
رفع محاميان أميركيان في مجال حقوق الإنسان يمثلهما الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، الجمعة دعوى قضائية تطعن في قرار الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان.وتقدم المحاميان بدعوى قضائية لمحكمة اتحادية في بانجور بولاية مين تطعن في الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب في فبراير/ شباط ويفرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ويمنع مواطنين أميركيين من تقديم خدمات تفيده. وقال المحاميان إن الأمر التنفيذي يعوق بشكل غير دستوري حريتهما في التعبير.وقال ماثيو سميث، المؤسس المشارك في منظمة فورتيفاي رايتس، والمحامية الحقوقية الدولية أكيلا راداكريشنان، إن الأمر يمنعهما من التحدث مع مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك تقديم المشورة القانونية والأدلة، في انتهاك لحقوقهما التي يكفلها التعديل الأول للدستور الأميركي.وتتمتع المحكمة الجنائية الدولية، التي افتتحت في عام 2002، باختصاص قضائي دولي في الفصل في جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في الدول الأعضاء أو في قضايا قد يحيلها عليها مجلس الأمن الدولي.وأجاز الأمر الذي أصدره ترامب في السادس من فبراير/ شباط فرض عقوبات اقتصادية وعقوبات سفر واسعة النطاق على الأشخاص الذين يعملون في تحقيقات للمحكمة ضد مواطني الولايات المتحدة أو حلفائها مثل إسرائيل، مكرراً بذلك إجراءً اتخذه في ولايته الأولى.وفرض الأمر عقوبات على خان تحديداً. وخان بريطاني الجنسية. وأضاف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية خان إلى سجل الأفراد والكيانات الخاضعة للعقوبات بعد أيام. وجاء في أمر ترامب أيضاً أنّ المواطنين الأميركيين الذين يقدمون خدمات إلى خان، أو غيره من الأفراد الخاضعين للعقوبات، قد يواجهون عقوبات مدنية وجنائية.ونددت المحكمة وعشرات الدول بالعقوبات، وتعهدت بالوقوف إلى جانب موظفيها و"مواصلة توفير العدالة والأمل لملايين الأبرياء من ضحايا الفظائع في أنحاء العالم". وقال سميث وراداكريشنان في الدعوى القضائية التي تقدما بها، الجمعة، إنهما اضطرا نتيجة لأمر ترامب إلى التوقف عن عمل في مجال حقوق الإنسان شارك فيه مكتب المدعي العام للمحكمة، وكانا يسعيان فيه لتحقيق العدالة لضحايا فظائع.وقال سميث الذي يعيش في ولاية مين إنه سبق أن قدم إلى المكتب أدلة على الفظائع التي ارتكبت ضد أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار. فيما قالت راداكريشنان إنها قدمت المشورة إلى المكتب في تحقيق عن عنف قائم على أساس النوع ارتكب بحق نساء أفغانيات في عهد طالبان. وأضافت سميث، في بيان: "هذا الأمر التنفيذي لا يعرقل عملنا فحسب، بل يقوّض فعلياً جهود العدالة الدولية، ويعرقل طريق المساءلة أمام الجماعات التي تواجه أهوالاً لا يمكن تصورها".
