بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 26.01.2010
في صباح يوم الخميس 4.12.1973 ودون سابق انذار وبصوره مباغته صعدت قوات وجرافات الهدم الاسرائيلي ترافقها قوات شرطه مدججه بالسلاح التله في طريقها لهدم بيتنا وبيت امي التي بذلت كل الجهود لتشييده لترتاح وتستريح من الرحله الطويله والمضنيه مع بيت الشعر خاصة في فصل الشتاء والبرد والامطار ومن غابت عن ذاكرته بيت الشعر فهو اجمل البيوت في الصيف والربيع ولكن في فصل الشتاء يحتاج بيت الشعَّر الى كثيرمن الدعم والعمل والسند حتى يصمد امام الرياح والامطار وهذا ما يعني ان يستيقظ اهل البيت في الليل لارخاء الحبال[ حبال المِقدم او الواسط او الشادح, الزافر الخ] او شدها حتى يتكيَّف بيت الشعر مع الرياح والامطار ويكون مرِنا امام ثقل مياه الامطار التي تتجمع على سطح البيت..سطح بيت الشعر البدوي يتكون من الشقق[ الشقه] المتينه التي تغزلها وتنسجها النساء البدويات من شعر الماعز الاسود لتشكل سطح بيت الشعر وهي متينه ومتماسكه الى حد ان الماء لا ينفذ منها الى داخل البيت[ الواكِف] الا نادرا. ونسيج الشقه والشقق عمل مضني كانت النساء البدويات في النقب وغير مكان تقوم به الى جانب العنايه بالبيت وتربية الاطفال والزراعه والحصاد والرعايه وتربية المواشي الخ, وعليه ترتب القول وعود على بدء كانت والدتي من جيل ناسجات الشقق والجيل اللذي كان عاني الامرين من ليالي الشتاء وشد حبال البيت وارخاءه وكان حلمها عندما تقدم بها العمر تشييد بيت حجري او غيره خاص بفصل الشتاء يوفر عليها شقاء الشقق والبيت والبرد والعناء المترتب على الاعتناء الخاص ببيت الشعر في فصل الشتاء, وكان لها ان حققت حلمها في عام 1972 بتشييد بيت حجري لفصل الشتاء فقط مع الحفاظ على بيت الشعر, وفي صباح ذلك التاريخ واليوم المذكور اعلاه جاءت جرافات الهدم الاسرائيلي عنوة في يوم الخميس لانه اليوم اللتي يذهب فيه الرجال البدو الى سوق الخميس في مدينة بئر السبع للتسوق وقضاء اعمالهم ولا يبقى في البيوت سوى ال نساء والاطفال, وعند رؤية اهل الديره والعشيره وخاصة النساء ان الجرافات الاسرائيليه التي ترافقها الشرطه تستهدف بيتنا وبيت امي هبَّت نساء الحي من كل حدب وصوب للدفاع عن بيتنا والتصدي لجرافات وشرطة اسرائيل, وكان ذلك اليوم ال4.12.1973 شاهدا على قوة باس النساء البدويات الذين تصدن بالحجاره والعصي والايادي لقوات الهدم الاسرائيليه واجبرتها على التقهقر والانهزام حيث اصيب العديد من افراد الشرطه وقوات الهدم الاسرائيليه ومن بينهم ضابط وقائد القوه العسكريه المهاجمه واسمه نيتسان الذي هشمت النساء البدويات ضلوعه وضلوع مهندس لواء الجنوب الصهيوني روبين ويسوكر [الذي صار لاحقاعنكا رئيسا معينا لبلدية رهط] ومن ثم عاودت قوات الهدم الكرَّه والمحاوله بعد ظهر نفس اليوم بعد تعزيز قواتها ومن ثم انضم للمعركه طلاب المدارس والرجال العائدون من العمل, حيث نجحت قوات الهدم الاسرائيلي بعد محاولات مضنيه ومعركة ضاريه بهدم بيتنا. بيت امي مساءا واعتقال الكثيرون ومن بينهم والدتي ووالدي[ والدة ووالد كاتب هذه السطور] والعديد من النساء حيث اطلق سراح النساء في نفس اليوم وقدمن للمحاكمه فيما بعد وفرضت عليهن غرامات باهضه وحبس مع وقف التنفيذ وكان نصيب والدتي غرامة ماليه باهضه وحكم سجن مع وقف التنفيذ لمدة ثلاثة اعوام بينما حكم على والدي عامين من السجن الفعلي... سرد هذه القصه يندرج في سرد التاريخ المنسي لبطولات النساء البدويات في النقب وهي البطولات التي تكررت تكرارا ومرارا