أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
النقب : شاهده على العصر : الحاجه وضحه الهزيل –العقبي تتحدث عن حقبة ماقبل وبعد نكبة عام 1948!!

بقلم :  احمد الهزيل ... 15.03.2010

*مقدمه: ولدت الحاجه وضحه محمد العقبي " ام احمد" اخر زوجات المرحوم الشيخ سلمان الهزيل عام 1925 في ارض العراقيب شمال مدينة بئر السبع وشرق مضارب عشيرة الهزيل, وتبلغ اليوم من العمر 85 عاما. وفي هذه المقابله تروي الحاجه ام احمد ما هو مخزون في ذاكرتها من احداث جرت في النقب قبل وبعد نكبة فلسطين عام 1948 , وهذه المقابله تعد بمثابة شهادة على العصر, وبدورنا في صحيفة ديار النقب نشكرالحاجه ام احمد ونشكر السيد احمد سلمان الهزيل نجل الحاجه ام احمد على مساهمته الكبيره في اعداد هذه المقابله.
**بداية باسم ديار النقب نرحب بالحاجة وضحه "ام احمد" على صفحات وفي ربوع صحيفة ديار النقب... ونتمنى لها دوام الصحه والعافيه. و كلنا ثقه ان هذه المقابله ستكون بمثابة شهاده لشاهده على العصر وعلى الاحداث التي جرت في النقب .

‬1‪.‬ سؤال : كيف حالكي وكيف الصحه؟, وهل لكي ان تحدثينا عن ولادة ونشأة الحاجه وضحه العقبي في ارض العراقيب وكيف كانت حياة الناس انذاك قبل عام 1948؟‪
*الحاجه ام احمد:
الحمد للة على هالحال وكل حال واللي من اللة الحمد للة علية.
ولدت عام 1925 وترعرعت في منطقة العراقيب,ومنطقة زحيليقة.
فكنا نقضي اشهر الصيف على ارض زحيليقة,والشتاء على ارض العراقيب.
منطقة زحيليقة يحدها من الشمال الكوفخة ومن الغرب المحرقة.وقد كنا نقضي ايام الصيف في ارضنا زحيليقة.كانت خربة زحيليقة ملك العقبي,ملاك الخربة كان الحاج مصطفى بن زبن واخية سالم وابناء عمهم.
وكان يحدهم من الجنوب ارض سليم العروحمد ابو حسان العر,وايضا ارض ابن زارع.
وكان يحد العر من الجنوب الحاج سلمان ابو يوسف,والشيخ عطية والحاج حسن العيادات.ومن الشرق ارض القلازين.
وكانت ارض زحيليقة خصبة جدا ,دائما محصولها وافر,وكان في الخربة اربعين هرابة ماء.
وقد بنى اخي الشيخ ابراهيم العقبي بيتا كبيرا على ارض زحيليقة.
تزوج ابي الحاج محمد العقبي تسع نساء من عائلات ابن كليب وبني جبلة التابعة لبني عقبة.
كما تزوج ابي امراة من القلازين من العلامات وانجبت لة ابنا واحدا هو اخي سالم العقبي،وانجبت نساؤة خمسة ابناء واربع بنات.
كانت الحياة مليئة بالسعادة ،وكان الناس يعيشون حسب العادات والتقاليد العربية الاسلامية ،نخوتهم وكرمهم وبطولتهم بلا حدود.
في سنة 1919 قصد ابي بيت اللة الحرام حاجا ومعة زوجتة ام ابراهيم واخي الحاج احمد العقبي كان حينها طفلأ صغيرا.
أحضرَ أبي معلماً متخصصاً من مدينةِ الخليل، فكان يقوم على تعليمِ أخواتي البنين وأيضاً البنات اللواتي رغبن في التعليم. فتعلّمت أختي الحاجة حاكمه رحمة الله عليهم جميعاً. فتعلموا عنده العربية وقواعدها والحساب والدين. استكمل إخوتي الذكور تعليمهم في العهد العثماني. أما أخي إبراهيم فقد درس في الأزهر الشريف في مصر، ثم سافر إلى جامعة إسطنبول ومعه آنذاك صديقه إبراهيم الصانع. وأما إخوتي الأصغر سناً فتعلموا في المدرسة الداخلية في بئر السبع التي بناها الانتداب البريطاني. وقد اهتمَّ أبي رحمه الله بتعليم أبنائه لاعتقاده وإيمانهِ بأهمية العلم والمعرفة.اما بانسبة لي فقد بدات الصلاة في سن 13 فكان اغلبية اهلي يصلون،فقد كان جدي سالم سعد العقبي رجل مؤمن كثيرا حتى انهم كانو يسمونه الدرويش سالم.
