عشية الذكرى السنوية السبعين لقرار تقسيم فلسطين التاريخي، كشفت مذكرات الديبلوماسي السويدي، باول موهان، مصمم خريطة قرار تقسيم فلسطين، الصادر عن الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، تعاطفه الواضح مع الصهيونية وانحيازه لليهود، وازدراءه للبدو العرب في منطقة النقب.وتبين ذلك من خلال دراسة أعدها الباحث الإسرائيلي إلعاد بن درور، من قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، حيث تم العثور لأول مرة على مذكرات موهان، ممثل السويد في لجنة «يونسكوب»، التي شكلتها الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة لدراسة المسألة الفلسطينية وطرح مقترحات لحل مشكلة فلسطين، ومهدت الخريطة المذكورة لإقامة إسرائيل. ورغم أن النظر للخريطة التي أعدها موهان يكفي لاكتشاف انحيازه غير المهني لليهود، إذ منح الأقلية اليهودية الصغيرة جدا نحو 62% من مجمل مساحة فلسطين التاريخية، وتشمل معظم مناطق الساحل بالإضافة إلى المساحات الشاسعة لصحراء النقب، التي قطنتها العشائر العربية البدوية، أكدت المذكرات حرص موهان على حماية المصالح الصهيونية خلال عمل اللجنة.وكشفت الدراسة أن الدبلوماسي السويدي، ولد لقس بروتستانتي تعاطف مع اليهود في أعقاب «قضية درايفوس» التي أثارت ضجة في فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر، فتشكل وعي موهان على «التاريخ المأساوي للشعب اليهودي» حسبما ذكر في مذكراته. في المقابل، لم تظهر مذكرات موهان الكثير من التعاطف مع التطلعات القومية العربية، التي انكشف عليها خلال عمله الدبلوماسي في الشرق الأوسط، خلال الحرب العالمية الثانية. كما كشفت المذكرات أن موهان اعتاد على تسمية أرض فلسطين بـ»الأرض المقدسة»، وأنه عكف، في وقت فراغه، على مراجعة قوائم الحائزين على جائزة نوبل من اليهود، وخاض في العديد من الأبحاث التي عالجت ما يسمى «العقل اليهودي» في إطار جهد دعائي واضح الانحياز للصهيونية. كذلك يكشف أنه التقى بناجين من «المحرقة، الذين ترقبوا بشدة قرار إقامة دولة يهودية».وكتب موهان في مذكراته، أنه في نهاية آب/ أغسطس عام 1947، أي قبل أسابيع من الموعد المحدد للجنة «اليونسكوب» لتقدم توصياتها بشأن مستقبل أرض فلسطين، «علمت أنه ينبغي إرفاق ترسيم حدود وخرائط»، وهكذا وفي اللحظات الأخيرة، توجه موهان لمهمة تخطيط خريطة تقسيم فلسطين.وبتحيز شديد للصهيونية، كما توضح مذكراته، أضاف موهان «لقد كنت هناك لإنقاذ الوضع»، ووصف كيف سهر وحده حتى ساعات متأخرة لإتمام الخريطة ونقلها من مسودة إلى أخرى ليتوصل إلى نسخة أكثر قابلية للقراءة. وفي هذا السياق يقول بن درور، استنادًا إلى أقوال مسؤولين في تلك الفترة، منهم مبعوث الوكالة اليهودية للأمم المتحدة، دافيد هوروفيتس: «لقد قرر موهان وحده مصير القرى والبلدات»، وموهان أكثر من أي رجل آخر رسم حدود الدولة اليهودية المستقبلية». وظهر موقف موهان المؤيد للصهيونية جليًا على خريطة تقسيم فلسطين التي وضعها. وهكذا، سعى، من بين أمور أخرى، إلى تحويل النقب بأسره إلى أرض يهودية، بعد أن عبّر، في مذكراته، عن إعجابه بالاستيطان اليهودي الذي أظهر «نجاحا استثنائيا».وبرؤية استشراقية يقول موهن في مذكراته بوضوح وصراحة إن البدو العرب «حتى إن عاشوا هناك (في منطقة النقب) نحو الألف سنة، لن يتركوا خلفهم أي أثر. وبعد نكبة فلسطين عام 1948، استمر موهان في لعب دور دبلوماسي مهم في المنطقة، وشارك في محادثات رودوس عام 1949 بين إسرائيل المقامة حديثًا، وبين كل من مصر ولبنان والأردن وسورية حتى توقيع الهدنة في ربيع 1949 بين الطرفين. وقسم قرار 181 فلسطين إلى 3 كيانات جديدة، دولة عربية تقوم على نحو 42% من مساحة فلسطين وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة سدود حتى رفح جنوبًا، مع جزء من صحراء النقب على طول الشريط الحدودي مع مصر، بالإضافة إلى دولة يهودية تقع على 58% من مساحة فلسطين وتقع على السهل الساحلي من حيفا حتى جنوب يافا، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبرية وأصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش ( مدينة إيلات الإسرائيلية اليوم) ، على أن تقع مدينة القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.
يشار الى أن قيادة الشعب الفلسطيني وعلى رأسها مفتي القدس الحاج أمين الحسيني رفضت قرار التقسيم، فيما قبلته الحركة الصهيونية بصفته اعترافا دوليا مهما بها وبتطلعاتها في فلسطين.!!
فلسطين المحتلة : مصمم خريطة تقسيم فلسطين مناصر للصهيونية ومعاد لبدو النقب!!
25.11.2017