بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 02.01.2010
وفيّةٌ أنا إليكَ، وأقدم نفسي نقيةً، وخالصةَ الروح من الشوائب، عاريةً أقف أمامكَ من كلِّ مظاهر القوةِ، وحياتي فداكَ، وروحي بين يديكَ، اقتلني بهذا السيف إن شئتَ، وهب لي الحياة إن تكرَّمتَ، فلا حياة لي سواكَ، ولا فرح لي في جفاكَ. هذا الشوق يمكن استشفافه من الحركة الذكية التي تبديها المرأة في شرق أسيا، عندما تنحني بدلال في ليلة زفافها، تنكس رأسها، وهي تمد ذراعيها بالسيف المتثائب على كفنها، وتقول لعريسها، هيتَ لك! هذا التقليد الشرقي من المرأة لزوجها في ليلة الزفاف، استعاض عملياً بما نطق فيه المثل المصري؛ الذي يحرص على قطع رأس القطة في ليلة الزفاف، فالمرأة في شرق أسيا تأتي بالقطة مقطوعة الرأس، وهي تقدم عنقها للسيف، وكأنها تكشف عن وجدان امرأة مضحية بالنفس في سبيل تكوين أسرة، وإسعاد بعل الأسرة، وإبقاء الأسرة متماسكة على قيد الحياة، ولو على حساب حياتها، ولا أحسب أن الرجل سيكون بخيلاً وتافهاً وحقيراً إزاء امرأة بهذا التفكير والسلوك.
لا تختلف دلالة تقديم السيف في علم السياسة عن دلالته في علم الاجتماع، فقد جاء ذكر السيف في السياسة بمضمونين، الأول للدالة على التحدي والجبروت وقد قالت العرب: السيف أصدق إنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
والثاني للدلالة على الخضوع والتذلل والخنوع، ولا معنى ثالث لتقديم السيف، وهنا اترك القارئ الذكي لتصنيف السيف الذي قدمه بعض العرب إلى رئيس الموساد الإسرائيلي "مائير داجان" الذي حاز على جائزة رجل الدولة العبرية لأنه جزَّ رؤوس العرب الفلسطينيين، وقد أفادت التقارير الإسرائيلية أن رئيس الموساد "مئير داغان" يفتخر أمام الزائرين الأجانب الذين يصلون إلى مكتبه بأنّه منذ تسلمه منصبه في العام 2002 تمكن الموساد من اختراق العديد من الدول العربية. وأنّ الملوك والرؤساء العرب قاموا بإهدائه الكثير من الهدايا، وأكثرها كانت عبارة عن سيوف مرصعة بالذهب والأحجار الكريمة.
لقد شاهدنا يوماً على الفضائيات، الرئيس الأمريكي جورج بوش يرقص بالسيف العربي الذي أُهدي إليه من الحكام العرب، ولم يخيّب الرئيس بوش أمل حكام العرب فيه، فقد مارس جز رؤوس مئات ألاف العرب مستعيناً بالسيف العربي. وهذا ما ينطبق على رئيس الموساد الإسرائيلي "مائير داجان" الذي يمارس جزَّ رؤوس الفلسطينيين العرب بسيف الحاكم العربي المرصع بالذهب والأحجار التي ما عادت كريمة.
بعد هذا؛ ألا يستحق رئيس الموساد الإسرائيلي "مائير داجان" أن نكتب فيه شعراً عربياً خالصاً، ولاسيما بعد أن وصل إلى هذا المستوى من القوة والمنعة والسيطرة والنفوذ ليتسلم أسياف العرب في الصباح مع انحناءة ذلّ من الحكام، ليتسلى على نسائهم في المساء مع رجفة كبرياء، ألا يستحق أن نقول فيه:
"داجان"، يا سيفَ اليهودِ المشرعَ، يا رايةً، نُسـجتْ من الأطماعِ
اضربْ بنصلك رأسَ كلِّ مطيَّـةٍ، تهوى الخنوعَ، وترتقي للقاعِ