‬2. سؤال: انتي تعرفين ان المعركه على ارض العراقيب بين عائلة العقبي والدوله الاسرائيليه لم تنتهي بعد وهناك نزاع و محاكمات مستمره حتى بين الدوله وعائلة العقبي على ملكية ارض العراقيب..هل لكي ان تحدثينا عن العراقيب وملكية الارض في العراقيب قبل قيام اسرائيل بتهجير عشيرة العقبي؟؟ وكيف كا نت الحياه تسير في العراقيب .. من زراعه... ومياه شرب .. الخ..... وهل زرتي مسقط راسكي.. ارض العراقيب في الاونه الاخيره؟‪
*الحاجه ام احمد:
كان لنا في العراقيب بوايك[ البايكه:بيت مبني من الطين والقش] كبيرة وكثيرة،وكان هرَّاب وابار للمياة.
فكان يحد ارضنا من الجهة الغربية ارض الباطل،ومن الجنوب العلامات،ومن الشمال ارض ابن قاسم(علامات) وارض المغيربي،ومن الجهة الشرقية الفخاري.
ارض العقبي ثشمل ارض القرشة وابن صبيح وابن فواز.
وكان الملاحي وقسم من الطورة والزوايدة وابن بري وابو صيام من عشيرة العقبي،ويشاركهم ابي في الارض.
وكانت اغلبية الزراعة قمح وشعير،وكان ابي يقرض البذار[ بذور الزراعه] لابناء عشيرته ويعيدوة لة بعد موسم الحصاد.
وكان شخص اسمة ابو دلقة يعمل عندنا و يزرع في السدِة كل انواع الخضروات الصيفية .
وكنا نشرب المياة من الهراب[ الابار] والبئر في العراقيب،وكانت وقتها المياة وافرة ومتوفره.
وكان ايضا سليمان المداغمة(ابو القعيص) ملاكا فقد اشترى ارض من العقبي.
وكانت حالتة متيسرة.وقد كان سلمان الملاحي ملاكا ايضا في العراقيب فقد اشترى ارض من العقبي.وايضا شحدة ابو صيام ابو خليل اشترى ارض من العقبي.
ووقت الانتداب البريطاني تنازل ابي عن المشيخة لابنة الحاج ابراهيم ابو سعيد،
وقد عين ابي الحج محمد العقبي وهو شيخ العشيرة اّنذاك اربع اعضاء من العشيرة معة لحل الامور وهم:
1.سالم ابن صبيح العقبي 2.سالم الفوازين العقبي 3.سلمان الملاحي
4.سليمان المداغمة (ابو القعيص).
ومن بين الكثير من الروايات التي تتذكرها الحاجه ام احمد تروي رواية على لسان اخيها ابراهيم،انة في احد الايام قام بضيافة الشيخ ابراهيم
سليمان المداغمة ابوالقعيص ،وبعد العشاء خرج سليمان ابو القعيص ليعدي الشيخ ابراهيم وكانت ليلة قمرة،وجلس الاثنان على الطريق وكان الزرع طويلا ،وفجأة خرج من الزرع ثعبان كبير رافع عنقة ومتوجها نحو اخي ابراهيم من وراء ظهرة،فقال سليمان ابو القعيص ،لا تتحرك يا ابو سعيد وراك دُودة كبيرة،وسحب سيفة وانقض على الافعى وقطع راسة.
كان الناس في العراقيب يعيشون حياة سعيدة،حرة على ارضهم ووطنهم،ويزرعون ويفلحون،وبالرغم من القليل فكان الناس سعداء،يعيشون حسب العادات والتقاليد والشريعة،واخلاق عظيمة.
بعد الحكم العثماني كانت فترة الانتداب البريطاني،وقد صعَّب البريطانيون المعيشة على البدو. و منعوهم من حمل السلاح حتى انة كان يحكم احيانا على من يجدو بحوزته بندقية بالاعدام.و ما اذكره انهم منعو ايضا البدو من زراعة التبغ "الدخان".ومن الجدير بالذكر ان الناس كانت واعيه لحقيقة انه في الفترة التي سبقت عام 1948 كان هنالك وجود لبعض سماسرة الارض من من يشترون الارض من البدو لكي يبيعوها اليهود. ولكن ايضا في تلك الفتره بدأت المضايقات على البدو تزداد من قبل فرق الهاجانا (جنود يهود). وعندما نشبت الحرب عام 1948 كانت حرب قاسية وفوضى لم يعرف الناس مثلها من قبل،فتشتت الناس وعمت الفوضى في كل البلاد. فانقسمت عشيرة العقبي ثلاثة أقسام، حيثُ نزح أخي سالم ومعه العديد من العائلات إلى منطقة الفخارة، وبقي أخي سليمان في العراقيب، ومعه قسم من العائلات، أما أخي إبراهيم فكان قد جمع شباباً، واشترى لهم السلاح من مصر، وبدأ بتنظيم مقاومة مسلحة في  أرضه زحيليقة الواقعةِ بالقرب من قرية الكوفخة غربي النقب.
