بقلم : ردينة حيدر ... 06.02.2010
عندما كان ينوي الرحيل.. لم يكن لديه خطة صيفية عن وداعهم.. ظنوا أنه باق هناك في مهب الحياة، كانت خواتم شعره تتدلى وكأنها أبدية.. ولمعة دافئة في عينيه كانت تبدو أدهى من الموت..
لم يكن للورد في صخور صدره مكان أكثر روعة وتحديا..
لم يعرف كيف يمسح ألم رحيله من عيونهم..
لم يعرف كيف يكاغي رحيله الأزرق.. وطفولة في روحه ظلت ساكتة هناك
في الرحم الملون.... هدير سماء عصفت ذات جنون بالأرض عانقت ملح البحر.. تأرجحت في المشهد الأزلي لعبور المطر صلصال الغيم.. إلى لوحة الحياة..
شربت بعدها خمرها المعتق، شربت حتى الثمالة..
تمطت للعشق، جربت كل انحناءات الوله..
وحين انتشت بكت تاريخها الصلب..
باحت بانحرافها الجنسي.. نحو البحر، اهتاج، ولجها بالريح.. بالزبد..
غني بعد الكأس العاشر، أغنية لحسن..
شردت عيناه في أفقه الجبار، تهجى رحيلا بلا نهاية:
أيتها الريح: مدي شجر عينيك الغاضبتين، خذيني إلى حيث تتوقف الزرقة عن إنجاب أطفالها..الجنيات
سمع حسن كلام البحر..
استدار من غيمته المستلقية على الجسر الزجاجي المعلق.
أدرك أنه ابتعد كثيرا..
رسم فوق الجسر البعيد..
جنايات اللون ..
رسم نفسه ملك الألوان..
وأجمل جسد يتلقفه الموت..
كتب حكاية غير مكتملة..
وفي عالم آخر وزمان منفصل أقرأ أنا الحكاية للأطفال.. في مكتبتي الفسيحة
في مكان ما من عالم قاس..
أخبرهم عن حسن بإسهاب العاشقة..
افتح لهم أفق السحر..
يحلقوا بعيدا..
بعيدا..
حيث الوقت فرشاة، والمكان سماء جامحة..
وحسن..!
**حسن الحوراني فنان تشكيلي من مواليد 1974، كتب ورسم للأطفال بشغف طفل يبحث عن عالمه الحر، توفي في السادس من آب 2003 بطريقة مأساوية، بعد حادثة غرق في ميناء يافا، في العام 2004 أصدرت مؤسسة عبد المحسن القطان كتابه الذي لم يكتمل "حسن في كل مكان".