بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 31.05.2010
ما نوع السيارة التي يركبها أولادك؟ ما الوظائف التي يشغلونها، وفي أي مؤسسة؟ ما الشركات التي يديرونها؟ كي يبلغ حسابهم في البنوك؟ وكم كان معدلهم في الثانوية العامة، قبل أن تهيئ لهم فرصة الدراسة في أوروبا؟ هل لأولادك عمل يمارسونه أم يتلقون رواتبهم وهم على فراش الوظيفة؟ هذه أسئلة وغيرها تدور في رأس كل فلسطيني يقف أمام أي شخصية قيادية، أو سياسية فلسطينية، ينظر في عينيه، ويراجع في سرّه سيرة أولاده المالية والوظيفية، ويتفحص دمهم الذي يطفح من وجوههم استخفافاً بكل تضحية، وحديثاً كاذباً عن العدل الاجتماعي، وعن تحرير فلسطين، وعن مستقبل الأجيال.
في فلسطين لا تحتاج إلى كثير شطارة كي تعرف الناس، يكفي أن تراقب أولاد المسئولين، لتعرف سيرة آبائهم، فالذي وسد ابنه التراب، يختلف عن الذي سوّد ابنه على رأس المؤسسات، وأعطاه وكالة الشركات، والذي ترك ابنه ينافس على فرصته الوظيفية كباقي الناس يختلف عن الذي انتقى أرقى الدرجات الوظيفية لأبنائه، والذي ترك أولاده يدرسون وفق قدراتهم يختلف عن الذي اشترى لأولاده شهادة بالمال، استثناءً، وعلى نفقة الوطن.
قل أين يسافر أولادك لأقول لك: من أنت؟ وقل لي ما عمل أولادك لأقول لك: من أنت؟ وقل لي كيف تزوج أولادك، وأين امضوا شهر العسل لأقول لك من أنت؟ هكذا يفكر معظم الفلسطينيين، ولكن بعضهم يبصر ابن المسئول وهو يمر بمركبته، ويدوس على أحلامهم، فيصفقون لظله: ويهتفون باسمه كي يغدق عليهم بعض القروش، هؤلاء هم سقط المتاع، أشباه الرجال الذين لا يعرف كوعه من بوعه. هؤلاء من فقدوا البصيرة، وتاهت عليهم الخريطة السياسية، والبرامج الفكرية، وضلوا الطريق الذي يحسبونه يفضي إلى فلسطين. فصاروا وقوداً لأبناء المسئولين، وأحذية على مقاس أقدامهم، وصاروا الهنود الذين قال فيهم رئيس وزراء بريطانيا "تشرشل: سأحارب حتى آخر رجل هندي؟
أيها المتعصب لتنظيم فلسطين بعينه، لا تكن هندياً، وانظر إلى أولاد المسئولين الذين تصفق لهم، ودقق في سيرتهم، انظر إلى زوجاتهم، وإخوتهم، وأقربائهم، ومن لف لفّهم، أين هم؟ وكيف هم؟ ثم فكر قبل أن تجرح من أجلهم، أو تغضب لهم. وخلّي عندك عقلْ.