
شيعت تونس، الثلاثاء، جثمان الطالب فارس خالد «شهيد العلم الفلسطيني»، الذي توفي بعد سقوطه عقب رفعه العلم الفلسطيني على سطح مؤسسته الجامعية.وكان تونسيون وعرب أشادوا بالطالب خالد الذي تحول إلى رمز في تونس عقب وفاته، الاثنين، بعد رفعه العلم الفلسطيني على سطح «المدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم» في الدندان (محافظة منوبة غرب العاصمة تونس).وشيع مئات التونسيين وعدد من المواطنين الفلسطينيين جثمان خالد في مقبرة الجلاز وسط العاصمة تونس، حيث رفع المشيعون العلمين التونسي والفلسطيني، وسط هتافات مؤيدة للمقاومة والقضية الفلسطينية.وقال والد فارس «هنيئا له وقد ارتقى شهيدا في جنان الخلد»، وأضاف مخاطبا شهداء المقاومة الفلسطينية «أرسلنا لكم أخوكم للقائكم في الفردوس الأعلى».وعبّرت والدة فارس عن سعادتها لأنه توفي شهيدا من أجل فلسطين، وأضافت «طلب الشهادة من أحل غزة فنالها. الحمد والشكر لله».وعلق الناشطة شيماء عيسى بالقول «هو فعلا فارس خالد (اسم على مسمى) لأنه عندما ترى صبر عائلته، تعرف أنه رحل فداء للقضية الفلسطينية ونصرة للحق، فوالدته بقدر حزنها لديها يقين بأن ابنها اختار طريقه فهو مناصر مدافع عن الحق الفلسطيني منذ نعومة أظفاره (…) رحل وعلم فلسطين يرف عاليا. لعل دمه الطاهر يوقظ الضمائر النائمة. المجد لك يا خالد».وأفادت المعطيات الأولية أن الضحية انزلق من سطح بناية عالية داخل المؤسسة، مساء الأحد، وقد تم فتح بحث تحقيقي في الحادثة، فيما عبّر السفير الفلسطيني وطاقم السفارة عن خالص تعازيهم لعائلة الفقيد.ونعت وزارة الخارجية الفلسطينية والسفارة الفلسطينية في تونس وحركتا «فتح» و«حماس» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، و«الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، والاتحاد العام لطلبة فلسطين، الطالب خالد.وقالت الخارجية الفلسطينية إن ما فعله خالد هو تعبير «عن تضامنه وإسناده لشعبنا في مواجهة حرب الإبادة أسوة بالشعب التونسي الشقيق». وقالت حركة «فتح» في بيانها إن خالد «لم يكن مجرد مشارك في وقفة تضامن، بل كان رمزاً حياً لجيلٍ عربي أصيل، لا يعرف الصمت ولا يرضى بالذل».وقالت حركة «حماس» «ارتقى الشاب خالد فارس، شهيد العلم الفلسطيني، ليخلّد اسمه في سجل الأبطال، الذين حملوا راية فلسطين بأجسادهم وأرواحهم، وأثبتوا أنَّ الدفاع عن غزَّة والقدس والأقصى هو ميدانٌ لكل الأحرار».وقال نائب السفير الفلسطيني «لم نأت هنا للتعزية. بل للاحتفاء بهذا الشهيد البطل الذي رفع علم المجد والكرامة»، مشيرا إلى أن «كل فلسطين نعت هذا البطل التونسي الفلسطيني لأنه ليس غريبا على هذه الأرض المباركة التي تعيشه في روحه وقلبه، فهو منها وإليها يعود».ونعت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين «شهيد العلم الفلسطيني» الذي «كتب اسمه بمداد الدم في سجل القابضين على الجمر، وربط بجسده الطاهر بين ساحات الشرف في فلسطين وساحات الإسناد في تونس وكل الجبهات الحية عبر العالم».ودعا عدد من النشطاء لتسمية الساحة الجامعية التي توفي فيها فارس خالد باسمه.ونعى «الاتحاد العام التونسي للشغل»، فارس خالد «الذي ارتقى شهيد الإيمان بأعدل الحقوق وأنبلها، وهو الحق الفلسطيني. ارتقى وهو يرفع راية التحرر والانعتاق، راية فلسطين التاريخية على أعلى قمم كلية الفنون التي ينتمي إليها، لينضاف إلى من سبقوه من أبناء تونس البررة الذين استشهدوا في سبيل فلسطين منذ سنة 1946».وكانت العاصمة التونسية ومختلف محافظات الجمهورية شهدت، الاثنين، مسيرات جماهيرية حاشدة تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وتضامنًا مع نضالهم المشروع في وجه آلة القتل الإسرائيلية.!!
