أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
الإسرائيلي الجديد في نابلس!!

بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 28.12.2009

تقارير شهود العيان، وتقارير المراسلين الذين استقصوا الحقيقية من نابلس تؤكد أن تصفية شباب المقاومة كان عملاً عدائياً متعمداً، يقصد منه ترهيب المقاومين بالموت الفظيع وسط أولادهم وأهليهم، ويهدف إلى ترويع الأجيال القادمة من فكرة المقاومة، وإرعابهم لمجرد توارد ذكر إسرائيل في مخيلتهم، ولعل ما جاء على لسان الناطق باسم مجلس المستوطنات في الضفة الغربية: بأن القتل بهذه الطريقة هو الرد المناسب على كل من تسول له نفسه مهاجمة المستوطنين، فيه تأكيد على أن الفلسطينيين يواجهون الإسرائيلي الجديد الذي صاغته مقولة المتطرفين: "بأن السجون التي يزج فيها الفلسطينيون هي فنادق خمس نجوم، وما دام هنالك عمليات تبادل أسرى، فإنهم سيعودون إلى بيوتهم عودة الأبطال سالمين، وعليه فإن تصفية المقاومين ميدانياً، وعدم أخذهم أسرى هي الحل الأمثل لمحاربة الإرهاب.
إنها إسرائيل الجديدة، التي يتنافس قادتها على التطرف، والتمسك بالتعاليم اليهودية دون الخشية من ردة فعل العرب، ودون التهيب من المجتمع الدول، أو حتى العمل على ستر جرائمها بذرائع زائفة كما جرت العادة طوال السنوات الماضية، وإنما تعلن بشكل سافر عن حقيقة تكوينها القائمة على الإرهاب والاغتصاب، وهذا ما يفرض على رجال المقاومة في فلسطين أن يعيدوا ترتيب أنفسهم من جديد، وأن يعاودوا تنظيم مقاومتهم على افتراض أن عدوهم لا يريدهم أسرى، ولا يريدهم أحياء جرحى، وإنما يطلبهم أشلاءً ممزقة في الشوارع.
وسط هذا الانجلاء والوضوح في صورة العدو المجرم، يطل من جراح نابلس سؤالان كبيران؛ الأول: كيف اكتشفت المخابرات الإسرائيلية أن هؤلاء الشباب الثلاثة هم الذين نفذوا العمل العسكري الناجح الذي أسفر عن مقتل المستوطن اليهودي قبل يومين فقط؟ وما هي مصادر معلومات المخابرات الإسرائيلية الأكيدة التي حركت الجيش كي ينفِّذ جريمته؟
ويجيء السؤال الثاني مؤسساً للسؤال الأول: من هم أولئك الملثمون الذين ظهروا مع الجيش الإسرائيلي لحظة تنفيذ الجريمة، وأشاروا بأصبعهم إلى المستهدفين بالتصفية، وانسحبوا من المكان في عربات الجيش الإسرائيلي بعد أن تركوا رجال المقاومة غارقين بدمائهم؟.
سؤالان يعيدا القضية الفلسطينية إلى المشهد الأول من الاحتلال الإسرائيلي للأرض سنة 67، إلى ذلك الزمن الذي كان فيه العملاء مع المخابرات الإسرائيلية يتفاخرون بعمالتهم، وكانوا يمشون في الشوارع بخيلاء دون حياء، إلى ذلك الزمن الرديء الذي ساد قبل انتفاضتين، وقبل أن يصدر الشعب حكمة بتنظيف الوطن من العملاء قبل محاربة الأعداء.