
كشف تحليل مُفصّل لمسح رقمي كامل لسفينة «تايتانيك» عن رؤى جديدة بشأن الساعات الأخيرة للسفينة المنكوبة.ووفق شبكة «بي بي سي» البريطانية، فإن المسح ثلاثي الأبعاد يظهر انشطار السفينة بعنف نصفين خلال غرقها بعد اصطدامها بجبل جليدي، في أبريل (نيسان) 1912؛ ما أدى إلى غرق 1500 شخص ممن كانوا على متنها.وأُجري المسح لعرض نتائجه في فيلم وثائقي جديد من إنتاج «ناشيونال جيوغرافيك» و«أتلانتيك برودكشنز» بعنوان «تايتانيك: البعث الرقمي».ورُسمت خريطة لحطام السفينة، الذي يقبع على عمق 3800 متر في مياه المحيط الأطلسي الجليدية، باستخدام روبوتات تعمل تحت الماء.ونظراً إلى أن الحطام ضخمٌ جداً ويقبع في ظلمة الأعماق؛ فإن استكشافه بالغواصات لا يُظهر سوى لقطاتٍ قليلة مُثيرة. ومع ذلك، يُوفر المسح الجديد، الذي التقط أكثر من 700 ألف صورة من جميع الزوايا، أول رؤية كاملة لـ«تايتانيك».ويُظهر مسح إحدى غرف غلايات السفينة أن المهندسين عملوا حتى النهاية للحفاظ على أضواء السفينة مضاءة خلال تعرضها للغرق.وتُظهر الصور الرقمية أن بعض الغلايات مقعرة؛ مما يشير إلى أنها كانت لا تزال تعمل خلال غرقها في الماء.وعلى سطح مؤخرة السفينة، اكتُشف صمام مفتوح؛ مما يشير إلى استمرار تدفق البخار إلى نظام توليد الكهرباء.وقال مؤرخ «تايتانيك» الشهير باركس ستيفنسون إن الفضل في ذلك يمكن أن يُعزى إلى فريق من المهندسين بقيادة جوزيف بيل، بقوا لنقل الفحم إلى الأفران لإبقاء الأنوار مضاءة.وأضاف: «جميعهم لقوا حتفهم في الكارثة، لكن أعمالهم البطولية أنقذت أرواحاً كثيرة».وأوضح: «لقد حافظوا على تشغيل الأضواء والكهرباء حتى النهاية؛ لإعطاء الطاقم الوقت الكافي لإطلاق قوارب النجاة بأمان في ظل وجود بعض الضوء بدلاً من الظلام الدامس».وقال البروفيسور جيوم كي بايك، من «كلية لندن الجامعية»، الذي قاد البحث في المسح الجديد إنهم استخدموا خوارزميات رقمية متقدمة، ونمذجة حسابية، وقدرات كومبيوترية فائقة لإعادة النظر بدقة في قصة غرق «تايتانيك».وأضاف: «تُظهر المحاكاة أن اصطدام السفينة بالجبل الجليدي خلف ثقوباً في هيكلها بحجم أوراق (إيه فور - A4) أدت إلى غرقها».وتابع: «كان من المفترض أن تكون (تايتانيك) غير قابلة للغرق، فهي مصممة للبقاء طافية حتى في حالة غمر 4 من حجراتها. لكن المحاكاة تُقدّر أن أضرار الجبل الجليدي كانت موزعة على 6 حجرات».وأشار فريق البحث إلى أن الأمر سيستغرق سنوات لفحص كل تفاصيل نسخة التصوير ثلاثية الأبعاد بدقة.وكانت «تايتانيك»، التي كانت أكبر سفينة في ذلك الوقت، تجري رحلتها الأولى من ساوثهامبتون إلى نيويورك حين اصطدمت بالجبل الجليدي.ومن بين 2200 راكب وأفراد الطاقم على متنها، غرق أكثر من 1500 شخص في واحدة من كبرى كوارث النقل في القرن العشرين.!!
