بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 23.01.2010
جاوز الظالمون المدى وتجاوز العرب كل حدود الصمت والردى وبلغ الاسى كل حدود الزبى, فيا ايها السائل عنا و عن احوالنا في بلاد العرب فحدث بلا حرج وانقُر على حيطان عالمنا العربي واقرع واقرع ونادي بصوت عالي.. فلاحياة لمن تنادي ولا عظام في الوادي ولا حياة في الركام بعد كل هذه الزلازل والهزات الوطنيه من المحيط الى الخليج ومن الخليج الى اخر افق في سماء الوطن العربي الملبد بالخيبات والمكدس بالبشر وما ادراك ما البشر وما ادراك بالحجر وغابات الحجاره واشجار تخفي وراءها غابات الهزائم والخيبات العربيه.. صه يا صاحبي وصهي يا صاحبتي عن الحديث عن الكرامه والشهامه العربيه المدونه في كتب التاريخ الغابر وانظرو بربكم لهذا الحاضر.. لهذا الواقع العربي ولهذا الانسان العربي المفصل والمصمم على مقياس الكارثه والمأساة الوطنيه العربيه... الشعوب تبني اجيالا مُحصنه ومصممه وطنيا والعرب يفرخون الجيل تلوى الجيل في بحر الهزيمه فيما عدى جزر كرامة عربيه تنبت وتتشكل هنا وهناك.. تمتشق اخر ما عندها وتهب لتدافع عن وطن خانته اكثريه عربيه ومسلمه صامته وخانعه تمتهن الصمت والنفاق والعويل على اطلال الهزائم الغابره والحاضره والقادمه... في فلسطين عرف العرب والمسلمين قمة التحدي دون ان يعرفوا او يُعرفُوا مقومات التصدي لاحتلال وغزو صهيوني لا يستهدف الارض والانسان فحسب لابل يستهدف هوية فلسطين الحضاريه والتاريخيه والعربيه والمسلمه والمسيحيه... احتلال يستهدف الارض والانسان الفلسطيني والمقدسات والمساجد والكنائس ولا يفرق بين هذا العربي او ذاك العربي المسلم او المسيحي.. انه احتلال تدعمه القوه العسكريه وتتقدمه البلدوزر والجرَّافه التي تجرف كل يوم معلم عربي من معالم فلسطين ومعالم القدس العربيه التي تحتضن المسجد الاقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين... القدس زهرة المدائن اللتي تتعرض يوميا الى تهويد مدوي يصم الاذان ويعمي العيون ولكنه لا يدوي في اذان العرب والمسلمين الصامتين والخانعين لابل المنهمكين في بناء اسوار فولاذيه حول غزة هاشم.. العربي الذي يصمت على الجدار الفولاذي وعلى تهويد القدس هو ليس حياديا ولا عربيا ولا ممانعا لابل هو مُشارك بصمته في الجدار والتهويد من جهه ومشارك في تصميم وتطيين هزيمة الوطن العربي الذبيح من المحيط الى الخليج...اصحي يا مصر وجيبي النصر!.... يبنون ابراج تُناطح سحب السحاب ولا يناطحون نملة او طاغية تهدم اسس العالم والوطن العربي...يبنون حيطان الفولاذ حول غزه باموال امريكيه وصهيونيه ويدَّعون ويزعمون بمقولة " الامن القومي" وكأن شعوبهم نعاج تُجر للذبح متى شاء مبارك البارك وباراك اوباما ونتانياهو.... يا للهول:: كيف صار الوطن العربي ساحة مُباحة للغرباء والعٌملاء والشعوب صارت مجرد اسراب من المشاهدين والمتفرجين والصامتين...... اسراب الجراد...اسراب السراب العربي المفعم والمُقتحم فضاءه وأُفقه بمئات الفضائيات والالكترونيات السائبه والساقطه التي جردت العقل العربي من عروبته... تُجرد العربي من انسانيته وكرامته ولا تترك من النخيل العالي سوى النخاله والحثاله.... ولا تترك من الواحات البشريه والانسانيه سوى السراب والوهم....عطشى يبحثون عن واحه في وسط الوطن العامر ولا يجدون سوى السراب والجفاف.... كيف حدث كل هذا؟... كيف جفت الينابيع العروبيه.. وكيف توقف تدفق الدم العروبي في العروق والشرايين العربيه؟.... كيف ننشد في اليوم وننادي مليون اسم عربي من محمد ومرورا بجواد والى طارق وهيفاء وميساء وصمود وخلود ونضال وفلسطين وعروبة؟.. ولا نجد في يوم الهزعة والفزعه نصف او ربع هذا العدد ينتصر لعروبته ولكرامته ووطنيته التي تدوسها بساطير الاحتلال والاذلال من المحيط الى الخليج ومن فلسطين الى العراق ومن العراق وبغداد العروبة الى القدس العربيه وغزة هاشم التي تموت جوعا وعطشا وحصار على قارعة دروب التيه والصمت العربي والاسلامي ايضا... نعم.. ان البيت العربي الكبير يتعرض الى هدم مبرمج و اعمدته ومقوماته تُقتلع من جذورها يوما بعد يوم وعام بعد عام والقضية لم تعد اشكالية هذا النظام العربي او ذاك بل انظمه عربيه ساهمت وتساهم بتدمير كل ما هو عربي وكل ماهو وطني الى حد ان تصبح الشعوب مجرد عدد ديموغرافي يملا المساحات الجغرا فيه التي تحتلها الانظمه العربيه جنبا الى جنب مع امريكا واسرائيل....
