يستعدّ تنظيم داعش، حسب ما ذكرته مصادر إعلامية متطابقة، للإعلان عن ولاية جديدة له في ليبيا بعد تمكنه من السيطرة على مناطق محورية مثل غات وسرت وصبراتة (تقع على بعد 67 كلم غرب العاصمة طرابلس) والكفرة، وذلك في إطار زحفه نحو طرابلس لمزاحمة فجر ليبيا عليها.وستكون الولاية الجديدة لداعش بمثابة الدليل على سطوة هذا التنظيم وقدرته على اختراق الحدود والتوسع وسط اشتباكات عنيفة مع ميليشيات فجر ليبيا من جهة ومع قوات الجيش الليبي من جهة أخرى.وأفادت مصادر إعلامية بأن تنظيم الدولة الإسلامية يعتزم الإعلان عن هذه الولاية الجديدة في الأيام المقبلة تحت مسمّى “ولاية صبراتة”، وذلك للأهمية الاستراتيجية لهذه المدينة.وأعرب مراقبون عن تخوفهم من إعلان صبراتة ولاية جديدة لتنظيم داعش نظرا لأهمية موقعها الجغرافي والذي سيمكّن التنظيم من التمدّد نحو تونس وتطويق العاصمة الليبية طرابلس، إضافة إلى سيطرته على منطقة مليتة الغنية بالغاز الذي يصدر إلى أوروبا.وأكدوا أن سيطرة داعش على تلك المواقع سيؤدي إلى قطع الغاز عن إيطاليا، وأن إعلان إمارة تنظيم الدولة الإسلامية تعني السيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية على ليبيا.يشار إلى أن داعش تمكّن، في وقت سابق من السيطرة على منطقة “زمزم” القروية المحاذية لمدينة سرت معقل ميليشيات العقيد معمر القذافي، سابقا. وتعدّ مدينة سرت الساحلية أحد أبرز مناطق صراع النفوذ بين داعش وفجر ليبيا باعتبار أن المدينة تقع ضمن ما يعرف بمنطقة “الهلال النفطي” التي تضم مخزونا هو الأكبر من نفط ليبيا.ويبدو أن أكثر المدن الليبية ثراء من حيث المخزون النفطي بدأت تقع في قبضة الدولة الإسلامية، حيث سيطر التنظيم منذ مدة على قاعدة القرضابية الجوية الذي يضم مطار المدينة بعد انسحاب مقاتلي فجر ليبيا منها.ومطار هذه القاعدة هو أول مطار في ليبيا تتأكد سيطرة التنظيم عليه منذ أن تمكن من السيطرة في فبراير الماضي على الأجزاء الكبرى من مدينة سرت وغالبية المباني الحكومية فيها.ويعتبر محللون سياسيون أن تقدم داعش وتمكنه من فرض سيطرته على العديد من المدن والمناطق المهمة في ليبيا لا يعني أن له القدرة على الاستمرار والتوسع أكثر باعتبار أن التطرف ليس له حاضنة اجتماعية في ليبيا خاصة في بعده الطائفي نظرا لانعدام الانقسامات بين الشيعة والسنة لأن أغلب الليبيين من أتباع المذهب المالكي.في المقابل، يرفض خبراء أمنيون التهوين من قدرة داعش مطالبين بوجوب التعامل معه بحذر وشدّة، مشيرين إلى أهمية تسليح الجيش الوطني الليبي ودعم قدراته في حربه المفتوحة ضدّ الإرهاب والتطرف.وقد تعالت في الآونة الأخيرة الأصوات المنادية بضرورة دعم الجيش الليبي ورفع حظر الأسلحة عن ليبيا، وهو ما لم تستجب له الأمم المتحدة لاعتبارات عدّة أهمها أن قرارا مماثلا سيكثّف حالة الفوضى وسيحوّل ليبيا إلى خزّان للأسلحة التي من المرجح أن يستفيد منها المتشددون. وهو نفس الطرح الذي تتبناه دول جوار ليبيا وعلى رأسها الجزائر التي تعتبر أن الحل الأمثل للخروج من الفوضى المستشرية وتحجيم التنظيمات الجهادية المتطرفة، هو تكوين حكومة وحدة وطنية تجمع الفرقاء حول المشاكل الحقيقية التي تعاني منها ليبيا وأولها الإرهاب.وتمكن تنظيم داعش من اختراق حدود دول شمال أفريقيا والتوغل في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وتمكن داعش من فرض سيطرته على عدد من المدن المحورية في ليبيا، وهو ما مكنه من أن يكون التنظيم الأكثر خطورة في المنطقة.وأعلنت العديد من الكتائب الجهادية في دول المغرب العربي انشقاقها عن تنظيم القاعدة والالتحاق بصفوف الموالين للدولة الإسلامية، فإلى جانب “جند الخلافة” أول الكتائب التي بايعت خلافة أبوبكر البغدادي، تمرّدت مجموعات كثيرة على أمير القاعدة في الجزائر عبدالمالك درودكال، لتنشق عنه وتعلن انضمامها إلى تنظيم داعش، مثل كتائب التوحيد بزعامة لملوم عمار، المدعو زكريا الجيجلي، والاعتصام وعقبة بن نافع وغيرها.ويرى مراقبون أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي صار يتقدم الحركة الجهادية العالمية، حلّ مكان تنظيم القاعدة في العديد من دول شمال أفريقيا وخاصة دول المغرب العربي.وساهم ظهور داعش وتمكّنه من فرض سيطرته على العديد من المدن وخلق هالة إعلامية حوله جعلته التنظيم الأشدّ خطورة والأكثر استقطابا للشباب من كافة أنحاء العالم، في إرباك تنظيم القاعدة الذي تصدّع من الداخل.!!
طرابلس..ليبيا : داعش يزحف نحو طرابلس انطلاقا من صبراتة !!
29.07.2015