وكان من بينها وما زال تصدي نساء قرية طويل ابوجرول الدا ئم في السنوات الاخيره لجرافات الهدم الاسرائيلي وكان من بينها ايضا قبل عدة اعوام تصدي النساء البدويات في قرية عتير سعوه في النقب لجرافات ا لهدم الاسرائيليه التي حاولت هدم بيوتهن التي تأوي عائلا تهن واطفالهن ولا يغيب عن ذهني النساء البدويات المناضلات في القرى العربيه النقباويه[45 قريه] الغير معترف بها من قبل اسرائيل وهن النساء الصامدات والذين يتصدن للظلم الاسرائيلي يوميا ويسطرن ارقى واعلى معاني النضال والصمود من خلال التصدي المستمر والمباشر للجرافات الاسرائيليه التي تحاول هدم البيوت العربيه في النقب ,وهن الاصايل والماجدات التي يُعنَّنَّ بتربية الاطفال والاعتناء بالبيت والعيش دون كهرباء ودون توفر مياه شرب ودون وجود عيادات صحيه ويتحملن مشاق الدروب االطويله والوعره وهن يحملن اطفالهن للعلاج في العيادات الطبيه اللتي تبعُد عشرات الكيلومترات عن قراهن ومكان سكناهن. ولا ننسى ايضا الطالبات[ طالبات العلم] البدويات النقباويات اللذين يتحملن مشاق السفر وشغف العيش يوميا ذهابا وايابا حتى يصلن الجامعات والكليات العلميه خارج مكان سكناهن وهن في كثير من الاحيان يتفوقن على الرجال في التحصيل العلمي لا بل انهن يسجلن تقدم ملحوظ على الرجال في عدة مجالات علميه وحياتيه و مهنيه..
من هنا واذا عدنا الى تاريخ المرأه البدويه في النقب فسنجده تاريخ حافل بالتضحيات والعطاء فهي المرأ ه التي كانت وما زالت عماد البيت وهي التي نسجت شقق البيت البدوي[ بيت الشعر] واخاطت اللباس والثياب وهي الرحم والمزرعه التي انجبت الاجيال ورعتها وربتها, وهي التي زرعت وحصدت وخبزت وطبخت وحملت على راسها جِرار وقِرب الماء والاكياس والاحمال الثقيله , وهي المراه التي حملت في الزاقوحه[ شنته] اطفالها على ظهرها وفي حضنها اثناء عملها في الزراعه والرعايه والبيت,, وهي المراه التي كانت دوما عماد البيت والمجتمع ومع هذا تناسى المجتمع الذ كوري دورها وتنكر لحقوقها وما زال يعتبرها قاصره رغم بلوغها التاريخي والعلمي والمهني والمجتمعي لكثير من المنجزات!!.. ورغم ان المراه العربيه في النقب كانت وما زالت ام العطاء إلا ان العادات الباليه و التخلف وثقافة الرعاع ما زالت تنظر للمراه كسلعه وتتنكر لحقوقها الانسانيه والاجتماعيه كانسان وككيان قائم بذاته, وتحاول هذه الثقافه الباليه ورموزها من رعاع فرض كل القيود على المراه سواء حرمانها من امكانية التعليم او التقدم او الحريه ضمن المعطيات الاجتماعيه والدينيه اوعدم الاعتراف بانجا زات المراه تاريخيا واجتماعيا, حيث عكس ويعكس الحديث البدوي الشعبي العام والمُتداول في المجتمع العربي البدوي حول موقع المرأه عُمق تراكمات المواقف السلبيه من المرأه, وهذا مايتجلى بوضوح احيانا كثيره في ألامثال الشعبيه اللتي تدور حول المرأه فمثلا: جملة" كلام نسوان" تعني أنه كلام فارغ وتعني ان كلام المرأه غير موثوق به ويفتقد المصداقيه , وللمثال ايضا " الحرمه لها العصا" تعني ان التعامل مع المرأه افضل من خلال العصا والقوه, والحديث والامثال الشعبيه ترقى الى مستوى شَيطنَة المراه وبالتالي يمضي الحديث الشعبي والثقافه الشعبيه في ترسيخ خلفيه وواقع حول المرأه ترقى الى نزع حتى مشاعرها الانسانيه مثل مثل" دموع الفاجرات على الخدود حاضرات" و" تحت السواهي دواهي" وغيرها الكثيرمن اللغط والاقاويل اللتي تُحاصر المرأه وتجعلها عبر الاجيال ضحيه موقع الدونيه في المجتمع وضحية للشك وعدم الوثوق بها كانسان وكيان قائم بذاته يقتدى به!!