‬3.سؤال : حدثينا عن ارتباطكي وزواجكي بالشيخ سلمان الهزيل وعن دور الشيخ سلمان عام 1948 في مساعدة البدو وخاصة انكي كنتي انذاك وما زلتي شاهدة عصر على ماجرى من احداث؟...ماذا جرى في عام1948 وخاصة عندما حاولت قوات الهاجاناه الاسرائيليه تشريد و ترحيل الناس‪
*الحاجه ام احمد :
في نفس السنة اي العام 1948، تقدّم الشيخ سلمان الهزيل لأخي سالم طالباً يدي ، فوافق أخي. وكانت حينها أوضاعٌ صعبة للغاية. وأذكر أنني ركبت في هودجِ جمل خاص بطقوس الزواج البدوي الاصيل، ولم تكن بهجة فرح لأن الظروف السائدة كانت كئيبة وحزينة وقاسية، حيث ألقت الحربُ بظلالِها على الجميع. كان الشيخ سلمان الهزيل متزوجاً بالعديد من النساء، وكان الشيخ سلمان الهزيل ذا صيتٍ وشهرة عظيمة في النقب قاطبة. في تلك الفترة نزحت عشيرة الهزيل الى منطقة عوجان في النقب بسبب ظروف الحرب، ومعهم الكثير من العائلات التابعة لها. وأذكر أننا بقينا حوالي أسبوعين في تلك المنطقة. ثم بدأ الشيخُ سلمان الهزيل برفقة أبنائه 'جدّوع وسلامة وسلطان' يمتطون خيلهم بعد العشاء ويذهبون إلى كيبوتس 'شوفال' للتفاوض على امكانية العوده الى ديارهم، وكان بيتُ الشيخِ سلمان في منطقة 'خربة زبالة' وبعد ان تم احتلاله من قبل الجيش الاسرائيلي تحوّل إلى معقل لقيادة الجيش، وعيادة للجرحى والمصابين من الجيش، ومخازن للذخيرة. استمر الشيخُسلمان الهزيل يفاوض القيادة مدة شهرٍ تقريباً، وفي النهاية وافق الجيش الاسرائيلي على اخلاء بيت الشيخ وعودةِ الشيخ وعشيرته وكل القبائل التي التفت حوله إلى منطقة 'خربة زبالة'، 'وهم غالبية سكان مدينة رهط في الوقت الحالي'. وأذكر من بين هؤلاءِ كانت عائلة الجاروشي (الجواريش) التي تسكنُ منطقة الرملة اليوم. 'والفضل في ذلك يعود للشيخ سلمان الهزيل الذي لولاه لهُجّرت العديد من العائلات'. وفي تلك الأيامِ واصل الجيشُ الاسرائيلي إرهابَ الناس بإطلاق النار والقتل والتخريب وغير ذلك من الوسائل التي كانت تهدف إلى تهجيرهم عن أرضهم.وقسم من العائلات خافوا على حياتهم ورحلوا. وأذكر حينها أنهم توجّهوا لأخي سليمان وعشيرتة وعشيرة الطلالقة وشيخها عامر ابن طلاق وعشيرة الافينش وشيخها محمد الافينش وأمروهم أن يرحلوا عن أرضهم إلى منطقة حورة، ووعدوهم أن يعطوهم مالاً مقابل ذلك، ويمدوهم بالماء ويمّلكوهم أرضاً في حورة، لكنهم رفضوا، فألحّوا عليهم وزادوا في مضايقتهم. ثم بدأ الشيخ سلمان الهزيل حينها يتنقل بين هذة العشائر، ويطلب منهم ألا يتركوا أرضهم ويقول لهم 'نموت في أرضنا أشرف لنا من تركها'. ثم ذهب إلى أخي سليمان العقبي في العراقيب وقال له في ساعةِ عصر "افرش لنا في ظل البايكة. الرجل في بلادة ذيب وفي بلاد الناس حصيني ،وشوف ما اجمل ظل بايكتك،لا تترك ارضك يا سليمان فرّد عليه أخي قائلاً: إن الضابط الصهيوني 'أبراهم شيمش' لم يكتفِ بالترهيب الذي يمارسه على القبائل في محيط العراقيب، بل يريد أن يبتزّهم ليدفعوا له أموالاً طائلة مقابل أن يتركهم وشأنهم'. فقال الشيخ سلمان الهزيل: 'أنا أعطيك المال الذي تريد، وكل من يريد من عشيرتك، وردوه[ اعيدوه] بعد أن تهدأ الأوضاع، ولكن لا تغادروا ارضكم'.ومن الجدير بالذكر كما تذكر وتسرد الحاجه ام احمد ان الشيخ سلمان الهزيل عندما كان يسمع ان احد البدو يريد بيع ارضة,كان يذهب الية ويشتري الارض منة قبل ان تباع لسماسرة الاراضي الذين يبيعو الارض لليهود.وقد احتفظ الشيخ بجميع تلك السندات[ سندات ووثائق الارض] عندي ومازالت عندي.
