بقلم : الديار ... 25.09.2010
أن يكون الجو في الأصل محتقنا وتأتي أنت وترمي بالمزيد من الوقود فهذا لا يفسر سوى بتفسير واحد ووحيد انك قاصد الامر مع سبق الاصرار، وهذا بالضبط ما حدث يوم امس الجمعه في منطقة الجفجافة البدويه بوسط سيناء حيث منع الأمن المصري الناس من تأدية صلاة الجمعة بحجة غياب أمام المسجد فقامت الدنيا ولم تقعد واندلعت اعمال عنف ومواجهات وسط قرية الجفجافة التابعة لمركز الحسنة والتى تبعد عن مدينة العريش بحوالى 100 كم جنوبا احتجاجا على منع الأهالي من تأدية صلاة الجمعة بسبب غياب مشايخ الأوقاف المعينيين بمساجد القرية.وقام مجموعة من أهالي القرية بالتوجه إلى نقطة الشرطة ومحاصرتها واحتجاز 15 شرطيا من بينهم ضابط و11 مجندا وغفير وأمين شرطة تابعين لمباحث امن الدولة لمدة ساعة ثم أطلقوا سراحهم مرة أخرى.كما قاموا بحرق قسم الشرطة والاستيلاء على جهاز لاسلكي من داخل سيارة شرطة ثم قاموا بحرقها.وكان اهالى قرية الجفجافة فى طريقهم لأداء صلاة الجمعة -القرية تضم حوالى اربعة مساجد – إلا ان مشايخ المساجد الأربعة تغيبوا عن أداء خطبة الجمعة وهم مشايخ تابعين لمديرية الاوقاف بشمال سيناء.وحاول اهالى القرية ترشيح بعض ابنائها لخطبة الجمعة إلا أن الأجهزة الأمنية بالقرية رفضت وقالت إن ذلك الأمر ممنوع وتقتصر الخطبة على شيخ المسجد المعين بالأوقاف، وهو ما افسد على الأهالى أداء صلاة الجمعة بسبب عدم وجود خطيب للمسجد، ورفض الامن اعتلاء اى مواطن اخر لمنبر المسجد للخطبة وهو ما اثار حفيظة الاهالى وصبوا جم غضبهم على الأمن.وتوجهت قيادات امنية لقرية الجفجافة فى محاولة لاحتواء الازمة وتهدئة المواطنين.وقد تضاربت الانباء عن اسباب غضب اهالى قرية الجفجافة حيث أشارت بعض الانباء بأن حملات أمنية واعتقال الشرطة لأحد أبناء القرية ويدعى محمد احميد سليمان كان سببا وراء اندلاع اعمال العنف بقرية الجفجافة، ولكن حقيقة الامر تتعلق بغضب الأهالي بسبب غياب مشايخ المساجد عن خطبة وأداء صلاة الجمعة وهو أمر يعد مثيرا للغضب ومستفزا اذا حدث بالفعل فى اى قرية مصرية,, ومن الجدير بالذكر ان بدو سيناء يشكون دوما من المعامله السيئه التي تعاملهم بها اجهزه الامن والشرطه المصريه. وقد علقت حركة " سيناويون ضد العنف" على الاحداث في بيان لها جاء فيه"قلنا وسنكرر أن الأمن والسلم الاجتماعي في سيناء لن يتحقق إلا بتضافر كل الجهود وأن هناك الكثير من الإعاقات هي التي تدفع بمزيد من العنف في سيناء ولعل أحد أهم هذه المعيقات هو عدم وجود سلوك أمني رشيد في التعامل مع أبناء سيناء بدو وحضر , وأحد الأدلة على ذلك هو ما حدث يوم أمس الجمعة الموافق الرابع والعشرين من سبتمبر سنة ألفان واثنين من تصرف غير رشيد للأمن أدي إلى اندلاع أعمال عنف في قرية الجفجافة بوسط سيناء يؤكد هذا , فلو حدث ما حدث هناك في أي مكان في العالم الإسلامي أو العربي أو حثي في أي دولة غير مسلمة بها جاليات مسلمة لكانت ردود الفعل مماثلة تماما لما حدث وربما أكثر عنفا ً , وربما سقط العديد من الضحايا.منع الناس من تأدية الصلاة سابقة خطيرة ومؤشر شديد الأهمية على سلوك غير رشيد وغير عاقل في التعامل مع ركن أساسي في عقيدة الناس , لذا فإننا نحمل مسئولية ما حدث بالأمس للأمن وليس للناس هناك , لمن كان سببا ً في المشكلة وليس من قام بردود فعل تلقائية له عذره فيها , وفي هذا السياق نطالب بمحاسبة المسئول عن ذلك وعمل دورات تدريبية للمسئولين الأمنيين والضباط على وجه الخصوص حتى لا يتكرر مثل هكذا موقف , ونشدد هنا على أننا إذا كنا نقف ضد العنف فإننا على الدوام نفعل ذلك انتصارا لكرامة وحقوق أبناء سيناء في العيش بسلام وأمن اجتماعيين.وفي النهاية لا يسعنا إلا تجديد دعوة أهلينا ومثقفينا والناشطين في سيناء ومن هم مهتمون بما يحدث على أرض سيناء الطاهرة من عموم مثقفي مصر وأهلها في كل مدنها وقراها ونجوعها وبواديها بالانضمام إلى المبادرة التي محور اهتمامها السلم والأمن الاجتماعي لسيناء وناسها بدو وحضر على السواء ، والله الموفق "سيناويون ضد العنف"..السبت 25 / 9 / 2010!!