لايوجد احتلال في فلسطين والعراق فقط لابل ان كامل العالم العربي مُحتل.. والعرب لا يصمتون على ماهو جاري في فلسطين والعراق فحسب لابل يرضون بالاحتلال والاذلال الداخلي التي تمارسه شلل وثلل الانظمه الحاكمه.... كانت فلسطين وما زالت تشكل قلب الوطن العربي المنزوع واليوم صار العالم العربي بلا قلب ولا اطراف ....هشيم الهشيم في ظل حكم بهيم.... كيف يعيش الوطن بدون قلبه واطرافه؟ !.... انها حاله عربيه مزمنه وابديه... حالة الشوم واللوم والعويل والبكاء على اطلال الركام!!... متى سينهض ماردنا العربي من تحت الركام ويقول لانظمة ذبحت وسلخت الوطن العربي.. كفى.. متى؟...كيف يحدث هذا ان يُعلق مصير كامل الوطن العربي على مخالب كلاب متكالبه تنهش اللحم والدم العربي منذ عقود وقرون؟..... اين هي الذاكره الجماعيه والوجدان العربي المشترك؟... ذاكرة الوجود وصيرورة ارتباط الماضي بالحاضر الذي تشكل هوية وتاريخ العرب المشترك والتي تشكل تراكمات محصلة الهويه العربيه المشتركه من المحيط الى الخليج؟....لماذا تحول الحلم العربي الى وهم عربي وشبه سراب على سراب لابل اسراب من السراب اللتي تُسيٍره عجلة زمن صار رهينة الحاشيات والعائلات الحاكمه في العالم العربي.. حاشيات عميله ومجرمه حوَّلت العالم العربي الى ارض مشاع والحلم العربي الى وهم وسراب....
ايها العربي والعربيه اينما كنتم واينما تواجدتُم....الواقع.. ان تعترفوا بالواقع افضل من انكاره والعيش على وهم وجوده... من بينكُم من صاب ومن بينكٌم من خاب في تربيه الابناء والبنات والاجيال ومن بينكم الاثنان معا, ولكن ان تبدأ مُتاخرا افضل من ان لا تبدأ بتاتا ولا يولد العربي عربيا كما يظن البعض الكثير من بيننا لابل يصبح العربي والعربيه عربا بالتربيه والتعبئه الصحيحه وزرع الفريط والبعل لاينجح في احيانا كثيره وعلينا وعليكم جميعا زرع العروبه واسقاءها وتنميتها في نفوس ووجدان ابناءكم وبناتكم والاعتراف بالقصور الحاصل وكما هو معروف : الاعتراف بالذنب فضيله!... وان تبدأ اليوم افضل من ان لا تبدأ بتاتا وعليه ترتب القول ان ماهو موجود اليوم هو وم وحلم في ان واحد... واحات من الوهم ووهم الوطن العربي الواحد... الوهم هو الحاضر الواقع... الحلم وتحقيقه هو القادم وهو المستقبل والمستقبل العربي يرتبط ببناء الاجيال وطنيا وروحيا ودينيا وثقافيا!... ماهو موجود قاصر ومُقصر ومشوه وغير كامل البنيه وطنيا وعروبيا... ايها العرب::: تزمنوا زمانكم وتمكنوا مكانكم وساهموا في بناء اعمدة عروبتكم من خلال تربية ابناءكم وبناتكم و اجيالكم الحاضره.. بناء الشعوب يتطلب وقت وزمن! وعليه يترتب القول ان ماهو موجود من اجيال عربيه هو ضحية التقصير والوهم والتضليل في ان واحد... لاعود بلا دخان ولا دخان بلا عود.... ولا عروبة بلاعرب.... التربيه هي اساس الشعوب والشعوب هي عماد الوطن والذود عن الوطن يحتاج الى تربيه وطنيه... كل عام وعروبتكم بخير... وان الاوان ان ننتقل من الوهم الى تحقيق الحلم...خطوه... خطوه... ورحلة المليون خطوه تبدا بخطوه!!