أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
من تهون عليه القدس والمسجد الاقصى تهون عليه مكه المكرمه والمسجد الحرام!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 30.01.2010

غدااو بعد غد سيقول لنا عربي او مسلم, اسف بأنني لم اعلم بان الامور ستصل الى هذا الحد ولم اعلم ان القدس في عين الخطر ولم اعلم ان فلسطين في مهب الريح ولم احيط علما بماهو جاري من مجزرة صامته في غزه ولم يعلمني احدا ان الصهاينه ينخرون اعمدة واساس المسجد الاقصىى المبارك, واخشى ما نخشاه ان يقول لنا احدا ما من امتنا انه لم يسمع باحتلال فلسطين ولا يعرف اين تقع القدس!, ونخشى ما نخشاه ايضا اننا على مدى عقود وقرون كُنا ننفخ في الرماد ونتسنجد بما هو غير موجود وننادي في وادي خالي من البشر والحجر, ونزرع في صحراء قاحله,, وننتظر الغيث من غيوم عابره وماره كمرور العربي والمسلم مرور الكرام ببعض الكلمات عن القدس وفلسطين... اخر ماتبقى لنا ولكم ولنا او ما هو موجود هو اقصى واخر ما امكن تقديمه لفلسطين السليبه والقدس الاسيره.. كلام ينطح كلام ولا حياة لمن تنادي... بالامس وقبل امس ومنذ سنين وجه مفتي القدس الشيخ التميمي و الأب عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس نداءهم الاخير او قبل الاخير من امكانية انهيار المسجد الاقصى المبارك بسبب الحفريات الاسرائيليه, والنداء بطبيعة الحال موجه بالاساس الى الامتين العربيه والاسلاميه ويحثهماعلى ان يتحركا لانقاذ القدس والمسجد الاقصى من براثين الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي الزاحف نحو كل ماهو عربي و مسلم في القدس وفي كل فلسطين... نعم كل فلسطين ببلادها وعبادها ومساجدها وحتى مقابرها تتعرض الى الاباده التاريخيه والجغرافيه والديموغرافيه وما يجري في القدس هو غيض من فيض ولكنه دليل قاطع على عزم اسرائيل تدمير القدس العربيه ومحو هويتها التاريخيه واستبدالها بهوية صهيونيه ممسوخه على مرأى من العالم وعلى مرأى من امة الملايين والمليار المسلم اللتي لا تحرك ساكنا ولا تهش ولا تنش وتدعي ان لها حق في القدس... لا ليس هكذا ولا الامر بهذه البساطه والسذاجه!.. الصحيح هو انه في القدس الحقوق محفوظه فقط للعرب والمسلمين الذين يدافعون عن عروبة القدس واولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين, وكل من يتقاعص في الدفاع عن القدس باي شكل من الاشكال لاحق له في القدس لاحاضرا ولا مستقبلا.. القدس لمن يدافع عنها ويصون هويتها العربيه والاسلاميه وليست باي حال للمسلمين والعرب الذين يصمتون على ماهو جاري من جريمه حتميه بحق الاقصى المبارك... كفانا دجل وشعارات وغيبوبة دعاءات وادعاءات... الحقيقه المره هي ان القدس تتعرض الى مجزره جغرافيه وديموغرافيه حقيقيه والعرب والمسلمون لايفعلون شيئا ولا يُسيِرون حتى مظاهره واحده تندد بالعدوان الاستيطاني الصهيوني على القدس والمسجد الاقصى المبارك.. ماهو جاري في القدس مشهد يتجلى جلاءا واضحا ويكشف عن عورات المشهد العربي والاسلامي المأساوي بكل قصوره و خنوعه وتقاعصه نحو القدس وفلسطين وقضايا الامه العربيه والاسلاميه ولا ادري اذا كان هنالك قضية اخرى مهمه ا و اهم من المسجد الاقصى يتغنى بها العرب او يهبوا للدفاع عنها العرب والمسلمين اهم من القدس والاقصى... من تهون عليه القدس والمسجد الاقصى المبارك مسرى النبي محمد صلعم تهون عليه مكه المكرمه والمسجد الحرام... كفانا كذب ودجل فهاهي القدس واسوار القدس واسوار وباحات