بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 29.05.2010
تفتح غزة ذراعيها لاستقبال سفن فك الحصار، وتفك أزرار الشوق لسفن التحدي والانتصار، تتبلل غزة بماء البحر وهي ترقب مراكب رفض الخنوع والاستكانة، وعدم التسليم لأوامر إسرائيل، وتعوم غزة على بحر من الزغاريد المرحبة بالقوارب المقارعة للغاصبين، والرافضين لرفع الأيدي، وطأطأة الرأس، تموج غزة بالكرامة وهي تضم إلى قلبها سفن رفع الضيم، ليضرب موج العزة شواطئ كل فلسطين، وما البداية إلا غزة.
لقد وصلتم إلينا بأرواحكم يا أيها الشرفاء، وعبقت شوارع فلسطين بأنفاسكم المقاومة، ورست نخوتكم على شواطئ الإنسانية قبل أن تصل إلينا أجسادكم، وقرأنا عزمكم، وتقلبت صفحات التاريخ بتصميمكم، وعرفنا أن للخير مذاق البقاء في هذه الدنيا، وعرفنا أن الإنسان عمار الأرض إذا تطهر من غبار الصهيونية، ليقرأ العالم القضية الفلسطينية بلغة جديدة، وبأسلوب توضيحي يرفض المذلة، ويرفض الأكذوبة، ويحرص على المواجهة المباشرة، وتعرية الغاصبين في الميدان، ولا يسعى إلى التغطية على الدم الذي يشر من سكين الغزاة على طاولة المفاوضات، لقد أدرك أحرار العرب والعالم أن الإنسان إرادة، وأن إسرائيل عدوة الإنسانية، وعدوة كل طهارة على الأرض قبل أن تكون عدوة الشعب الفلسطيني، وعدوة كل حق قبل أن تكون مغتصبة للحق الفلسطيني، لقد أدرك كل عاقل شريف أن الذي يضع يده في يد إسرائيل سيخسر أصابع كفّهُ، وأن الذي يضع يده في يد إسرائيل سيخسر كفّهُ، وأن الذي يضع يده في يد إسرائيل سيخسر نفسه، ولن يجد كفنهُ، وأن الذي يعلن الحرب على دولة البغي هو الذي ستنمو له أصابع مقاومة في الكف، ويصير ذراع الحق الفلسطيني، ويصير القائد الميداني، وقرار الشعب الذي يرفض التسليم بحقوقه التاريخية.
ترحب غزة بغد الفاتحين، وهي تقبل وجنتي المقاومين، وتبتسم بملء شدقيها للقادمين على مراكب رفع الحصار، ترش العطر في طريقكم، وتمسح العرق عن جبين سفنكم، التي فزعت لغزة، وجاءت لتحتضن قلب أطفالها، ونسائها، وتكتب اسم غزة العزة فوق الغيم، وعلى رذاذ الموج، وتصرخ بعالي الصوت: لا لحصار غزة، لا للصمت المقيت، ولا بقاء لمن يتآمر على غزة، وأنعم بالإنسان كرامة وحريته تترعرع فوق أرض غزة!