في ربيعِ سنة 1949 وفجأة ودون سابق انذار طوَّق الجيشُ الاسرائيلي جميع القبائلِ، وكان ذلك بعد عودتنا بثلاثة أشهر. وهاجم بيوتَ الناس في ساعات الفجر، واشتركت في الهجوم 'جيبات' عسكرية ودبابات مجنزرة. وأذكر أن الجنودَ اليهود كانوا يلبسون مناديل 'الشماغ'، فأخذوا الشيخَ وأولادَه ووضعوهم[ احتجزوهم] في إحدى المخازن التابعة له. وبعد طلوعِ الشمسِ رأيت بعيني مشاهد فظيعة. لقد جمعوا أعداداً هائلةً من الرجال من كل القبائل، ولكن السواد الأعظم كان من عشيرة العلامات، وأذكرُ أنه كان من بينهم أخي سالم العقبي رحمه الله، ووضعوهم جميعاً بجوار المقبرةِ القريبة منا. وكانوا قبل ذلك قد حفروا حفرةً كبيرةً بجوارنا. ووقفَ الناس في صفوفٍ طويلةٍ في مشهد يعجز الإنسانُ عن وصفه، لما يحمل من ظلم وفظاعة. ثم صوَّبوا نحوهم 'البرنات' (أسلحة رشاشة)، وفي هذا الوقتِ أحرق اليهود بيوتاً لعائلة أبو هاني. وسارعت يومها النساء لطلي وجوههنَّ بالفحمِ والرماد خوفاً من أن يتعرض لهُنَّ العسكر. وكان الرجالُ قد سُحبوا من بيوتهم فجراً. وتواصل الحاجه ام احمد قائلةً: 'ما حصل للناس لم يحصل لأحد'. وفي الساعة الحادية عشر ظهراً، بعث الشيخ سلمان الهزيل ابنة الصغير طلب على وجه السرعة إلى زئيف (زئيف طاوبِر) الذي كان مختار كبانية شوفال المجاوره لعشيرة الهزيل. ولما حضر زئيف ورأى المشهد، عاد راكضاً إلى الكبانية واتصل بقيادة الجيش. وبعدها بساعتين أطلق سراح المحتجزين من طوابيرِ الناس. فشعر الناسُ بأنهم بُعثوا من جديد، لأنهم أيقنوا بالموت قبيلها بقليل. وبعد هذه الحادثة فرّ الكثيرُ من الناس إلى خارج الحدود خوفا من اليهود. وتقول الحاجة ام احمد انني اريد ان أُكد هنا وللتاريخ ا نه : غير صحيح ما يُقال او اشيع من كذب أن الشيخ سلمان حرّض على طردِ هذه العائلات، بل على العكس هو كان سبباً في بقاء الكثير منهم'.
