تواصل آلة الحرب الإسرائيلية الفاشية تصعيدها الاجرامي على قطاع غزة، حيث كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته منذ فجر الثلاثاء، مستهدفا بشكل خاص مدينة غزة والمناطق الوسطى من القطاع.وأسفرت هذه الغارات عن سقوط 50 شهيدا منذ ساعات الصباح، من بين 138 شهيدا ارتقوا منذ فجر الإثنين، وفق ما أفادت به مصادر طبية، في سلسلة من المجازر التي تعكس استمرار سياسة الإبادة بحق المدنيين في القطاع المحاصر.يأتي هذا التصعيد في اليوم الـ64 من استئناف العدوان الإسرائيلي، حيث واصل الجيش قصفه المكثف، مترافقا مع عمليات تدمير شاملة لمربعات سكنية في شمال القطاع.ورغم هذا التصعيد، لا تزال المساعي السياسية الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار أو صفقة جديدة لتبادل الأسرى تراوح مكانها، وسط تعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يواصل الإصرار على التفاوض "تحت النار"، بحسب تصريحاته.وفي خطوة محدودة وغير كافية، أعلنت إسرائيل، للمرة الأولى منذ 80 يوما، نيتها السماح بدخول 9 شاحنات مساعدات إلى القطاع. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه الخطوة جاءت نتيجة ضغوط من حركة حماس على الإدارة الأميركية، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر.لكن هذه الشاحنات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات القطاع المنكوب، إذ أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن القطاع بحاجة إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني محاصر.على الصعيد الدولي، بدأ الاتحاد الأوروبي بحث إمكانية تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، في تطور لافت قد يشكل ضغطا سياسيا على تل أبيب. وفي الوقت نفسه، أصدر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا بيانا مشتركا دعوا فيه إلى وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والسماح غير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية، محذرين من أنهم "لن يقفوا مكتوفي الأيدي" بينما تستمر حكومة نتنياهو، حسب وصفهم، في ارتكاب "أفعال فاضحة".