أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
"قيادات" ال 48 بين غياب الموقف ومواربة عباس!!

بقلم : د.عدنان بكرية  ... 26.08.2010

يؤسفني جدا الصمت المخجل الذي يلف الأحزاب والقيادات الفاعلة بين أوساط فلسطينيي ال 48 .. فالأحداث التي تعصف بشعبنا الفلسطيني ومحاولات القيادة الفلسطينية الإجهاز على المشروع الوطني الفلسطيني..تحتم على فلسطينيي الداخل إبداء موقفا واضحا ورافضا لما يجري من عمليات تصفية بحق القضية الفلسطينية.
قيادات ال 48 دائما حيدت السياسة وواربت وتملقت لمن تسمي نفسها الشرعية الفلسطينية .. وتصرفت وكأنها ليست جزءا من الهم الفلسطيني ..تصرفت وكأن الأمر لا يمسها من قريب .. تصرفت وتماشت مع سياسة الحيط الواقف ..حتى لو كان هذا الحيط سيهدم على رؤوس الشعب !
من المخجل حقا أن لا ترى هذه القيادة ما يحصل..أو أنها ترى ..لكنها تحاول إغماض عينها تفاديا لمواجهة الحقيقة.. والمخجل أكثر تصرفها وكأن المأساة الفلسطينية لم تعد تخصنا بشكل مباشر .. وهذه المواقف يندى لها الجبين .. لأننا وبرغم محاولات نفض المسؤولية ما زلنا جزء من الجرح الفلسطيني شاء من شاء وأبى من أبى .
الصحف الحزبية هنا والتي تعتبر مرجعا للمواطنين العرب في الداخل عبثت بوعي هذه الجماهير من خلال مواربتها للمواقف السياسية للسلطة الفلسطينية.. وأحيانا الدفاع عنها ومحاولة إيجاد مخارج وتبريرات للخطايا السياسية التي ترتكبها هذه السلطة... وأكثر من هذا محاولة طمس الحقيقة وتهميشها وكأن ما يحدث أمرا هامشيا لا يستحق التناول بعمق وجدية .. تماما كما حصل في رام الله وقمع السلطة للمؤتمر الوطني بالهراوات والضرب.
المفاوضات التي يُجلب إليها محمود عباس بقرار أمريكي ليس حادثا عرضيا أو هامشيا.. وليس إفطارا رمضانيا على مائدة اوباما.. أنها الشرارة لحرق الثوابت الفلسطينية .. وكما يرفضها الشارع الفلسطيني في كل أماكن تواجده.. علينا نحن أن نرفضها..اذا لم يكن لأجل القضية الفلسطينية فلأجلنا واجل أطفالنا .. فهي باتت تمسنا بشكل مباشر وتمس وجودنا وبقاءنا هنا في وطننا.. فيهودية الدولة التي يتبجح بها نتنياهو تعني تهجيرنا وإلحاقنا باخوتنا اللاجئين .
انني أعيب على القيادات والأحزاب هنا غياب الموقف والوقوف على الدكة وكأننا نعيش في عالم آخر.. أو أن قضية شعبنا لا تهمنا بقدر ما يهمنا كسب رضى محمود عباس والدائرين في فلكه.. وهنا أشير الى أن الموقف العام للشارع الفلسطيني في الداخل مغاير لموقف القيادة .. والقيادة مع الأسف الشديد لم ترتقي الى مستوى الجماهير وحسها الوطني الصادق ..
وهنا من حقنا أن نسأل .. لماذا لم تصدر لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي ال 48 بيانا وموقفا من إطلاق المفاوضات وبقي موقفها غائبا تماما كما حصل مع قضايا سابقة ..كتقرير غولدستون وغيرها؟!
لماذا لم تتناول الصحف الحزبية تداعيات المفاوضات العبثية على شعبنا الفلسطيني وقضيته .. ولماذا لم تنبه الى الخطورة التي تحملها المفاوضات علينا وعلى بقائنا إذا نجح نتنياهو بنزع اعتراف لسطيني بيهودية الدولة .
من هنا فان الواجب الوطني والأخلاقي يحتم علينا قول كلمتنا..واذا كانت الأحزاب لا تملك الجرأة على مواجهة مشاريع التصفية والتهجير ..فحري بها أن تنزع ادعاءاتها بتمثيل فلسطينيي ال داخل!!