أما أخي إبراهيم العقبي ،الذي تعلم في اسطنبول ومعة صديقة الحاج ابراهيم الصانع.فعزم [ابراهيم]على المقاومة وعدم الرضوخ واصر على مقاومى العصاباتِ الصهيونية ، وفي سنة 1948 كوَّن أخي إبراهيم وحدة من شباب العائلة وجيرانهم في زحيليقة، للمقاومةِ المسلحة، فذهب الشيخُ سلمان إلى اخي إبراهيم، وحاول إقناعه بالتخلي عن القتال والتفاوض[ بسبب ان اليهود كانو ا مسلحين باسلحه كثيره وحديثه والمواجهه غير متكافئه معهم بسبب عددهم وعتادهم] ، وذلك لأنَّ الشيخ يريده أن يبقى في أرضه ولا ينزح عنها. ولكنَّ أخي لم يوافق على ترك المقاومة، ورفض الاستسلام، فعاود الشيخ سلمان وقال له 'إنه لا قدرة لنا أن نحارب دولة، فلنحاول بالسياسة والعقلانية'، فرفض إبراهيم وأصرَّ على مواصلة طريقه، واستمرّ يقاوم حتى الثالثِ والعشرين من رمضانَ عند ساعةِ السحور، حيثُ هجمت عليهم قواتٌ كبيرةٌ من الدبابات، فأصابوا مدفعاً كان عليه حصيني وعطّلوه، وقُتل في المواجهة رجلٌ يدعى أبو الحصيني، وبنت أختي عائشة وامها فايزة، وأصيب حسين العقبي بجروحٍ خطيرة، وأذكر أنه من بين الذين كانوا معه ابنه سعيد وكان حينها شاباّ ً، وكذلك كان موسى العقبي على البرن.وقد دفن الاموات الشيخ موسى ابو شنار. في تلك الفترة أيضاً نزح الشيخ حرب أبو رقيق من أرضهِ لكثرة المضايقات، ونزح إبراهيم الصانع إلى منطقة 'الرهوة'،عام 1951 تقريبا وعاد بعد فترة الى عربة ، وقد ساهم الشيخ سلمان في عودته.
ومن الجدير بالذكر كما تسرد الحاجه ام احمد ان القيادة المصرية المتواجده انذاك[1948] في بئر السبع اجتمعت مع الشيخ سلمان الهزيل وطلبو منة ان يمد لهم يد المساعدة فوافق الشيخ سلمان على ذلك وطلب منهم تزويد البدو بالسلاح اللازم لمواجهة اليهود .وقد وافقت القيادة المصرية على ذلك بان يسلموا للشيخ الهزيل سلاحا كثيرا بما في ذلك مدافع ومجنزرات وغيرة من الاسلحة الثقيلة ،وقد كتبت تلك المعاهدة وختم عليها الشيخ والقيادة المصرية .ولكن طال انتظار تلك الاسلحة،ولم تقوم القيادة المصرية بما تعهدت بة ، لابل انسحبت وتركت البدو لمصيرهم.و لاحقا عرف اليهود عن تلك المعاهدة بين القيادة المصرية والشيخ سلمان واجبروا الشيخ على تسليمها لهم.وقد كانت تلك المعاهدة محفوظة عندي مع كل وثائق الشيخ. تميزت تلك الفترة بظاهرة التشتت والضياع، فقسم من العائلات نزح إلى غزة، ومنهم أخي إبراهيم ومن بقي معه، وقسم نزح إلى الأردن ومنهم أخي الحاج أحمد.واريد ان اوضح لكل من يريد ان يعرف الحقيقة،انة لو لم يكن الشيخ سلمان الهزيل فلم يبقى بدوي في شمال النقب،فهو الذي كان من وراء ثبات البدو في النقب الشمالي.وقد روى لي الشيخ سلمان عن ضيافة الملك عبد اللة الاول وحفيدة الملك حسين رحمهم اللة، في قصرة الواقع في خربة زبالة شمال النقب.وفي عام 1977 ماتت الملكة علياء رحمها اللة في حادثة الطائرة.وقد ذهب الشيخ سلمان ليعزي الملك حسين في الاردن،وقد استقبل في الاردن استقبال الملوك،وحل ضيفا على بعض شيوخ الصخور والحويطات.وفي نهاية زيارتة للاردن طلب من الملك حسين ان يفتحوا الطريق لكل من يريدالحج من فلسطين المحتلة،وكان لة ذلك.فقد لبى الملك حسين طلبة ،واذكر انة بعد عودة الشيخ بفترة خرج اول حجاج لبيت اللة من فلسطين ،وحتى اليوم الطريق مفتوح .ويعود الفضل بذلك للشيخ سلمان الهزيل الذي كان ذلك طلبة الوحيد والمهم.
وتشدد الحاجه ام احمد اخر زوجات الشيخ سلمان الهزيل والوحيده التي ما زالت على قيد الحياه ان الشيخ سلمان الهزيل قد قام ب مهام كثيرة من اجل الامه،ويجب ان يذكرها كل مسلم صادق امام اللة.فمنها للمثال لا للحصر : قامت قيادة الجيش الاسرائيلي بطلب من الشيخ سلمان الهزيل ومن الشيخ جبر معدي شيخ الدروز وقتها، ان يختمو على التجنيد الاجباري للبدو واخوانهم الدروز،فرفض الشيخ سلمان الهزيل رفضا باتا بان يلبي طلبهم،وقد قال لهم انة لا يختم على شئ يربط مصيرهم مع الجيش، ومن يريد ان يذهب للجيش فليفعل ذلك بارادتة وليس بختم مني.فقد كان الشيخ سلمان رحمة اللة والدا وقائدا وحكيما،بالرغم انة لم يتعلم ،كان كل ما ينطق بة حكم .فكان في المجالس اذا نطق استمع لة كل من في المكان ولو كانو الفا.وقد عين في زمن البريطانيين كرئيس محكمة القضاء العشائري .فكان ذو خبرة كبيرة في القضاء العشائري، وقضائة ساري المفعول على الجميع!!