في هذا الصدد و الانكى من هذا وذاك هو إعتبار المرأه " بضاعه" او سلعه تجاريه اوحتى بهيمه يُعيدها المُشتري[الزوج] الى البائع[ الاهل] حين يريد التخلص منها حيث تقول الامثال البدويه في هذا المجال: " لِف رَسَنها[ المراه!!] على رقَبتها وقُل لَها الدرب اللتي جابتكي تأخذكي!" او "حَمِلها وارمِيها لأهلها" وكأنها بضاعه او علبه فارغه يقوم الرجل بالتخلص منها من خلال اعادتها الى اهلها او ماهو جاري اليوم بكثافه في النقب وهو زواج الرجل في سن متقدمه وترك زوجته الاولى وابناءها في مهب الريح او زواج عدة زوجات وطلاق اخرى وهكذا دواليك في مجتمع ذكوري لا يرى في المراه سوى بضاعه او جسد ا او ماكنة تفقيس اطفال .. هناك الكثير من النساء البدويات المطلقات او المتروكات من قبل ازواجهن من يتصدرن قائمة البطولات النسائيه والانسانيه بالتضحيه بحياتهن الانسانيه وعدم زواجهن مره اخرى من اجل تربية اطفالهن والبقاء لجانبهم في حين يتركهم او يهجرهُم[ اباءهم] رجل هجرته النخوه والرجوله ليعيش برفقة زوجه اخرى... كيانات رجوليه زجاجيه...بيت الزجاج او للدقه والتدقيق زجاجات فارغه...عقول فارغه!!
من المؤسف والمُحزن القول بأن المجتمع البدوي في النقب ما زال يُشوه صورة المرأه وموقعها الحقيقي في المجتمع ويُحاصر المرأه بين"صورة الشيطان ومساحة الحِيطان", وذلك بالرغم من ان المرأه البدويه في النقب كانت وما زالت جمل المَحامل الذي طالما انكرنا حقوقها وتجاهلنا دورها, وهي العامله من اجل العائله في البيت وفي الزراعه والرعايه تاريخيا, وهي ربة البيت, وهي ماكنة الولاده, وهي الجنين والمزرعه اللتي ترعرع فيها الابناء والبنات, وهي في حالتُها تُعبر عن ضمير مجتمع لطالما أنكر وُجودها وفضلُها, ويُحملها ظُلما في كثير من الاحيان مسؤولية فشل الرجل وفقره وغَناه..." غناه[اي الرجل] من حُرمتِه وفقره من حُرمته!!", وهذا القول غير صحيح وغيرعادل لابل ظالم ومُتخلف , والصحيح ان فقر المراه البدويه ناتج عن فقر وبؤس الرجل وليست العكس... اسرائيل عندما زجت بالبدو في مدن و قرى التوطين والتخلف اخذت موافقة الرجال وليس النساء, وعليه ترتب القول ان الفقر المدقع في مدن التوطين هو نتاج لسياسة اسرائيل وقرارات رِجال سحبت اسرائيل منهم مصادر العيش وصادرت اراضيهم والقت بهم في اتون التوطين والتخلف والبطاله والمجتمع الرعاعي المتخلف فكريا وانسانيا... رخام وسخام وغابات حجاره وعقول متحجره!!
