أحدث الأخبار
الأربعاء 29 كانون ثاني/يناير 2025
غزة..فلسطين : العودة الى الشمال : بدء عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة..عشرات الالاف على طرق العودة..!!
27.01.2025

بدأ، منذ صباح اليوم الاثنين، تدفق عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين من المحافظات الوسطى والجنوبية نحو محافظتي غزة والشمال، وذلك بعد حل الإشكالية المتمثلة في الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهودا، التي أعاقت عودتهم يوم أمس الأحد.وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري التوصل إلى تفاهم بين الطرفين، ينص على أن تقوم حركة حماس بتسليم الرهينة أربيل يهودا واثنين من المحتجزين الإسرائيليين قبل يوم الجمعة المقبل، فضلاً عن قيامها بتسليم ثلاثة محتجزين إضافيين يوم السبت. وتضمن الاتفاق الذي جاء في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء تقديم "حماس" معلومات عن عدد المحتجزين الذين سيُفرج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، بينما سيسمح الاحتلال الإسرائيلي بعودة النازحين الفلسطينيين ابتداء من صباح اليوم الاثنين، إلى جانب تسليم قائمة بأسماء 400 شخص ممن اعتقلهم الاحتلال منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.في الإطار، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه، وفي ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الوسطاء، سيُسمح بعودة سكان شمال قطاع غزة صباح اليوم الاثنين مشياً على الأقدام نحو الشمال، عبر شارع الرشيد (طريق البحر)، الساعة السابعة صباحاً، كما سيُسمح بمرور المركبات الساعة التاسعة صباحاً عبر طريق صلاح الدين.ومنذ اللحظات الأولى لإعلان نبأ الاتفاق، بدأ النازحون بالانضمام إلى عشرات آلاف النازحين المنتظرين بالقرب من ممر نتساريم منذ السبت، الذين منعهم الاحتلال الإسرائيلي من التقدم مبرراً الإجراء بعدم الإفراج عن الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهودا، فيما سُمح لهم بالعودة صباح اليوم بعد تسوية الخلافات. وتسارعت نبضات قلب النازحين الفلسطينيين مع بدء مرور الأفواج الأولى عبر الحاجز الذي كان يُمنع الاقتراب منه حتى اللحظات الأخيرة، وقد اختلط عليهم شعور التعب والإرهاق بفعل لحظات الانتظار والتوتر بشعور الفرحة بإنهاء الخلاف والسماح لهم بالمرور، وكذلك شعور الخوف من أهوال ملامح الدمار التي سيشاهدونها خلال رحلة العودة.
وتقول النازحة الفلسطينية عبير أبو الخير إنها كانت في انتظار متواصل منذ بدء العدوان، حيث انتظرت نبأ توقف الحرب ودخول الاتفاق حيز التنفيذ، فيما انتظرت موعد السماح بالعودة إلى شمال غزة، وبعدها، انتظرت موعد حل الخلافات التي طرأت أخيراً، قبل أن تُحلّ ويُسمح للنازحين بالعودة. وتبين أبو الخير لـ"العربي الجديد" أنها عاشت برفقة أسرتها ليالي قاسية بالقرب من ممر نتساريم، حيث قام زوجها بفك الخيمة منذ يوم الجمعة على أمل تنفيذ الاتفاق أمس الأحد، إلا أن تأخير العودة اضطرهم إلى المبيت في الشارع وسط أوضاع معيشية وإنسانية قاسية.وتلفت أبو الخير إلى أنها تشعر بفرحة كبيرة، إلا أنها منقوصة بفعل الأضرار الجسيمة التي لحقت بشقتها السكنية، التي ستتطلب المزيد من الوقت والمال لإعادة إصلاحها، مضيفة: "لكن فرحتنا بالرجوع إلى مناطقنا السكنية سوف تنسينا كل الألم".وبدأ الأمل يدب في الفلسطيني صبحي عرفات بعد الإحباط الذي عاشه منذ السبت، وتزايد شعور الأمل الممزوج بالفرحة مع بدء دخول النازحين الفلسطينيين مشياً على الأقدام عبر طريق البحر، ويقول إن شعوره لا يوصف، فهذه هي اللحظة التي انتظرها منذ الساعات الأولى لنزوحه القسري بداية الحرب. ويبين عرفات لـ"العربي الجديد" أنه سيعود برفقة أصدقائه واثنين من إخوته مشيا، بينما سيرجع شقيقه الأكبر محمد في السيارة التي تقل النساء والأطفال وبعض المستلزمات الخفيفة عبر طريق صلاح الدين، وسيلتقون في حي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة، لمعرفة مصير بيتهم ومنطقتهم السكنية.وتشهد شوارع المحافظات الجنوبية والوسطى لقطاع غزة حركة مرور نشطة للسيارات عبر طريق صلاح الدين، ومشياً على الأقدام عبر طريق البحر، الأمر الذي يبطئ من الحركة بفعل التكدس الشديد جراء نزوح مئات آلاف الفلسطينيين قسراً على وقع القصف الإسرائيلي والأحزمة النارية.


1