‬4. سؤال : حاجه ام احمد: هنالك سؤال مهم ما زال الكثير من الباحثين والناس يبحثون فيه وهو ان الناس في" سنة الكسرَّه" عام 1948 الذين هَجُوا وهججتهُم اسرائيل صاروا يعاودوا ويتسللوا الى بلادهم في النقب وفي كُتب التاريخ ذُكر ان اسرائيل ارتكبت مجا زر بحق هؤلاء المتسللين :: هل لكي ان تحدثينا عن احداث سمعتي بها او مجا زر ارتكبها الجيش بحق المتسللين؟؟ واين في النقب؟؟‪
*الحاجه ام احمد:
كما ذكرت من قبل فالحرب كانت قاسية شتت الشمل واصبح كثير من العائلات مقسمون,قسم في غزة وقسم في الضفة الشرقية،فكان النازحون يتسللون ليلا بكثرة،من غزة الى الاردن،ويمرون ليلا من وادي تل النجيلة او تل الشريعة،فحصل ان الجيش الاسرائيلي قبض على كثير منهم فكانوا يدَّعون أنهم من عشيرة الهزيل، فيأتي الجيش بهم إلى الشيخ ويسأله عنهم، فيقول الشيخ: نعم إنهم من أبناء عشيرتي، لكي يخلّصهم من قبضةِ العسكر. ثم يبعث معهم من يوصلهم الى الحدود ليلاً لكي لا يصيبهم مكروهٌ في الطريق. في الوقتِ نفسه قبض الجيشُ على الكثير من المتسللين، واقتادهم إلى تل النجيلة، وبعد أن أخذ منهم كلَ شيءٍ، أطلق النار عليهم، وأذكر أن أحدَهم قالَ إنه شاهد في تل النجيلة أكثر من ثلاثين جثةٍ بينهم نساء ورجال'.وقد ذكر على لسان احد اولاد الملاحي انة شاهد في مغارة كبيرة في منطقة خويلفة في ارض العلامات القريبه من جبال الخليل،جثث كثيرة لنساء واطفال ورجال قد قتلواعلى يد الجيش الاسرائيلي عند محاولتهم التسلل الى الضفة.واذكر ان محمد ابن سلمان الملاحي حج بيت اللة في سنة 1981 معي.ويذكر ايضا ان بعض من رجال العلامات وابو لطيف حسين ابو ابراهيم وبعض من الطورة كانو يحرثون في ارضهم فجمعهم الجيش في سيارة واخذوهم الى بائكة ابن قاسم القواسمة واطلق عليهم النار،والبعض يقولون ان من اطلق النار عليهم رجل يهودي كان يسكن في كيبوتس مشمار هنيقب يدعى موسى العير.  تروي الحاجة أم أحمد هذه الذكريات الأليمة والشهادة التاريخية، وهي تؤكد لنا: 'إنّ على الإنسانِ الذي يسرد تاريخ المنطقة أن يكون صادقاً ودقيقاً فيمايقول ويشهد به أمام الله'.وليس ان يكون حاقدا وملئ غيرة، وبدل ان يقول الصدق عندما يروي حكاية تاريخية.فمن العيب على الانسان ان لا ينطق بالصدق .فقد روى بعض من يسمون انفسهم اليوم في النقب بالشيوخ ،الاحداث ورووا ان احد الشيوخ[ دون ان يذكروا اسمه] قد ساهم في ابقائهم في النقب او ساهم في اعادتهم بعد ترحيلهم ،ومن شدة الغيرة ونكران ا للجميل لم يستطيعوا ان يقولوا الحق بالقول ،بان من انقذ وابقى الجميع في وطنهم هو الشيخ سلمان الهزيل.
