أحدث الأخبار
الاثنين 27 كانون ثاني/يناير 2025
رام الله..فلسطين : أسرى محررون يسردون معاناة وظروف الأسر: "خرجنا من مقابر الأحياء"!!
25.01.2025

وجه الأسير المحرر محمد العارضة رسالة للرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت، داعيا إياه إلى التدخل لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.وقال في حديث له بعد تحرره من سجون الاحتلال "يا رئيس أكبر دولة في العالم، يا سيد دونالد ترامب، حل مشكلة الشعب الفلسطيني. حط حالك محلنا، أنت رجل قوي، هل تقبل لأحد أن يُهين شعبك أو يذله!؟".وشدد على أن الفلسطينيين "أكثر شعب مسالم، فهو يريد السلام والحرية، ولا يرغب في قتال أحد".ووجه العارضة الرسالة ذاتها إلى قادة العالم قائلا لهم "أنصفوا الشعب الفلسطيني، وأوجدوا حلا لقضيته".وأشار إلى أنه "بدون إيجاد حل عادل لهذه القضية لن يكون هناك سلام، بل سنظل ندور في دائرة العنف".والأسير العارضة (43 عاما) من بلدة عرابة جنوب مدينة جنين، وهو معتقل بالسجون الإسرائيلية منذ العام 2002، إذ كان محكوما بالسجن ثلاثة مؤبّدات و20 سنة، وكان من بين 6 أسرى تمكنوا من تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع" بعملية نفق الحرية عام 2021، قبل أن يُعاد اعتقالهم.وبينما كان يهم بمغادرة رام الله إلى بلدته فور الإفراج عنه، ويبدو على جسده التعب والهزال، قال العارضة "الأسرى في ضغط كبير، ويعيشون أوجاعا وآلاما كبيرة".وأضاف أن "معاناة الأسرى لا يمكن أن يتصورها أي إنسان، فهم يعيشون ظروفا سادية وقهرية لم يعرفها التاريخ، ومع ذلك معنوياتهم صلبة".ودعا العارضة، الإعلام إلى تسليط الضوء على قضية الأسرى ومعاناتهم. وأعرب عن ثقته في أن "معاناة الأسرى ستنتهي (يوما ما)، ويعود الأمن والسلام"، لافتا إلى أنه كان على يقين بأنه سيتحرر يوما ما.ووصف الأسير محمود سامر جبارين من مخيم جنين الذي اعتقل في 4 شباط/ فبراير 2019 وحكم بالسجن 10 سنوات، السجون الإسرائيلية بـ"مقابر الأحياء".وقال "أمضيت 7 سنوات في السجون الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن "فترة الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة كانت الأصعب جراء سياسة التنكيل والضرب والإهانة".وأضاف "المعاملة سيئة، كنا منفصلين عن العالم كله، سحبوا كل شيء منّا، كلنا تعرضنا للضرب والتعذيب إضافة إلى شح طعام. لم يرحموا عجوزا ولا طفلا ولا مريضا".وأردف جبارين "كانت قوات خاصة إسرائيلية تقتحم غرف الأسرى عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل وتنكل بهم، ترشهم بالماء البارد، وتطلق قنابل الغاز المسيل للدموع دون سبب".وتابع "نضرب ونتعرض للشتم والإهانة ونوصف بألفاظ نابية فقط بمزاج الجنود"، وبيّن جبارين أن "غرفة الأسرى لا تتعدى 12 مترا مربعا، يعيش فيها 12 أسيرا بلا فراش".وقال "كان يوجه لنا كلام جارح، ويقولون لنا ’أنتم يجب أن لا تعيشوا، يجب أن تقتلوا، يجب أن ندوس عليكم’".ووجه جبارين الشكر لكل من ساهم في الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، وقال "أود أن أعود اليوم لبيتي في مخيم جنين، ولكن علمت أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية عسكرية فيه، أسال الله أن يمن علينا بالفرج".
