
أعلنت الحكومة السورية، صباح الأحد، وقف القتال في مدينة السويداء جنوبي البلاد، بعد أسبوع دموي من الاشتباكات الطائفية التي أودت بحياة نحو ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، في بيان نشر على منصة "تلغرام"، أنه "تم إخلاء مدينة السويداء من كافة مقاتلي العشائر، وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة"، مشيرا إلى أن القوات الحكومية أعادت انتشارها في المنطقة، ضمن مساعٍ لفرض الاستقرار واستعادة السيطرة الأمنية.وكانت الاشتباكات قد اندلعت في 13 تموز/يوليو الحالي، بين مجموعات درزية ومسلحين من البدو، في واحدة من أسوأ موجات العنف التي تشهدها محافظة السويداء، وأسفرت عن مقتل 940 شخصا، بحسب المرصد السوري.وفي وقت سابق السبت، أعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع وقفًا لإطلاق النار، متعهدًا بـ"حماية الأقليات" ومحاسبة من وصفهم بـ"المنتهكين من أي طرف"، كما أعلن بدء نشر قوات الأمن داخل المدينة.إلا أن هذه القوات كانت قد انسحبت لاحقا بعد قصف إسرائيلي استهدف مواقع حكومية في دمشق، بذريعة "حماية الطائفة الدرزية" وشعورها بالتهديد من تمركز القوات الحكومية قرب حدودها الشمالية.وجاء الإعلان السوري متزامنًا مع تأكيد أميركي عن اتفاق بين دمشق وتل أبيب على وقف إطلاق النار، حيث دعا وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في منشور على منصة "إكس"، السلطات السورية إلى "محاسبة جميع المتورطين في الفظائع، بمن فيهم من ينتمون لأجهزتها الأمنية".وأكد المتحدث باسم الداخلية أن الدولة "بكافة مؤسساتها السياسية والأمنية، ماضية في جهودها لاستعادة الأمن ووقف الاعتداءات داخل السويداء، وتسخير كل الإمكانات لإعادة الاستقرار إلى المحافظة"، في وقت لا تزال فيه الأوضاع الإنسانية والأمنية في الجنوب السوري محل قلق داخلي ودولي متزايد.
