بقلم : الديار ... 08.01.2011

يتعجب المرء من حال البدو في النقب وخاصة الاكاديميين والمتعلمين والموظفين والمسؤولين في المجالس والبلديات, فبينما تقوم اسرائيل بعمل المستحيل لاقتلاع البدو من ديارهم وتوطينهم قسريا ضمن استراتيجيه واضحة المعالم تتجلى في هدم البيوت ومصادرة الاراضي, تجد في المقابل الكثير من البدو الذين يتغاظون عن هذه الحقيقه ويتعاملون اقتصاديا مع مشاريع ومؤسسات صهيونيه متورطه في اقتلاع البدو من ديارهم قسريا وساهمت وتساهم في تضييق الخناق وفرض الحصارعلى اكثر من 45 قريه بدويه في النقب لابل يتعامل البدو مع شركات كيماويه اسرائيليه قامت بتلويث بيئة ومحيط كثير من القرى البدويه من خلال بناء هذه الشركات مصانعها بجانب وبجوار القرى البدويه في النقب ومثال على هذا قرية وادي النعم المحاطه بمصانع كيماويه اسرائيليه ويعاني سكانها من امراض خطيره بسبب التلوث والاشعاعات اللتي تفرزها مصانع " كيماويات اسرائيل" ومع كل هذا يعقد بعض البدومؤتمر في تاريخ 1.11.2010 لبحث التعاون بينهم وبين مجموعة "كيماويات إسرائيل" ومن يعرف اثار مصانع "كيماويات اسرائيل" في النقب المدمره على حياة البدو والقرى العربيه في النقب, يستهجن ان يعقد بعض البدو مؤتمر لبحث التعاون مع هذه المصانع المجرمه التي دمرت بيئة عرب النقب ونشرت الامراض القاتله والفتاكه في القرى البدويه المجاوره لهذه المصانع السامه بشكل خاص والنقب بشكل عام,. وبدوره زعم احد البدو المنظمين لمؤتمر التعاون "منذ 4 سنوات نقوم بالشراكة مع (كيماويات اسرائيل) والهدف هو دعم المجتمع البدوي في النقب في عدة مجالات ومنها التربية والرفاه وغيرها في جميع البلدات العربية في النقب. وهذا نموذج مهم جدا من خلال الشراكة. ولا شك ان من بين المشاريع المهمة دعم سلك التربية والتعليم والتعليم العالي".عجب العجائب ان يسوق البعض البدوي الجاهل هذه المصانع الذي دمرت حياة اطفال البدو كصديقه لهم... هذا التسويق هو فضيحه مجلجله. الامر نفسه تكرر وحدث الاسبوع الماضي وتحديدا في تاريخ 29.12.2010,حيث منحت مايسمى ب "سلطة تطوير النقب والجليل" خلال حفل في مدينة بئر السبع وبحضور العديد من المسؤولين في بلدية رهط عدد محدود من الطلاب من رهط منح دراسيه. وبدوره شكر رئيس بلدية رهط سلطة التهويد والتطيير قائلا " اشكر كل الجهات التي تدعم مسيرة التعليم ، وأهنئ الطلاب الذين حصلوا على المنح وهو أمر يفتخر به أهلنا في مدينة رهط ، إذ إننا نقوم بدعم التعليم العالي بكل ما أوتينا من قوة ، وهذا شعارنا الذي رفعناه منذ استلامنا قيادة مدينة رهط ، وسوف نتوجه لكل الجهات التي تعتني بالتعليم وتدعمه لكي نطالب بالمزيد من المنح التي تشجع أبناء مدينتنا على التقدم والرقي". نائب رئيس بلدية رهط المسؤول عن ملف التربيه والتعليم أثنى هو الاخر على "سلطة التطوير المزعومه" بالقول:"نجحنا في إقناع وزارة تطوير الجليل والنقب لدعم 7 طلاب وطالبات من أبناء بلدتنا ، بمبالغ منح تسهل عليهم تكاليف السنة الدراسية لهذا العام ، وبهذا الصدد نشكر وزارة تطوير النقب والجليل على إصغائهم لمطلبنا هذا ، على أمل أن يزداد عدد المنح في السنوات المقبلة ، وختاما أبارك وأهنئ الطلاب الذين حصلوا على المنح" "... الى هذا الحد وصل الاستهتار بعقول الناس والى هذا الحد بلغ التبرير والتمرير في النقب حتى منطق التناقض التناحري بين المطالبه بالحق وفي نفس الوقت العمل مع الباطل وهل من باطل ظاهر وساطع الاهداف كما هو وزارة وسلطة " تطوير النقب والجليل" اللتي تسعى الى تهويد النقب واقتلاع 45 قريه بدويه في النقب لابل تعلن علانيه عن اهدافها الاجراميه في مناطق التواجد العربي سواء في النقب او الجليل وبالتالي لايمكن لاحد ان ينكر ان التطوير المزعوم هو التطيير والتهويد اللتي تمارسه وزارة " تطوير النقب والجليل" اللتي انشأها شارون في عام 2005 بهدف الاستيلاء على ما تبقى من الاراضي العربيه في النقب والجليل, وعليه ترتب القول ان الانسان يعجب من انتها زية بلدية رهط وتعاملها مع سلطة " تطوير النقب والجليل" بهدف تحصيل منح دراسيه لطلاب من رهط...يهدمون البيوت العربيه في النقب ومن ثم يمنحون بعض الطلاب البدو فتات منح..اسمع كلامك يعجبني واشوف افعالك اتعجب...مؤسف القول ان ماذكر اعلاه هو عينات سيئه تطعن في كرامة وحقوق عرب النقب.. يطالبون بالحق ويتعاملون مع الباطل : البعض من بدو النقب يتعاونون مع من يهدم بيوتهم, ويلوث بيئتهم ويصيب اطفالهم بالامراض!!