا ولم يبقوا أي اثر لقريتنا كأنها لم تكن موجودة”، مؤكداً أنهم “هدموا القرية بحجة أن منازلها لم تحصل على تراخيص” . وذكر الطوري أن “قرية العراقيب سبق أن تعرضت لهجمات مستمرة، فكانوا يهدمون البيوت ويرشون أراضينا ومزروعاتنا من الطائرات بمواد سامة” . وتابع “لقد حصلوا على قرار من محكمة الصلح (الاثنين) بإخلاء القرية بناء على قرار سابق من المحكمة المركزية” الصهيونية .من جهته، اعتبر رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها إبراهيم الوقيلي أن “عملية هدم قرية العراقيب سابقة خطيرة تهدد 45 قرية يسكنها نحو مائة ألف عربي في النقب” . وقال “إنها المرة الأولى التي يقومون فيها بالإخلاء والهدم ومحو القرية بكاملها وإخفاء معالمها”، منذ بدايات النكبة . وأضاف “عادة يهدمون بيوتاً عدة مرة واحدة، ولكنهم هذه المرة جرفوا الطرق وأي شيء قد يدل على أثر للحياة فيها” . وأوضح أن “هناك 45 قرية عربية في النقب تفتقر إلى البنية التحتية ولا تريد السلطات “الإسرائيلية” الاعتراف بها، ويراوح عدد سكان كل من هذه القرى بين خمسمائة وثمانية آلاف عربي” .وأكد ان “بدو النقب كانوا يملكون 12 مليونا و750 الف دونم ولكن لم يبق لنا سوى 850 ألف دونم بعد مصادرة الباقي، والبعض لا يزال يسكن على أراضيه المصادرة” . وقال ياكوف مانورمن المتحدث باسم منظمة “هناك قانون” غير الحكومية التي تدافع عن حقوق الانسان “إن نحو 1500 شرطي “إسرائيلي” من الوحدات الخاصة وصلوا عند الفجر لإجلاء 300 من سكان العراقيب” . وأضاف ان “خمس جرافات على الأقل دمرت بعد ذلك منازلهم وكذلك حقولهم” . وأوضح أن “أهالي القرية ونحو 150 ناشطاً “إسرائيلياً” مؤيدين لقضية البدو حاولوا اعتراض عناصر الشرطة الذين كانوا مزودين بقنابل مسيلة للدموع”، لافتا إلى حصول اعتقالات في صفوف السكان وإصابة بعضهم . وقال المتحدث باسم شرطة الجنوب ميكي روزنفلد إن “ثلاثين عائلة تم إجلاؤها هذا الصباح من العراقيب ونقلت إلى مدينة رهط البدوية” على حد زعمه. . وقال رئيس لجنة المتابعة العربية محمد زيدان “عقدنا اجتماعا طارئا على أراضي قرية العراقيب، وبدأنا نسوي الأرض من أجل إقامة مساكن سريعة لإيواء الأطفال والنساء والشيوخ” . وأضاف “لقد شردوا نحو 300 شخص وهذا يعتبر عملاً إرهابياً وغير إنساني، ولا توجد كلمات تعبر عن استنكارنا لهذا العمل” . وتابع “شكلنا لجنة خاصة لمتابعة أوضاع سكان القرية وطلبنا من الأحزاب العربية أن تمد يد العون ليس من الناحية المعنوية فقط بل من الناحية المادية أيضاً” .وأكد “سنوجه مذكرة إلى المسؤولين في الحكومة “الإسرائيلية” نستنكر فيها هدم قرية العراقيب، بدءاً برئيس “الدولة” ورئيس الوزراء والوزراء المعنيين، وسنطالب بإعطاء شرعية للقرى غير المعترف بها وإيجاد حلول لوضعها” . وأضاف زيدان “سنوجه أيضاً مذكرات إلى الهيئات الدولية نشرح فيها مدى الظلم والقهر الذي يتعرض له العرب بإخلائهم من بيوتهم وهدمها”، لافتاً إلى تنظيم تظاهرة واعتصام يوم الجمعة المقبل على أراضي القرية في المكان نفسه الذي هدمت فيه البيوت .ونددت حركتا “حماس” والجهاد الإسلامي بعملية التهجير وهدم العراقيب. وقال المتحدث باسم “حماس” سامي أبو زهري إن إقدام قوات الاحتلال على هدم جميع منازل العراقيب، وإزالة آثارها بالكامل، هي صورة من صور التهجير المستمر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني” . واعتبر أن هذه “خطوة عنصرية يحاول الاحتلال من خلالها تكريس يهودية هذا الكيان على حساب أصحاب الحقوق الشرعية” .من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان لها، إن سياسة الهدم “تمثل حالةً عدوانيةً ملازمةً للصهاينة يسعون من ورائها إلى تهجير فلسطينيي الداخل المحتل عن أراضيهم” !!