بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 15.03.2010
هل تصدق أيها العربي أن في فلسطين وزارة اسمها: وزارة شئون الجدار؟! وهل تعلم أن لها ميزانيتها، ولها موظفيها، ولها وزير اسمه وزير شئون الجدار؟! لقد فوجئت قبل أيام بتصريحات لوزير شئون الجدار والمستوطنات، ولا تسأل ماذا قال؟ فليس مهماً، المهم أن لدينا في فلسطين وزير لشئون جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل، الجدار الذي باعد بين الجار والجار، وحاصر الضفة الغربية واقتحم كل دار، وشق وجداننا ودار في عقولنا، ودرنا معه في سياساتنا حيث دار، فصار لدينا في فلسطين وزارات تحاكي الواقع، فللمغتربين وزارة، وللاجئين وزارة، وللمتفائلين وزارة، وللمشردين وزارة، وهكذا.
قد يقول أحدهم: أنت من سعى قبل ثلاثة عشر عاماً مع مجموعة من الأسرى لجمع تواقيع أعضاء المجلس الوطني، والتشريعي، وأعضاء المجلس الثوري لحركة فتح، بهدف إيجاد وزارة فلسطينية تحت اسم: وزارة شئون الأسرى والمحررين، وهذا كلام صحيح، وكان المنطق يقول: طالما لدينا أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية يصل عددهم إلى عشرة ألاف أسير، فإننا في حاجة إلى وزارة ترعى شئونهم خلف الأسوار، وتهتم بأمرهم، وتهتم بأطفالهم، وبعائلاتهم، ومن ثم توفر لهم فرصة عمل كريمة بعد تحررهم. فهل معنى ذلك أن وزارة شئون الجدار في حكومة رام الله لها دراية وخبرة في البناء، وحفر الأساس، وتنشط في تهريب الأسمنت، وزجر الأطفال عن الجدار. ولما كان من شروط وزير الأسرى أن يكون أسيراً محرراً، فهل معنى ذلك أن وزير الجدار الفلسطيني يلف وسطه بالجدار، وله دراية في كيفية هدمه، والحفر من تحته، وآلية قصفه بالمنجنيق، وفتح الثغرات فيه، واقتحامه، وتدميره، أو التسلق على ظهره وتطهيره. ويستند إليه إن دعت الضرورة إلى ذلك!.
على غرار وزير الجدار، ومجاراة للواقع الفلسطيني، فإنني أقترح على الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة أن توجد وزارة جديدة تحت اسم: وزارة شئون الحصار، على أن تكون للوزير دراية بأساليب التهريب، والتسريب، والتخريب والتجريب والتطبيب والتثريب. وفي مقابل ذلك على حكومة رام الله أن توجد وزيراً لشئون قطع رواتب الموظفين، ولاسيما أن من قطعت رواتبهم حتى الآن تجاوز عشرات الآلاف، وهم في حاجة إلى من يرعى شئونهم، بل نحن بحاجة في غزة ورام الله معاً إلى وزارة شئون الانقسام.
بقى أن يعرف العربي أن وزير شئون الجدار هو السيد: ماهر غنيم، ابن أبو ماهر غنيم. حمى الله مرتفعات الضفة الغربية من المصير الذي آل إليه جبل أبو غنيم.