بقلم : ردينة حيدر ... 20.02.2010
هل أعطيتيني الحب وتركتيني أدور في الأرض بحثا عن عاشق من هواء وظلال..! عن عالم لا يشبه قلبك في نبضه المتناغم.. لا يعرف عمق عينيك الخضراوين..!
أمي: يوم كنت ألعب قربك كدجاجة من دجاجاتك، لم يكن للحب هدف، لم يكن له ذيل أو أذنان أو لون..
كان يشبه شجرة سرو عالية تضج بالحياة قرب منزلنا، ولم تكن مصادفة يومها أنها كانت أكبر شجرة في القرية..!
كما لم تكن كذلك الغابة التي تطل على شرفتنا كسر عميق في الليل، ولا البيادر الممتدة كسحر لا يتلاشى..!
ولا المطر النازل كأحجيات وحكايا في جعبة الكون..!
هل فكرت أنت يومها بالمصادفة، هل فكرت بالقدر.. يوم كنت تمنحين الحب للأرض..
للعالم المستلقي في مرمى أسرارك..!
هل كان ثمة احتمال بأن الأرض ليست أرجوحة، أو أن الحب ليس سماء أقواس قزح..!
قطة برية شرسة كنت أعدو في مضمار الجنون...
محررة من قيود الأنوثة والذكورة، من ثديين صغيرين يرفضان التكور في جسد يتهجى وجوده عبر اللون.. والامتداد..
ليس للبحر أثداء، كذلك الشمس..
ليس للشجر، أو للحقول.. فلماذا أنا..!
لم يعجني يومها أنى كنت أكبر وأختلف، ولم تمنحني الطبيعة الاختيار.. لكنها بدلا عن ذلك أعطتني الحب.. وحدسها..!
وأنت كنت تقفين هناك حيادية، تلبسين ثوبك الوردي الطويل، كصورة أخيرة تحتفظ بروائحها..
غير آبهة بالوقت.. أو بجسدي المتحول رغما عنه..
كان صمتك عذابي، قررت يومها أن أبقى طفلة..
لم أعد أعرف كيف مر الوقت مع ذلك الصمت، كيف كانت الفصول تنزلق عبره.. وجسدي!
وأنت.. أمازلت حيادية تجاه ثورة الحب في داخلي..!
طريقتي الخاصة في تلمس العالم في الظلام عبر الشغف..!
لا أعرف.. ثمة تشويش..
ثمة ألم وغضب كبير..
أيخفف صوتك الدافئ كثافة الألم..!
أم أنه صار أبعد من مداراتي..!