أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
حوره.. النقب : مصير سعيد السيد : الحاج أبو نايف في رحلة بحث عن والده المفقود منذ عام 1948 وحتى يومناهذا!!

بقلم : الديار ... 10.09.2010

ما زال الحاج علي السيد (70 عاماً) وهو ابن قرية حورة في النقب يبحث عن والده سعيد علي محمد السيد، الذي تجاوز التسعين، والذي اختفت آثاره عام 1948 عندما احتلت العصابات الصهيونية مناطق الجنوب وبئر السبع .الحاج علي السيد الذي لا ينفك يكاتب المسؤولين والبرلمانيين، ويتابع الصحافيين بحثاً عن معلومة تريح قلبه، يقول إنه واثق من أن والده موجود في أحد سجون الاحتلال ولم يهرب في حينه إلى مصر، بل اعتقل . ويقول الحاج أبو نايف، إن والده عمل عشر سنوات مع الجيش الانجليزي في سنوات الثلاثين ولغاية الأربعينات، وبعد جلاء الإنجليز عن هذه البلاد، اختفت آثاره .63 عاما انقضت وما زال الحاج أبو نايف يحلم بالعثور على والده المفقود وبتشجيع من والدته ومن أجل ذلك هو مستعد لأن يصل أقاصي الدنيا .ويوضح أن الجيش المصري في حينه أعلن أن كل من عمل مع الإنجليز يتوجب عليه المثول أمامه في الجنوب للاستجواب، ومن لا يفعل يكون معرضاً للمحاكمة والسجن .وأضاف أبو نايف “خاف والدي أن يتعرض للمحاكمة والاعتقال وتوجه بنفسه إلى الجنود المصريين فاقتادوه إلى مقر قيادة الجيش جنوبي بئر السبع، وأثناء وجوده هناك هاجمت العصابات الصهيونية الجنود المصريين وقتلت البعض منهم، ثم فر البعض الآخر إلى الأراضي المصرية، وعلمنا أنه تم اعتقال والدي ونقله إلى سجن الدامون .وقد أخبره الصهاينة في حينه أنه لن يطلق سراحه أبداً إلا بعد أن تكون هنالك حالة سلام بين العرب وإسرائيل، على حد قول الحاج أبو نايف . وضمن القرائن والشواهد التي تغذيه بطاقة البحث عن والده بعد ستة عقود ونيف، يقول إن هنالك شيخاً بارزاً ومختار عشيرة من سكان النقب، كان يخدم في جيش الاحتلال عام 1948 أكد له أنه شاهد والده في سجن الدامون بعد أن احتلت إسرائيل البلاد . وأضاف أبو نايف أن هذا الشيخ رافقه بعد حين إلى الحاكم العسكري الإسرائيلي وطلبا منه أن يسمح لهما بلقاء والده سعيد السيد، بعد أن أكد المختار للحاكم العسكري أنه واثق من أنه شاهده في سجن الدامون بعد عام 1948 ما يؤكد أنه لم يقتل ولم يرحل .وعدل أبو نايف عن متابعة الموضوع أمام الحاكم الاسرائيلي الاحتلالي خشية أن يتم اعتقاله هو أيضاً، وفضل تكليف محام في سنوات الستين لتقصي الحقائق وبعث ذلك المحامي ببرقية إلى رئيس الكيان في حينه إسحاق نافون، إلا أن جهاز الأمن العام (الشاباك) منع المحامي من العمل في هذا الملف .وقام أبو نايف مجدداً بتكليف محام لمتابعة قضية والده ومعرفة مكانه، بعد أن كان قد توجه إلى عدد من أعضاء “الكنيست” العرب طالباً منهم بذل مجهود لجمع معلومات عنه وعن مكان وجوده. ونقل أبو نايف عن المحامي قوله إنه توصل إلى طرف الخيط في القضية ويطلب الاستعانة بمحقق خاص، وقد حضر إلي المحقق الخاص وجمع مني المعلومات اللازمة . وتابع “قال لي المحقق أنه سيعمل في هذا الملف تطوعا ولن يطلب أجراً، ولكن بالمقابل شك بأنني أتعمد إخفاء بعض المعلومات عنه، رغم أنني قلت بصدق كل ما أعرفه عن الموضوع . وإلى هنا لم تصلنا أية معلومات جديدة”.وذكر أبو نايف أن والدته مازالت على قيد الحياة وأنها هي التي تحثه وتدفعه إلى مواصلة البحث والتنقيب عن والده من دون رادع أو تردد، ويقول “في كل مرة تشاهد فيه والد الجندي الأسير غلعاد شاليت على التلفزيون تقول لي “تعلم منه” كيفية السعي بلا خوف أو تردد من أجل إعادة ابنه الأسير، وواجب عليك أنت أيضاً إعادة والدك إلى البيت”!!