أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
أن تتمارى!!

بقلم : بيروت حمود ... 15.04.2010

ليس هنالك ما يدعوا لأن تقرأ ل (بيت هن) حتى تستوعب أنك مجبر بشكل لا إرادي بإكمال صورتك الذاتية أمام نفسك على أقل تقدير, أي أنه ذات لحظة ليست وردية تمامًا لكنها في نظرك وردية أكثر من المعتاد, تقف أمام مرآة أيًا كانت_دون أن تكون بارافرينيًا بالضرورة.. تشعر أنك شيء ما خارق (انتبه :خارق مصحوب بالسلطوية لكن بصورة إيجابية بما أننا متفقين على براءتك من البارافرينيا )_وتبعية للشعور بالتفوق والقدرة ينتج لديك حس المساهمة الفردية في إضافة بهارات معينة على صلصالك كي تصل إلى الكمال , ذلك أن "الله" لم يكملك, ليس لأنه لا يستطيع وينتظر منك أن تمد له يد العون لتخلق معه نفسك, إنما لأن شيء ما بداخلك سيرفض هذا النقص وهذه الصورة الشكلية المتواضعة لذاتك من الأساس .
ولأنك تمتلك هذا الرفض ومقتنع أنه عليك أنت بالتحديد دون غيرك والله, إيصال ذاتك إلى الكمال فبصورة عفوية تجد نفسك مولعًا بأفكار (يان تنبيرجن) حول العوالم المختلفة في هذا العالم والمظللة تحت سقفين كل على حدا "عالم الأغنياء" و"عالم الفقراء " وتسجد نفسك مقتنعًا أنه عليك أن تكون جزءًا لا يتجزأ من التغير وفردًا في القضاء على إحدى المنظومتين كي تلغي الأخرى لأنك منذ البداية اخترت الرفض. لا غرو أن نظريات " ضعف التطور " لا تلقى في نفسك ذلك الصدى لأنه من غير المعقول أن تذنب هذه الشعوب بهذه الصورة فقط لمجرد أنها حتى بعد التحرر من الاستعمار ظلت الخامات في تقوية وتعزيز الامبريالية والرأس مالية في العالم ذلك أنك ترى لمجرد رؤيتك الثاقبة أن هذه الأمور إن لم تدرس بصورة جدية وتصنف هذه العوالم الفقيرة على أنها عانت من إعاقة حالت دون "تطورها" على مر التاريخ فإن كل تفتح قادم في هذه الدول لن يكون بنظرك تطور . ما هذه التناقضات التي تدور في رأسك, من جهة تقنع نفسك بأن هذه الشعوب ليست مذنبة ومن جهة ثانية ترى أن الرأس ماليه لم تمر بمراحل انتقالية في التنمية حتى آلت إلى هذا التطور الصناعي وعليه فليس على العوالم الفقيرة المرور بمراحل تنميه لتصل إلى درجة تكون فيها متطورة وأخيرًا تود أن تبرأ هذه الشعوب وبحجة إعاقة ما ... إن قسمًا من البدو مثلاً لا يعرفون اختراع الحاسوب أو المكنسة الكهربائية, مع ذلك لا يحق لك لمجرد أنك تمتلك هذه الصناعات أن تصنفهم على أنهم متخلفين أو غير متطورين فما حاجة البدو للمكنسة الكهربائية أو الحاسوب إن لم يمتلكوا غير الرمل الذي ليس هنالك حاجة لكنسه باختراعاتك زد على ذلك أن سهرة خمر مع بعض الآلات الموسيقية كفيلة بتسليتهم أكثر من "الهاك آند سلاش " .!
يختلف الموقف عندما تقارن سيارتك الوضيعة مع سيارة جارك المقدرة بمئات آلاف الدولارات في هذه الحالة وأن تشبه الشعوب الفقيرة والمستغلة تعود لترى الأمور بعدسة الأبيض والأسود وتلغي احتمال وجود ما يدعى بألوان الطيف (كيف )يعني يصبح جارك غني دفعة واحدة وهو مجرد موظف في البلدية ينهب على حساب مواطنتك سعادته المادية.
تضرب رأسك في المرآة : كفى سأنفجر !
تفكر بعيدًا قريبًا عن الأشياء ومنها في أن الله ليس موجودًا وأنك كنت وحيدًا منذ بداية الطريق وستظل كذلك. هل أصبح ملحدًا ؟! _ تسأل الذي في المرآة بصوت خفيض كي لا تثير ضجة الضجيجيين. الكفر ليس منوطًا بالإلحاد لكنه يأتي مصحوبًا به عندما تشكك بالألوهية كفكرة .. أنت لست كافرًا ولا ملحدًا حتى لو أردت أن تجرب نفسك وأنت بارافرينيًا , فإن كان هناك ثمة شخص قادر ويجرأ على القول أنه بارافرينيًا وأنه مصنف بالدرجات الصعبة منها يكون بينه وبين ذاته مدركًا أنه تحت رحمة سلطان النشوة والفانتازيا التخيلية فقط. من هنا هنالك شيء ما حقًا ألهي.. شيء بنكرانه نقوم بتثبيته فعلاً , لذلك أن كان موجودًا حقًا لماذا تنشغل بتثبيت وجوده أو إنكاره وهو موجود بصورة غير وجودية أصلاً إلا كما جاء بعاداتنا اليومية كالهواء والماء _ يجيبك الأخر باتزان وتأمل .!

مجد الكروم _فلسطين.