للاسف المراه العربيه في النقب ما زالت مقيده ومسلوبة الحريه والحقوق وتنقصها ابسط الحقوق وحتى في قضايا مصيريه وانسانيه مثل الزواج يقرر اهل الفتاه و ليست هي واحيانا كثيره لا تُستشار ولا تُسأل عن رايها في الزواج وتُقاد كالشاه الى زوج[ احيانا يكبرها بكثير من السنين.. مسن] دون معرفته ودون موافقتها ومن ثم تأتي المصائب والمشاكل واشكال اخرى من الظلم والاضطهاد مثل تعرض المرأه البدويه في النقب الى اشكال عده من العنف الجسدي والنفسي والجنسي سواء في بيت الأهل او بيت الزوج, وبالتالي مايجري هو شبه عاده "روتينيه" وهي تصديروتنفيس الاب او الزوج او الاخ عن ازمته[ سواء الاقتصاديه او النفسيه او الاجتماعيه] وازمة مجتمع بكامله من خلال مُمارسة العنف بكل اشكاله ضد المرأه والاطفال ايضا , واللافت للنظر هُنا ان مُرتكبي جرائم العنف ضد المرأه لا يُحاسبون في الغالب قانونيا[ الا نادرا] سواء من قبل الدوله او مايُسمى بالقضاء العشائري السائد في النقب!! وللمثال لا للحصر: لا يرى المجتمع البدوي في النقب حتى يومنا هذا في أب قام بِتزويج ابنته قسرا لرجل اخر [ مُسن اوشاب] بأنهُ مجرم او ارتكب جريمه,,, العكس هو الصحيح وهوتحميل المرأه المسؤوليه في حالة رفضها الزواج الذي يُمليه عليها والدها او ولي امرها!!,, حتى عملية ضرب المرأه او قتلها تحت ذرائع الشرف او غيره تجد غطاءها الاجتماعي حتى ولو كانت المرأه غير مذنبه ولا ناقه لها ولا جمل في موضوع الاتهام الموجه لها!!!
أخطر ما في الامر وأشَده قسوه بما يتعلق بالمرأه العربيه في النقب هو النظر اليها كسُلعه يمتلكها المجتمع الرجالي من جهه وتحميلها كعُنصر" ضعيف" مسؤولية قضايا وإشكاليات اجتماعيه ونفسيه حاصله في المجتمع من جهه ثانيه وبالتالي وبدلا من ان يسعى المجتمع الى رفع مستوى وعي المرأه لحقوقها ولدورها الاجتماعي والانساني في المجتمع, يقوم المجتمع بفرض القيود والمعوقات على النصف ألاهم في المجتمع اللتي من المفروض ان يُساهم في تربية الاجيال القادمه للمجتمع.... في النقب يلاحقون المراه من المهد الى اللحد ويضعون امامها العقبات تلوى العقبات سواء في اختيار الزوج الصحيح والصالح او فرص التعليم الذي يحول المجتمع الرعاعي والمتخلف دون منحها للمراه, والادهى ان المرأه تُحمل المسؤولية في كل حدث فمثلا لو ر فضت فتاه الزواج من ابن عمها او اخر واشتبكت العائلتان وتخاصما لهذا السبب, فتكون النتيجه ان المسؤوليه ونتائج العراك تلقى على الفتاه لسبب رفضها الزواج من ابن عمها او اخر... لا احد يقول ان من حقها رفض الزواج كانسانه لابل الجميع متفق على ان المراه هي السبب وهي المذنبه... ولو ,,, ولو وافقت على الزواج لما جرى الصدام بين العائلتان!؟ وهكذا دواليك ينطبق الامر على قضايا اخرى:: لو لم تقول المراه هكذا لما حدث هذا... لو لم تطلب التعليم لما تخاصمت عائلتها على امكانية تعليمها... لو لم تكتب هكذا لما جرى هكذا.... لو لم تفعل هكذا لما طلقها زوجها... ولو صبرت على الضرب والاهانه ايضا لما جرى لها هكذا وفي النهايه " لو فيها خير ما رماها الطير..ولو.. ولو..واسئله كثيره وفي النهايه المراه هي السبب:: حول عُقد ومشاكل و خلفيات ومسلكيات الرجل لا يسأل احد!!..... المهم ان يزِيح المجتمع الجبان والمتخلف المسؤوليه عن ظهره وظهر الرجال!!... والسؤال هل هذا مجتمع عادل او صالح الذي يضطهد المراه لكونها مراه؟... الجواب لا !... وحتى لو ذهب الرجل الف مره يوميا الى المسجد.. لن يغسل ذنوبه؟!