"الخروج من القبور المظلمة"
وبكلمات يختلط فيها الأمل مع الألم، وصف الأسير المحرر محمود بشارات من بلدة طمون بمحافظة طوباس، خروجه من السجن بعد 10 سنوات قضاها في السجون الإسرائيلية بأنه أشبه بـ"الخروج من القبور"، حيث كان محكوما بالسجن لمدة 22 عاما.وساردا المعاناة التي عايشها بسجون إسرائيل، قال بشارات "أمضيت 10 سنوات في السجن، خرجت اليوم من القبور المظلمة، كنّا في قبور لا قرار لها، عشت الجوع والقهر والإهمال الطبي".وأضاف "لست قادرا على وصف فترات الجوع القاسي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لم ننم يوما إلا جوعى، لم يمض يوم دون خوف وضرب وتكسير".وقال بشارات "بفضل الله لم أتعرض للكسر، ولكن العشرات من رفاق السجن أصيبوا بكسور جراء الضرب المبرح على كل مكان في أجسادنا".وتابع "لا يمكن وصف حال الأسرى، يعيشون في قبور حقيقية، يعانون من كل شيء، لا يوجد شيء في السجن غير سيئ".وأردف بشارات "الوضع في السجون يحتاج إلى وقت طويل للحديث عنه، في كل لحظة قصة ومعاناة وحكاية".ووجه رسالة لأهل غزة والفصائل الفلسطينية قائلا "لا نستطيع أن نوفي حقكم، أسال الله أن يرحم شهداءكم، ويشفي جرحاكم، أنتم أهل التضحية وأنتم شعلة الثورة".وتابع "رغم أننا اليوم بين أبناء شعبنا إلا أن الفرحة لا تكتمل إلا بتبيض السجون الإسرائيلية".
"تنسمنا الحرية رغما عن الاحتلال"
وقال الأسير المحرر خليل مسلم براقعة إنه تنسم الحرية رغم عن الاحتلال، مضيفا "حكم علي بالسجن 20 مؤبدا وأمضيت منها 20 سنة، واليوم أنا حر وكسر قيدي بفضل المقاومة".وجلس براقعة بجوار شقيقاته في مجمع رام الله الترويحي، وقال "الحمد لله أولا الذي أنعم علينا هذا، ونشكر أهل الفضل في قطاع غزة الذين عملوا على هذه الصفقةوتابع "نقول لغزة أنتم أهل الصبر ولكم الأجر والشكر، نترحم على الشهداء"، ووصف براقعة الأوضاع في السجون الإسرائيلية بـ"الصعبة للغاية وخاصة في الفترة الأخيرة".وأشار إلى وجهه قائلا "وجوهنا تدل على المعاناة والتنكيل الذي تعرضنا له، فقدنا الكثير من أوزاننا جراء التنكيل والضرب والتجويع".لكن المحرر يقول "إيماننا بقضيتنا وعدالتها والتفاف شعبنا حولنا كان عونا لنا، نحن أصحاب حق".وبيّن أنه "يعاني من أمراض عدة وتضاعفت في السجن". وبدى براقعة، نحيلا يتّكئ على من حوله، غير أنه يقول "اليوم نعيش سعادة كبيرة، كسر القيد، ونحن بين الأهل في الوطن".وأشار إلى أن الأسرى في السجون الإسرائيلية "يعانون ظروفا صعبة وينتظرون أن تتحقق حريتهم".
