بقلم : ... 13.11.2010
كشفت نتائج الانتخابات البرلمانيه الاردنيه عن ازمة الديموقراطيه في هذا البلد العربي والقبلي في ان واحد, فأحداث العنف التي شهدتها احدى قرى الجنوب في الكرك وادت الى مقتل شاب في العشرينات انتهت بترحيل النائب الشاب الذي فاز بمقعد دائرة الكرك الى ما يعرف في العرف العشائري باسم 'الجلوة العشائرية' فقد قامت السلطات باجلاء نحو 70 عائلة من قرى الحمايدة في الكرك من بينها عائلة النائب الفائز رعد بن طريف وهو طبيب عيون شاب فاز بالانتخابات.عملية الاجلاء تمت لحماية هذه العائلات من الثأر لان اهالي الشاب الذي قتل بالرصاص في المنطقة على بوابة مركز الاقتراع يطالبون برأس النائب الجديد رغم عدم وجود علاقة مباشرة بينه وبين الحادثة, لكن الثأر سيلاحقه لانه اصبح مطرودا بلغة الثأر البدويه. وبن طريف ليس المطرود الوحيد ومطلوب راسه لابل ايضا ان النائب الفائز عن منطقة الشوبك وصفي الرواشدة، الذي فاز بمقعده بعد محاولة اغتياله وحتى بدون زيارة دائرته الانتخابية طوال الحملة ايضا مطرودا بمفهوم العرف البدوي، لكن المفارقة الاكبر في نتائج الانتخابات الاردنيه العجائبية تتجلى في ان اهم رموز العشائر والمسؤولين السابقين الذين خسروا الانتخابات يستعدون للتحول الى معارضة عبر بوابة التشكيك بنزاهة الانتخابات والدعوة لاجتماع وطني عشائري يفضح عمليات التلاعب التي قام بها موظفون في الحكومة، بحيث تلاعبوا بالنتائج حسب الصيغة التي طرحها علنا النائب السابق والقيادي في عشيرة بني صخر، والمرشح الخاسر مؤخرا الدكتور غازي جنيب الفايز.هؤلاء حسبما فهم من الفايز وبينهم رموز سابقون على مستوى الدولة منهم نضال الحديد وسعد هايل السرور وعبد الله الجازي وغيرهم، طلبوا تنظيم مسيرة احتجاجية رفض ترخيصها الحاكم الاداري وهم يستعدون الآن لتنظيم انفسهم بلقاء ساخن بعد عطلة العيد. ومن عجائب الانتخابات الاردنيه هو ان النائب الاردني الذي حصد اعلى الاصوات على مستوى المملكة في الانتخابات الاخيرة مجحم الصقور، فاجأ مذيعة برنامج تلفزيوني صباحي جماهيري بتقديم دعوة عامة لتناول طعام الغداء في مقره الانتخابي في منطقة الاغوار الشمالية لجميع المستمعين على الرغم من فقره الشديد وفقر حملته وناخبيه.وبعد لحظات تبين ان احد اقرباء الصقور من الاثرياء المتحمسين تبرع باقامة مائدة غداء عملاقة على شرف نجاحه في الانتخابات تكلفتها ستتجاوز 70 الف دولار، رغم ان النائب الصقور صاحب المرتبة الاولى على مستوى المملكة في عدد الاصوات يمثل الفقراء والمسحوقين في منطقة الاغوار التي تعتبر من افقر مناطق المملكة .فيما حقق الصقور هذه المعجزة التصويتية والانتخابية بدون كلفة مالية بعد ان صوت له سكان مجمعات الصفيح في منطقة الاغوار. وفي هذا الاطار حقق ممثل مخيم البقعة اكبر مخيمات اللاجئين في الاردن عبد الله جبران اسطورة اخرى، فقد وصل للبرلمان بدون مكتب او ملصقات او مقر انتخابي او دعاية حقيقية وبدون لافتة سياسية بنفس الوقت.جبران موظف صغير في وزارة الزراعة الاردنية ويعيش في منزل يتألف من غرفة واحدة سقفها من الزينكو، وناخبوه طوال الحملة كانوا يجلسون في الزقاق الضيق المحاذي لغرفته الصفيحية البائسة، ويتناولون مشروب الشاي على حساب بعض الاصدقاء والمجاورين!!