تعيش الأجواء السورية ملامح هدنة من المقرر أن يبدأ تنفيذها، نظرياً على الأقل، يوم السبت المقبل، في ترجمة لإصرار أميركي على إبرامها بأي ثمن، وسعي روسي لإيجاد مخرج ينطلق من واقع أن موسكو عاجزة عن مواصلة حربها السورية طويلاً على هذا المنوال، وبهذه الكلفة المالية والسياسية. وبحسب بنود الاتفاق، تعمل واشنطن وموسكو على التنسيق لضمان تطبيق فعال لوقف إطلاق النار، بحلول ظهر السبت المقبل، على أن يستثني وقف النار "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش".وتنص الهدنة على أن يطلق سراح السجناء، خصوصاً من النساء والأطفال في أسرع وقت ممكن، وأن تلتزم الأطراف ما عدا جبهة النصرة وداعش "وأي منظمات إرهابية أخرى يحددها مجلس الأمن" بوقف إطلاق النار وعدم محاولة السيطرة على مناطق جديدة". وفي حالة تعرضها لهجوم تستخدم فقط قوة متناسبة للرد، مع إشارة الوثيقة إلى أن روسيا وأميركا تتعاونان في تحديد الأراضي التي يسيطر عليها كل فصيل.وتخشى أوساط من المعارضة السورية من تفسيرات البنود المذكورة، خصوصاً في ظل التقارب الأميركي الروسي حول سورية، والذي يبدو لمصلحة موسكو والنظام السوري. ويفتح البند، الذي يستثني "أي منظمات إرهابية أخرى يحددها مجلس الأمن"، الباب واسعاً أمام خشية رسختها التجربة منذ بدء الحرب الروسية على سورية، بما أن التصنيف الروسي للإرهاب، شمل منذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، كل من هو معارض للنظام السوري.وفي اجتماع للهيئة العليا للمفاوضات مع ممثلي الدول المعنية بالموضوع السوري، اليوم الاثنين، ، أبلغ المبعوث الأميركي إلى سورية، مايكل راتني، هيئة التفاوض، البنود الأساسية لاتفاقية الهدنة التي يبدأ تنفيذها في 27 فبراير/شباط الحالي، أي يوم السبت. دوره، أعلن رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للتفاوض موافقة الهيئة على بنود اتفاق الهدنة، مقابل ضمانات دولية. وقد نصت مسودة الاتفاقعلى أن وقف النار سيتم بين الفصائل التي تعلن عن قبول الاتفاق، باستثناء جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.وتطلب المسودة من الفصائل المسلحة الموافقة على وقف النار مع حلول ظهر السادس والعشرين من فبراير/شباط، وتؤكد على أن الولايات المتحدة وروسيا ستعملان على تبادل المعلومات والتنسيق لضمان تطبيق فعّال لوقف النار.كما تنص على تشكيل مجموعة عمل لتحديد المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة وجبهة النصرة. وذكرت ىالانباء إن هناك نقاش وجدل حول كيفية التعامل مع جبهة النصرة، خاصة أن مقاتلي الجبهة ينتشرون في كل المناطق التي تنتشر فيها المعارضة المعتدلة، كما تصنفها الولايات المتحدة.وكانت موسكو تطالب بإدراج جيش الإسلام وأحرار الشام على قائمة المنظمات الإرهابية التي ستستثنى من عمليات وقف القتال، لكن وفقا لهذا الاتفاق فإن هذين التنظيمين سيشملهما وقف إطلاق النار.ولكن اللافت في هذا الاتفاق أنه يدعو فصائل المعارضة لإعلان الالتزام بوقف الأعمال العدائية مع ظهر يوم 26 من الشهر الجاري، وأن وقف إطلاق النار سيتم مع الفصائل التي سوف تلتزم بهذا الاتفاق، أي أنه يضع المعارضة أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الالتزام بالاتفاق أو التعامل معها كالمنظمات الإرهابية.وذكرت الانباء أن مسودة الاتفاق تشير إلى أن "المنظمات الإرهابية" التي ستستثنى من عمليات وقف إطلاق النار هي التي نص عليها مجلس الأمن الدولي الذي يصنف جبهة النصرة -لارتباطها بتنظيم القاعدة- وتنظيم الدولة الإسلامية منظمتين إرهابيتين في سوريا.وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن أمس الأحد التوصل إلى "اتفاق مؤقت من حيث المبدأ" مع روسيا بشأن تنفيذ هدنة مؤقتة في سوريا، مشيرا إلى أن تطبيقها "بات قريبا أكثر من أي وقت".ومن المنتظر أن يجري الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين مباحثات في الأيام القليلة المقبلة لمناقشة بنود تنفيذ اتفاق الهدنة بين المعارضة المسلحة الموصوفة بالمعتدلة وقوات النظام السوري وداعميها.ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصدر في وفد المعارضة السورية إلى جنيف قوله إن المحادثات الأميركية الروسية التي عقدت قبل أيام خرجت بنص مشترك لوقف الأعمال العدائية سيدخل حيز التنفيذ بعد أسبوع من إعلانه، لكنه أشار إلى أن نص الاتفاق يستثني تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرةَ!!
دمشق..سوريا : إخراج روسي امريكي : هدنة سورية تبدأ بحلول يوم السبت القادم والنصره وداعش خارج اتفاق الهدنه؟!
22.02.2016