‬5. سؤال : كيف كانت حياتكُم في حقبة الحكم العسكري الاسرائيلي[1948…1967]؟‪
* الحاجه ام احمد:
كانت الظروف قاسية جدا فكان دائما فرض منع تجول،وعلى الرجال ممنوع التحرك والعمل في الارض او خارج العشيرة بدون تصريح،وكان الحصول على تصريح امرا صعب جدا.وقد ضاقت الاحوال بالناس،وصعبت الحياة والمعيشة،ومن يجرا على التحرك كان الجيش لة بالمرصاد،ياخذوة الى السجن.فكان الكثير من الناس متعلقة امالهم وحياتهم في الشيخ سلمان،فكان يمكث اياما في البحث عن السجناء ويحاول التوسط لهم واخراجهم من السجن،ولانة الوحيد الذي كان يتحرك فكان يقضي اغلبية حاجيات سكان عشيرتة وغيرهم.وكان الشيخ رؤوف حنون فكان يساعد المحتاج ويقضي حاجتة .
وتروي الحجه ام احمد قصه اليمه من فترة الحكم العسكري وهي قصة الفتى طلب ابن سليم بركات الهزيل،فكان يبلغ من السن 14 عاما وكان يرعى مع غنمهم،ففاجئتة الشرطة العسكرية الاسرائيليه التي تدعى وقتها "ميم صادق"،كانت الشرطة مسؤولة عن منع التجول عند البدو،فبدا طلب بالهروب الى جهة بيتهم في العشيرة والشرطة تطاردة بالكمنكر وقبل ان يصل البيت وقع من شدة الحر ميتا لانة ركض مسافة طويلة.
‬6. سؤال : حدثينا عن حياة المرحوم الشيخ سلمان الهزيل وكيف كان برنامجه الحياتي اليومي؟؟….‪
*الحاجه ام احمد:
كان الشيخ سلمان رحمة اللة والدا وقائدا وحكيما،بالرغم انة لم يتعلم ،كان كل ما ينطق بة حكم .فكان في المجالس اذا نطق استمع لة كل من في المكان ولو كانو الفا.وكما ذكرت ان الشيخ سلمان الهزيل عندما كان يسمع ان احد البدو يريد بيعارضة,كان يذهب الية ويشتري الارض منة قبل ان تباع لسماسرة الاراضي الذين يبيعو الارض لليهود.بالرغم من ان الدولة اليهودية تاخذ اليوم كل ما تريد من اراضي الناس سوائاّرضيوا او لم يرضوا.(غصباّ).كما ذكرت من قبل كرّس الشيخ سلمان الهزيل في سنة النكبة كل جهدة ووقتةوحكمتة في التفاوض مع قيادة الجيش الاسرائيلي لكي نعود الى ارضنا ووطنا.وقد نجح بعد مفاوضات طويلة.واستطعنا العودة مع كثير من الناس الذين التفو حولة الى خربة زبالة موطن عرب الهزيل،وكانت البداية صعبة جدا فقد مارس الجيش كثيرا من الطرق الارهابية لكي يخيفوا الناس لكي يترك الناس ارضهم ،وقد حاول الشيخ سلمان بقدر ما استطاع لكي لا يتركو الناس ارضهم.فقد كان كما ذكرت يتنقل بين شيوخ العشائر آن ذاك ويحاول ان يقنعهم بان لا يتركو ارضهم مهما كلف الامر وان لا يخافوا ،وكان يقول لهم الموت على ارضك اشرف واكرم لك من كل شئ. وكان يقول لهم ان اليهود يحاولون الآن تخويفنا بكل الطرق،فعلينا ان نصمد ولا نخاف ،واخيرا عندما يرو اننا لا نتخلا عن ارضنا سيتركونا وشأننا .ومن سمع للشيخ وقتها بقي فعلا على ارضة،ومن كان خوفة شديد رحل.وكان الشيخ رؤوف حنون فكان يساعد المحتاج ويقضي حاجتة حتى انة اعطى كل صاحب بيت قطعة ارض لكي يزرعها ويعتاش منها،وكان يفضل ان يعطي المحتاج قبل ان يعطي احد اولادة.وكان مشهور بالعدل والقصاص والنخوة للمحتاج.وقد كانت حادثة مشهوره وهي ان تعدى رجلان من عشيرتة على مراة من المتسللين ،ووصلت المراة بيت الشيخ واخبرتة بما حصل،فعلى الفور تم القصاص واعيدة حقوق المراة لها، وابعد هذان الرجلان عن العشيرة،والمقصودين في هذة القصة معروفين تماما.وقد كان ديوان الشيخ(الشق)من ساعات الصباح مليئا بالناس،فقد التف حول قصر الشيخ ،الآلاف من الناس،معظمهم من سكان رهط اليوم،وبعضهم في حورة واللقية.