المسجد الاقصى المبارك تتعرض للدمار والاباده في حين يتفرج عليها ملايين العرب واكثر من مليار مسلم... فإما ان تكونو عرب ومسلمين كاملين الهوية والدين او لا تكونوا... شبعنا كلام وصمت وتفسيرات وتبريرات وفتاوي واليوم وصل الموس الصهيوني الى لحى لحانا ورمز وجودنا واقدس مقدساتنا العربيه والاسلاميه في القدس... وصل الى اساس وباحات المسجد الاقصى المبارك ثالث اقدس المساجد الذي ذكرها رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام حين قال الرسول تُشَدُّ الرِّحَال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد:" المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى".. و"مسجدي هذا" تعني المسجد النبوي الشريف في المدينه المنوره , وعليه ترتب القول ان التخلي عن القدس وعن المسجد الاقصى هو ليست خيانة لعروبة القدس فحسب لابل خيانة للدين الاسلامي وخيانة للاقصى مسرى النبي صلعم الذي اوصى بالاقصى كما اوصى بمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف....ليس عالما في الدين ولا انا مُفتيا لا بل كاتبا وباحثا وانسانا عربيا بسيطا يتساءل بحرقة عن سر غياب العرب والمسلمين وصمتهم المخزي على مايجري للاقصى من تدمير صهيوني مبرمج على مراى من العرب والمسلمين!!.. في فلسطين والقدس يقولون اليوم.:..لا نريد فقط فتاوي وتفسيرات ومجرد كلام لامور حياتيه على شاشات التلفزه ووسائل الاعلام لابل نريد اولا والأن الان وليست غدا فتاوي ومواقف اسلامية وعربيه يرافقها افعال وليس اقوال فقط... اقوال وافعال لانقاذ القدس والمسجد الاقصى من براثين الاحتلال والدمار... في فلسطين بلغ الظلم مدى الافق وليست الزبى فقط والعرب والمسلمين يتفرجون علينا ويتمنون الصلاة في الاقصى المبارك في حين تمنع اسرائيل اهالي القدس وفلسطين من الصلاة في الاقصى لابل لا يذهب المسلم الى الصلاة في الاقصى الا بتصريح اسرائيلي لابل ابعد واكثر من هذا::: اسرائيل تحفر اساسات وقوائم الاقصى بهدف تدميره وجعله ينهار!!.. هذه هي الحقيقه وبامكان العرب والمسلمين ان يلوكوا ويلفو ا ويدوروا ويضعوا رؤوسهم كالنعام في الرمل كما يشاءوون,,, الا انهم مع كل هذا لايمكنهم ان يهربوا من عارهم ومسؤوليتهم... عار عليكم ان تاكلوا وتشربوا وتناموا وتصحوا وتسرحوا وتمرحوا وتنتظروا يوما تبث فيه وسائل الاعلام خبر انهيار المسجد الاقصى المبارك...... الم يقل الشيخ التميمي والاب عطا لله حنا بالامس ان القضية قضية ومسألة وقت فقط!.... اتعرفون عن اي قضيه يتحد ث الشيخ التميمي والاب عطا الله؟,,, الجواب ببساطه : قضية انهيار ودمار المسجد الاقصى المبارك من خلال الحفريات الاسرائيليه!, بمعنى بسيط وواضح: اذا لم تتخذ خطوات عمليه وفعلية وسريعه ضد ممارسات الاحتلال الاسرائيلي بحق القدس فبعد حين سيبكي المسلمين والعرب على اطلال الاقصى!.. اعجب كل العجب من تناقضا ت العرب والمسلمين الانسانيه والدينيه والدنيويه فاذا كان رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام قد قال "تُشَدُّ الرِّحَال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد:" المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى"!,,,,,فلماذا يتقاعص العرب والمسلمين عن نصرة ونجدة الاقصى المبارك ناهيك عن عدم شدهم الرحال باي شكل من الاشكال الى الاقصى.... في فلسطين يشد الفلسطينيون بما اوتو من امكانيات واعداد وقوه الرحال اسبوعيا ويوميا الى الاقصى للدفاع عنه ولا نرى ونسمع صدى مظاهرة عربيه ومسلمه