على الرغم من التقارب بين موسكو وواشنطن، يحذّر البنتاغون من ارتفاع نسبة الغواصات الروسية والصينية التي تقترب من الشواطئ الأمريكية، وهي تنضاف إلى سفن البلدين التي بدورها تبحر بالقرب من المياه الدولية للولايات المتحدة.وأوردت عدد من المواقع الرقمية المتخصصة في الشأن العسكري ومنها “غالاكسيا ميليتاري” نهاية الأسبوع الجاري، بأن كبار المسؤولين في البنتاغون يعربون عن قلقهم من الاتجاه المتزايد للغواصات الروسية والصينية التي تقترب من مياههم الساحلية، وطلبوا تمويلاً إضافياً من الحكومة الأمريكية لتحسين قدرات الكشف عن الغواصات ”المعادية“.في هذا الصدد، أكد قائد القيادة الشمالية الأمريكية الجنرال غريغوري غيلوت، أنهم بحاجة إلى زيادة قدرتهم على اكتشاف وجود الغواصات الروسية والصينية من أجل الاستعداد لجميع الاحتمالات والتهديدات. وجاءت تصريحاته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي. وأوضح أكثر بقوله: “يتزايد اتجاه الغواصات الروسية والصينية للاقتراب من مياهنا، ونحن بحاجة إلى تعزيز قدرات الكشف عن الغواصات لضمان أن نكون على علم بوجودها حتى نكون مستعدين للدفاع عن البلاد من تهديد صواريخ كروز أو الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات“.هذا المسؤول العسكري كان قد ألحّ في الماضي على ضرورة تخصيص موارد أكبر لحماية منطقة ألاسكا والقطب الشمالي مما وصفه بالتغلغل الروسي- الصيني، وعاد ليؤكد على هذه النقطة ويعتبر التنسيق الروسي الصيني مع كل من إيران وكوريا الشمالية الخطر الحقيقي على الأمن القومي المباشر للولايات المتحدة.واقتراب الغواصات خاصة الروسية ليس بالجديد، وإنما يعود إلى سنوات، لكنه لم يتراجع مع قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الرئيس الذي يريد بناء جسور الحوار مع موسكو. واعتقد البنتاغون أن حرب أوكرانيا ستدفع وزارة الدفاع الروسية لتقلل من اقتراب الأسلحة الاستراتيجية الروسية مثل القاذفات والسفن الحربية والغواصات من الشواطئ الأمريكية.ويبدو أنه حدث العكس، فقد رفعت روسيا من وتيرة الاقتراب من الشواطئ الأمريكية، وهذه المرة رفقة القوات الحربية الصينية، حيث يتم تسيير دوريات مشتركة بالقرب من شواطئ أمريكا الشمالية وإجراء بعض المناورات الحربية. وتتوفر القوات الروسية على 58 غواصة تعمل بالطاقة النووية من مختلف الفئات، ويمكن نشرها في أي مكان بالعالم، بما في ذلك المياه الساحلية الأمريكية.وتتميز غالبية هذه الغواصات بالسرية في الانتشار، حيث يصعب رصدها. ويتوجس البنتاغون أكثر من روسيا بعدما بدأت تزود غواصاتها بالصواريخ فرط الصوتية التي تتجاوز مختلف أنظمة الدفاع الجوي.!!