"جوع ومرض وإهانات"
وذكر الأسير المحرر بهاء عويسات من بيت لحم الذي أمضى 9 سنوات في السجون الإسرائيلية والمحكوم بالسجن 14 عاما، أن "السلطات الإسرائيلية نكلت بالأسرى الفلسطينيين حتى الساعات الأخيرة قبل الإفراج عنهم".وأضاف "تعرضنا للجوع والمرض ولأبشع الإهانات بشكل يومي، وحتى الساعات الأخيرة في السجن. الأربعاء الماضي قمعتنا وحدات خاصة إسرائيلية ونكلت بنا وأدخلت علينا الكلاب واعتدت عناصرها علينا بالضرب".وتابع عويسات "في المقابل كتائب القسام عاملت الأسرى لديها بكل إنسانية، ولكن هذا الاحتلال عبارة عن مرتزقة".وقال "رسالتي بعد الجوع وسنوات السجن، بأن المقاومة وعدت وأوفت، أُفرج عنا رغما عن الاحتلال، وعدنا الشهيد يحيى السنوار وأوفى".وأضاف عويسات "شكرا غزة، شكرا لكم قدمت الغالي ضحيتهم بعائلاتكم وبيوتكم من أجل الكرامة، من أجل رفع الحصار ومن أجل القدس والأسرى".بمشاعر غامرة بالفرح، عاد الأسير رامي النجار (35 عاما) إلى قطاع غزة، حيث اجتمع المئات في مدينتي رفح وخانيونس لاستقبال الأسرى المحررين البالغ عددهم 16 أسيرا ضمن دفعة التبادل الثانية.واعتقل النجار في العام 2015 وهو من سكان مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، حيث صدر بحقه حكم بالسجن لـ16 عاما بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي.وأعرب النجار عن امتنانه العميق للفصائل الفلسطينية قائلا "نشكر المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، ونشكر كل فلسطيني مقاوم ومجاهد".وأضاف "لولا كتائب القسام، لما حلم أي أسير بالحرية، هذه الصفقة أكبر صفقة في تاريخ الأمة، وهي بفضل الله وبفضل المقاومة".ولفت النجار إلى أن "القسام سطرت أسطورة كبيرة". وتابع "نترحم على أرواح الشهداء، مهما قلنا، لن نتمكن من إعطائهم حقهم".وشدد الأسير المحرر على أن الفصائل الفلسطينية ثابتة على الأرض، وتدرك ما تقوم.
"ولدت من جديد"
وقال الأسير المحرر محمد الملح من بلدة عين كينيا غرب مدينة رام الله والذي اعتقل في العام 1993 حينما كان في السادسة عشر من عمره وحكم عليه بالسجن المؤبد إضافة إلى 30 سنة حيث تحرر عام 1999 ثم أعيد اعتقاله في العام 2001، إنه يعيش شعورا غير عادي وكأنه ولد من جديد بعد 23 عاما من الاعتقال في السجون الإسرائيلية.وأضاف أن "أوضاع السجون أصبحت صعبة جدا بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إذ أن السلطات الإسرائيلية أدارت حربا أخرى على الأسرى، وسحبت كل منجزاتهم ومكتسباتهم التي تحققت على مدار سنوات النضال".وذكر الملح "أصبحنا نعيش على أسرةٍ من حديد، إلى جانب سياسة التجويع؛ تحديدا نوعيات الطعام السيئة تؤدي إلى إنهاك الجسد بشكل واضح".وأشار إلى سياسة الإهمال الطبي المتعمد الذي مارسته مصلحة السجون قائلا "جراء ممارسة الإهمال الطبي المتعمد استشهد عدد كبير من الأسرى في المرحلة الأخيرة".
وأردف الملح أن السجانين نكلوا بهم يوميا بشكل وحشي دون أي سبب فقط من أجل الضرب "بهدف كسر الروح المعنوية للأسير الفلسطيني".وتابع "لكن الأسرى، رغم كل ما تعرضنا له، كنا على يقين أننا في نهاية المطاف سنكون بين أهلنا وشعبنا وقد تحقق ذلك اليوم".وأضاف الملح "القضية المركزية كانت للأسرى أمام تلك الجرائم التحمل ثم التحمل لأننا سننتصر ونحتفل بهذا النصر".وعن شعوره اليوم، يقول إنه "لا يوصف، لا أستطيع التعبير، هو أمر فوق العادي، وُلدنا من جديد لم يكن لنا أفق حقيقي للتحرر على مدار سنوات الأسر، وعندما تمت الصفقة فتح الأفق".


1