لان مجرد قربهم من قصر الشيخ كان يعطيهم الشعور بالامان والطمأنينة.فكان الرجال يقضون معظم يومهم في الديوان لانهم يشعرون بالامان عند الشيخ .وكان الشيخ يجلس مع الناس كل اليوم لكي يشعرهم بالامان،ويستمع للجميع ويحل مشاكلهم،ويذهب بنفسه ليحضر لهم من فقد،وكان يتنقل بين مراكز الشرطة لكي يفتش عن من اعتقلة الجيش ولا يعرف اثرة،حتى ان يعيدة لاهلة.وكان يعطي كل محتاج حاجتة ،بدون أي حساب فقد وزع الكثير من المال على المحتاجين.وقد وزّع ارضة بين الناس لكي يعتاشوا من زراعتها ،فكل معيشة الناس كانت تعتمد بالاساس على زراعة الارض .فكانت الزراعة مصدر المعيشة الوحيد اّنذاك.كان الشيخ سلمان الهزيل رئيس المجلس العشائري الذي عين من قبل دولة الانتداب البريطاني بعد ان رفض هذا المنصب الحاج محمد العقبي وقال من يلائم لذلك هو الشيخ سلمان الهزيل لعرفة وحكمتة في القضاء البدوي ،ومن الاعضاء الذي ذكرهم كان:1.الشيخ حسين ابوستة 2.الشيخ فريح ابو مدين 3.الشيخ حمد الصانع 4.الشيخ سلمان ابو ربيعة 5.الشيخ عيد بن ربيعة 6.الشيخ حسن ابو جابر 7.الشيخ جدوع الاعسم 8.الشيخ موسى ابو شنار 9.الشيخ فريح المصدر 10.الشيخ حسن العطاونة.11.الشيخ ابراهيم الصانع 12.الصوفي ، وغيرهم مما لا اذكر الاسماء.
و تذكر الحاجه ام احمد ان الشيخ سلمان روى لها قصة مفادها : ان المندوب السامى البريطانى فى فلسطين اجتمع بمشايخ عربان النقب فى سراىي الحكومة فى مدينة بئر السبع قبل انتهاء الانتداب البريطانى عام1948 بأيام قليلة,واقترح عليهم ان يطالبوا الحكومة البريطانية بتمديد الانتداب مدة عشر سنوات,مقابل كتابا الى الحكومة انشاء دولة عربية بدوية فى النقب وقال : " نعرض عليكم ان توجهوا لبريطانية فى لندن تطلبون فية تمديد الانتداب مدة عشر سنوات اخرى , فاذا فعلتم تعدكم بانشاء دولة بدوية لكم فى النقب. وفى ختام العشر السنوات نسلمكم دولتكم و نربطها بالكومنولث البريطانى ونعقد معها معاهدة لحمايتها وضمان امنها"وقد حضر هذا الاجتماع كثيرا من شيوخ النقب اذكر القليل منهم:
الشيخ حسين ابوستة
الشيخ موسى ابو معيلق
الشيخ فريح ابومدين
الشيخ حمد الصانع
الشيخ سلمان الهزيل
ومما يسترعى الانتباه ان المشايخ رفضوا العرض رفضا قاطعا دون ادنى مناقشة لة حتى ان بعضهم خرج من قاعة الاجتماع دون استئذان, احتجاجا على مجرد طرح الفكره عليهم . وكان سبب رفضهم للعرض انهم اعتبروه مجرد مناورة بريطانية لصالح اليهود . كما كان الشيخ متخصصاّ في الطب العربي فقد اشتهر جداّ في الاشفاء من مرض، يعرف بعرق النساء،فقد استقبل الكثير من المرضى وعالجهم وقد شفيو بقدرة اللةوكان يعالج الناس مجانا ويقول هذا لوجة اللة.وقد كان يذكر لي كثيرا تقديره الكبيرلشيوخ الاردن من الصخور والحويطات.
‬7. الحاجه ام احمد: في نهاية المقابله نشكركي شكرا جزيلا على الصبر والزمن الطويل التي منحتيه لنا في هذه المقابله ونتيح لكي الفرصه ان توجهي كلمه او نصيحه للناس وماذا تتمنين اطال الله عمركي...... كلمه حره قولي ما تشاءين قوله::‪
*الحاجه ام احمد :
اتمنى الهدى والايمان للمسلمين،وان يهدي اللة جميع امة محمد صلى اللة علية وسلم الى مايحب ويرضاة،وان يحقق امنية كثير من المشردين بالعودة الى اوطانهم وارضهمفي فلسطين. وتعم السعادة والوفق كل بيت مسلم.