الحديث هنا يدور عن تشخيص وتلخيص لحالة وشجون المرأه العربيه في النقب واللتي تُعاني الويلات من تشويه الصوره والاضطهاد وتعاني من تعتيم على دورها وبطولاتها التاريخيه والانسانيه في مجتمع ينكر عليها حقوقها ووجودها ويفرض عليها القيود سواء على مستوى التعليم او على مستوى المجتمع... مجتمع ينسى ويتناسى ان المراه هي نصف المجتمع وتعليمها هو رفع لمستوى المجتمع ورفع لوعي ابناءه وبناته التي تلدهم المراه وترعاههم وتزج بهم في معترك الحياه.... الرجل الذي لا يعترف بتضحيات وحقوق المراه ضمن المعطيات الانسانيه ,ليس رجلا ولا شهما لابل مجرد انسان متخلف و رعاع ناطق... المراه ليست قضية جسد وشرف فقط لابل هي اكبر من هذا بكثير وهي ايضا موقع ومحل ثقه وتربيه ولا تحتاج لحارس في كل خطوه... هي نفسها صائنة الانسانيه والشرف وليس الرجل والسبب بسيط وهو انها تعرف وتقدر معنى الحريه والمسؤوليه وكثرة الواعظين والحراس تُفسد اصالة المراه وتهين كرامتها وعندما تهان كرامة المراه تهان كرامة المجتمع وليس العكس.. المراه البدويه في النقب فيها من الاصاله والوعي الكافي مما يجعلها تفرق بين الانفلات وبين التقدم الحضاري والانساني ضمن معطيات الهويه الحضاريه والثقافيه العربيه ككل وفي النقب بشكل خاص!!
ضمن المعطيات والتحديات الجديده يزداد التعليم والوعي في الاونه الاخيره بين النساء العربيات في النقب وعلى العكس من هذا هناك تراجع نوعي في الانجاز والتحصيل العلمي[ رغم ان اكثرية المتعلمين في المعاهد العليا من الذكور] بين الذكور وهناك زحف نساءي نحو المقدمه والوظائف الشاغره والمهمه داخل المجتمع العربي النقباوي وخارجه ونسبة المتعلمات وخريجات الجامعات والاكاديميات تزداد من عام الى عام وذلك رغم كل المعوقات الذي يضعها المجتمع العربي النقباوي[ خوف الرجل على مكانته هو احد الاسباب لمعارضته تعليم المراه وتقدمها عليه!!] على تعليم النساء... اكتب و سجل او سجلي في سجل وجدانك ي ووجدانكم هذا القول** :: قد يكون تعليم المراه في مجتمعات اخرى امر روتيني وعادي,, الا ان تعليم وتعلم المراه العربيه في النقب هو شكل متقدم من اشكال النضال الانساني والحضاري التي تخوضه المراه العربيه في النقب وهو في النتيجه فخر لا نجا زات المراه نفسها سواء على مستوى العناء اليومي او السفريات او الدراسه بشكل عام.. المحصله : ان كل خريجه اكاديميه او مهنيه هي زبدة وحصيلة نضال ذاتي او جماعي للنساء انفسهن ولمن يدعمهن في مسيرة ركب العلم.... ايا كان شكل النضال التي تخوضه المرأه العربيه في النقب فنحن نحييه ونُشجعه لانه اجلا ام عاجلا سيؤتي بالثمر الاجتماعي المطلوب.... الشجر والثمر.. ومن اهمل الشجر لا يحق له بقطاف الثمر!!
واخيرا وليس اخرا يبدو جليا ان وضع المرأه العربيه في النقب سواء في مدن التوطين القسري او ما يُسمى " بالقرى الغير مُعترف بها" ما زال سئ , ولكن الوضع يتحسن ببطأ وهنالك جمعيات نسائيه بدويه في النقب تسير بخطى واثقه نحو تحسين وضع المراه ومحو الاميه وزيادة الوعي وهذا ايضا ما نحسبه ونعتبره جزء من نضال وانجازات المرأه في النقب والمطلوب اليوم من المجتمع العربي النقباوي ككل وخاصة المرأه البدويه في النقب سواء المتعلمه او المثقفه نفسها ان تتعامل مع قضاياها بطريقه حضاريه وصادقه وان تخدم المجتمع ككل و مجتمع النساء بشكل خاص وتساهم في تحقيق الحقوق ضمن اطار هويه حضاريه وثقافيه وطنيه وليست في اطر تغريبيه واجنبيه موجهه في اتجاه التضليل ,, وعليه يترتب القول ان المراه البدويه كانت وما زالت بطبيعتها مكافحه ومناضله منذ ان نسجت الشقق لبيوت الشعر وحرثت الارض وزرعتها وحصدتها وحتى وصولها اليوم الى الجامعات والمعاهد العليا ونحن على يقين ورغم المعوقات والحواجز التي يفرضها رموز التخلف والظلام,,بأن المرأه العربيه في النقب ستصل خطوه خطوه واجلا ام عاجلا الى مكانها ومكانتها الحقيقيه في المجتمع العربي النقباوي.. ستصل الى موقع الرياده بعد هزيمة الجهل والتخلف وثقافة الرعاع!!