أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما شهدته المسيرة الوطنية التي خرجت في محافظة نابلس بالضفة المحتلة، من تجاوزات واعتداء مادي ومعنوي على المشاركين، الذين خرجوا للمطالبة برفع العقوبات عن قطاع غزة وإنهاء الانقسام ومواجهة صفقة القرن.وطالبت الجبهة الشعبية، في تصريحٍ لها اليوم الأحد، بمحاسبة كل من اعتدى على المتظاهرين والوقوف بمسؤولية أمام ما وصفته بالسلوك العدواني من حركة فتح والأجهزة الأمنية. داعيةً الكل الوطني وفي مقدمتهم لجنة الفعاليات والمؤسسات الوطنية للوقوف بجدّية أمام كل ما حصل من تجاوزات أدت لخلق هذه الإشكاليات.توضيح لما جرى في المسيرة الجماهيرية التضامنية مع أهلنا في قطاع غزة تحت شعار رفع العقوبات.. وإنهاء الانقسام.. ومجابهة صفقة القرن في مدينة نابلس.بدايةً، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومعها عدد من القوى الديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني، لفعالية وطنية وإطلاق حملة "ارفعوا العقوبات عن غزة"، حيث وجهنا دعوة لجماهير شعبنا، فحدث جدلٌ كبير في محافظة نابلس، ولذلك وُجهت مبادرة وطنية من لجنة الفعاليات والمؤسسات الوطنية لتوحيد الجهود وتعزيز الوحدة الوطنية والشراكة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.وبعد سلسلةِ لقاءاتٍ نجحت المبادرة واتفقنا جميعاً على الذهاب بفعالية موحّدة تجمع ما بين شعارات وطنية متمثلة بإنهاء الانقسام ومجابهة صفقة القرن ورفع كافة الإجراءات عن قطاع غزة بما فيها صرف الرواتب.وقد حشدت الجبهة الشعبية أعضاءها وأنصارها أمام شارع فلسطين، إلى جانب حشدٍ من أعضاء وأنصار الجبهة الديمقراطية واتجهنا سوياً نحو المكان المخصص للتجمع بميدان الشهداء، انطلقت المسيرة، وتخللها العديد من التجاوزات سواءً بالكلمات أو الشعارات أو اليافطات والهتافات، وكان واضحاً وجلياً محاولة تمييع المسيرة وحرفها عن هدفها الرئيسي الذي أقيمت من أجله وهو رفع العقوبات عن أهلنا بالقطاع، فهذا هو العنوان الأهم، وكخطوة أساسية لإرساء مقدمات إنهاء الانقسام ومواجهة صفقة القرن. فجرت محاولة الابتعاد عن ذكر كل ما يتعلق بأهلنا في غزة، مما استفزّ المشاركين من قبَلِنا ومن قِبَل غيرنا من الذين جاؤوا للتضامن مع غزة، ووجهت نداءات عديدة لتصويب المسار دون أي تجاوب من قبل المعنيين والمكلفين.وعند اقتراب نهاية المسيرة اتخذت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قرارها بالانفصال عن المسيرة الوطنية والتوجه إلى شارع آخر، لنهتف لغزة ونعّبر عن إرادة الناس ومطالبهم وهذا حق مشروع لتلبية ما جاؤوا من أجله، وجاء هذا القرار بعد مناشدات من أجل تعديل الوضع بالمسيرة والالتزام بما تم الاتفاق عليه وطنياً ولكن للأسف لم يحدث أي تجاوب.وبعد أن التف حولنا عدد واسع من الجماهير، اقتحم بعض أبناء حركة فتح والأجهزة الأمنية المسيرة وقابلوا المشاركين والمتظاهرين بالسبّ والشتم، واتهامهم بالعمالة والخيانة ومن ثم الاعتداء عليهم وعلى إعلاميّة كانت تتواجد بالمسيرة بزيّها الصحفي.إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى ضوء ما حدث من تجاوزات تؤكد على ما يلي:1) توجه الجبهة الشعبية إدانتها واستنكارها لما حدث من تجاوزات من بداية المسيرة الوطنية، كما تعبّر عن إدانتها بأشد عبارات الشجب والاستنكار حادثة الاعتداء المادي والمعنوي على المسيرة الوطنية التي انفصلت والتي طالبت برفع العقوبات عن غزة.2) تدعو الجبهة لمحاسبة كل من اعتدى على المتظاهرين والوقوف بمسؤولية أمام هذه التجاوزات وهذا السلوك العدواني الذي نفذته عناصر من حركة فتح والأجهزة الأمنية والذين كانوا يرتدون اللباس المدني.3) تؤكد الجبهة الشعبية حرصها على النسيج الوطني بمحافظة نابلس وعموم الوطن، وأهمية ترسيخ مبدأ الشراكة الحقيقية والجادة على أسس وطنية واضحة.4) تدعو الجبهة الكل الوطني وفي مقدمتهم لجنة الفعاليات والمؤسسات الوطنية للوقوف بجدية أمام كل ما حصل من تجاوزات أدت لخلق هذه الإشكاليات.5) تؤكد الجبهة على احترام حرية الرأي والتعبير وحق التظاهر والاختلاف وإدانة كل أشكال القمع والتهديد.6) توجه الجبهة التحية لكل الأحرار لمن هتفوا لفلسطين وللوحدة ولغزة ولمواجهة صفقة القرن وإنهاء الانقسام، ومن وقفوا إلى جانب أهلنا في قطاع غزة الصامد مطالبين برفع العقوبات.!!