
بدأ المشيّعون يتوافدون منذ ساعات الفجر إلى المدينة الرياضية في بيروت - ملعب الرئيس كميل شمعون، للمشاركة في تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وسط إجراءات أمنية مشددة وتدابير سير استثنائية فرضت في العاصمة والطرقات المؤدية إلى مكان المراسم.ويشيّع حزب الله، اليوم الأحد، أمينَيْه العامَيْن السابقَيْن حسن نصر الله وهاشم صفي الدين بعد قرابة خمسة أشهر على اغتيالهما بغارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك وسط تدابير أمنية مشدّدة مع حضور وفود سياسية وشعبية من لبنان والخارج.ويعوّل حزب الله على المشاركة الكثيفة اليوم في المراسم، خصوصاً بعد خسائره الأخيرة سواء العسكرية أو السياسية، باعتبارها ستكون بمثابة استفتاء شعبي له، علماً أنه يؤكد في كل تصريحات مسؤوليه بأنّ "الحزب لا يحشد الناس بهذه المناسبة لإبراز القوة، وأن المقاومة ليست بحاجة إلى استفتاء".وتبدأ مراسم التشييع عند الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي في المدينة الرياضية في بيروت - ملعب الرئيس كميل شمعون، وسيلقي خلالها الأمين العام نعيم قاسم كلمة تأبينية، يعقبها أداء صلاة الجنازة، ثم تنطلق مسيرة باتجاه مرقد نصر الله الذي استُحدث على طريق المطار القديم، بعدما دفن في مكان سري منذ اغتياله في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، علماً أن النعش سيكون محمولاً على سيارة بطريقة مرئية للمشيعين، على أن يُدفن صفي الدين يوم الاثنين في مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في الجنوب اللبناني.وعمد حزب الله إلى تركيب شاشات عملاقة في عدد من الطرقات المؤدية إلى مكان التشييع حتى يتمكن الناس من المشاهدة في حال تعذر عليهم الوصول، كما كثف عناصر الدفاع المدني التابعين للهيئة الصحية الإسلامية من انتشارهم مع وضع مراكز ثابتة وخيم طبية تأهباً لأي حدث أو حالات طارئة. واتخذت إجراءات أمنية مشددة، بحيث سُيّرت دوريات عسكرية على الطرقات المؤدية إلى المدينة الرياضية، في حين طغى أيضاً وجود عناصر الانضباط التابعين لحزب الله والمشرفين على مراسم التشييع. كذلك، فرضت تدابير سير استثنائية في بيروت، ودعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي المواطنين الذين لا يقصدون مكان التشييع، باستثناء قاصدي المطار، تجنّب الطرقات المؤدية إلى مكان إقامة المراسم، تسهيلاً لحركة المرور.
المشاركون في تشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين
وسيُمثل رئيس الجمهورية جوزاف عون رئيس البرلمان نبيه بري في مراسم التشييع، فيما سيمثل رئيس الوزراء نواف سلام وزير العمل محمد حيدر. وستكون الأحزاب السياسية المشاركة في المراسم من الدائرة المقربة من حزب الله والحليفة له، أبرزها حركة أمل، وتيار المردة، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والحزب الديمقراطي اللبناني، كما سيشارك التيار الوطني الحر، والحزب التقدمي الاشتراكي، في حين أعلن تيار المستقبل عدم المشاركة، بينما لم تُدعَ الأحزاب المعارضة يتقدمها حزب القوات اللبنانية.وستشارك حركة حماس في التشييع من خلال وفد من الخارج بالإضافة إلى عددٍ من الشخصيات من لبنان، بحسب ما أكدت مصادر لـ"العربي الجديد". أما على المستوى الخارجي، فإنّ حزب الله يتكتم حول الوفود المشاركة مكتفياً بالقول إنّ المشاركة ستكون كثيفة شعبياً ودبلوماسياً من أكثر من 60 دولة، وقد وصلت إلى بيروت أعداد كبيرة خصوصاً من العراقيين واليمنيين والإيرانيين، ولفتت مصادر من الحزب، لـ"العربي الجديد"، إلى أن 1100 شخصية ستأتي من خارج لبنان.وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في منشور عبر منصة إكس، إنه "يحقّ للشعب اللبناني العظيم أن يفخر بكل أبنائه الشجعان، وخاصة بهذين السيدين القائدين العظيمين؛ أبطال دافعوا عن شرف الأمة و بقوا على العهد والوعد حتى الشهادة في سبيل الله". وكانت وكالة فارس الإيرانية للأنباء قد ذكرت أمس السبت أنّ الحكومة اللبنانية لم توجه الدعوة إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان للمشاركة في المراسم، مشيرة إلى أن زيارة رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أيضاً تأتي بعد تلقيه دعوة من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.وتوجه قاليباف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، إلى بيروت في طائرتين منفصلتين للمشاركة في مراسم تشييع جثماني نصر الله وصفي الدين. يشار إلى أن وفداً من البرلمان والخارجية الإيرانيين قد وصل إلى بيروت ترأسه نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية وحيد جلال زادة. وبعيد وصوله إلى العاصمة بيروت، قال قاليباف إن "العدو الصهيوني قد طرد من لبنان"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يتوعد باحتلال الجنوب اللبناني وتدميره لكنه اضطر إلى الانسحاب و"اليوم هذا البلد يشهد الاستقرار والأمن ويتجه نحو التنمية"، وأضاف أنه سيبحث خلال زيارته مع القادة اللبنانيين التهديدات ضد لبنان وحزب الله، وتعزيز العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن بلاده "ستدعم بلا شك أيّ إجماع بين الحكومة والبرلمان والمقاومة والشعب" في لبنان.من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات من مطار بيروت، إن "حزب الله حي ومسيرة الانتصار مستمرة"، لافتاً إلى أن كثيراً من المسؤولين والمواطنين الإيرانيين يشاركون اليوم في مراسم التشييع، وتابع أن هذه المراسم تحمل "رسالة واضحة للعالم أن المقاومة حية وحزب الله حي"، مشدداً على أن "المقاومة التي حققت انتصارات كبيرة حتى الآن، ستحقق النصر النهائي أيضاً". وحصل جدل قبل أيام بخصوص وصول طائرة إيرانية على متنها ركاب لبنانيين إلى بيروت بعد إنذارات إسرائيلية، أُرجئت على أثرها الرحلات الجوية إلى موعد غير محدد، الأمر الذي دفع بالراغبين في حضور مراسم التشييع للتوجه إلى العاصمة اللبنانية عن طريق بلدان أخرى منها العراق.