واحده في العالمين العربي والاسلامي تدعو لنصرة الاقصى والرحال اليه.. القدس والاقصى وفلسطين يقولون لكم في العالمين العربي والاسلامي:: من تخلى عنا ليست منا! ولا حق لاحد في القدس والاقصى سوى للمرابطين في اكنافه يدافعون عنه.... ليس هذا فقط:: ابناء القدس العربيه الصامدين والمدافعين عن الاقصىى يعانون الويلات من الاحتلال والفقر والعوز ولا يجدون الدعم الكافي والمطلوب من العالم العربي والاسلامي لابل ان ابناء فلسطين السليبه يموتون جوعا في غزة هاشم على مراى من عرب هجرتهم النخوة والشهامه ومعنى التضحيه.. ما ذا سيجري لو نزلتم الى الشوارع والساحات والباحات تنددون باستهداف الاقصى وحصار غزه.؟؟... ماذا سيحصل؟... هل ستموتون افرادا وجماعات؟؟... واذا مُتم واستشهدتم!... اليست هذا الموت افضل الف مره من موت العجز والقهر والفطس القسري؟.. نقول لكم بالفم المليان: التخلي عن الاقصى وادارة ظهركم له سيجعل حياتكم ومماتكم اجلا ام عاجلا مجرد حياة فطيسه....هذا هو الواقع وقد حفي اللسان الفلسطيني... نناديكم.... نناديكم... ثم نناديكم... ولا حياة لمن تنادي!..لقد اسمعت لو ناديت حيا.. فلا حياة لمن تنادي...لو نارا نفخت بها أضاءت ..ولكن صار نفخك في رمادي!! ....... هل انتم اصنام العصر ام الجثث الحيه التي لا تحيي ولا تميت ... تركتم الشعب الفلسطيني تحت رحمة الجلاد ورحمة القنابل ورحمة احتلال غادر وها انتم تتخلون عن الاقصى المبارك ثالث الحرمين الشريفين وها انا اعيد عليكم قصيدة شاعر نسيت اسمه و لم اجده في زحام ركام العرب:
عار عليكم يا من قلتم اننا شعب يعشق الموت ويا من قلتم
""اننا شعب يحب العنف""اقول لكم لا يا سادة"
لا ياسادة نحن شعب يحب العيش ويعشق الحياة
"ولكن بكرامة" ولكن بكرامة
يامن جنت علينا اقلامكم وقتلنا شجبكم واستنكاركم توقفوا
عار عليكم يامن اشعلتم شموع اعيادكم بارواح اطفالنا توقفو"
توقفوا يامن ارهبتكم ايمان وافزعكم فارس وفضح صمتكم محمد"
توقفوا "هنا توقفوا وتنحوا بل غادروا الى مزابل التاريخ
علها تحواكم"دعونا نعيش بكرامة"فانتم؟
انتم اصنام العصر وانتم الصور المزيفة ""
عار عليكم يامن تختبئون وراء ازيائكم وتفتخرون بعطوركم
وقصوركم ونفتخر نحن بطفل يقاوم دبابة""نفتخر بشهيد رفض الذل والمهانة""
نفتخر بام تقبل ابنها شهيدا وقد سالت قطرات دمعها لتروي وجنتيه
يامن تقبلون ابنائكم كل صباح
"هنيئا لكم بقصوركم وهنيئا لنا بكرامتنا""هنيئا لنا باطفالنا"
""هنيئا لنا بشهدائنا"
"فما هو عذركم وماهو عنوان فخركم ؟
فوالله لو انتهكت اعراضنا على اعتاب القدس لن تتحركوا
ربما ستشجبون وتستنكرون بعد اذن من مولاكم
فلا الومكم فهذا اقصى ماعندكم وهذا اقصى ماتملكون
""اعذروني يا سادة ان تطاولت عليكم بالحديث
فلست انا الذي يتكلم اليكم بل هو نداء صارخ من طفلة قتلت في مهدها"
""اغتيلت اثناء رضاعتها"" فيا ليتكم تركتموها تكمل وجبتها
ترى هل سمعتموها؟ هل شاهدتموها؟
لقد اسمعت لو ناديت حيا ""فلا حياة لمن تنادي
لا حياة لم تنادي
..ايها العرب والمسلمين ناداكم الاقصى حتى حفي لسانه واليوم تنخر جرافات والات الاحتلال الاسرائيلي اساسه واعمدته... واليوم نقول لكم: اننا لن نقبل اعذاركم ولن نسامحكم ولن نصدق نواحكم وعويلكم بعد اليوم ولن تغسل دموعكم حتى لو صارت بحارا عاركم اذا انهار المسجد الاقصى لا سمح الله......من ليس مع الاقصى ليس معنا وليس منا... لاتقولوا بعد اليوم اننا لم نخبركم ونناديكم!!

*كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونية