أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47740
الحزن يخيم على المشهد الثقافي في غزة جراء تدمير «المسحال» وقرار جماعي بإقامة فعاليات على أنقاضه!!
11.08.2018

تواصلت حملة الاستنكار الواسعة لتدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي مركز «المسحال» الثقافي، أحد أكبر المراكز الثقافية في قطاع غزة، مساء أول من أمس الخميس، خلال موجة التصعيد التي انتهت بعد ساعات قليلة من هذا الاستهداف، وأعلنت مؤسسات ثقافية عن إقامة نشاطات ثقافية فوق ركام المبنى، في رسالة تحد جديدة للاحتلال.وشارك العديد من الفعاليات الثقافية في وقفة تنديدية، نظمت على أنقاض المركز الذي سوي بالأرض جراء صواريخ إسرائيلية، دمرت طوابقه المتعددة في أقل من دقيقة.وعلى أنقاض المركز التي تناثرت في المكان، تجمع كتاب ومثقفون وشعراء وفنانون، رفضا للعملية الإسرائيلية المتعمدة التي أكدوا أنها تستهدف الثقافة وحالات التنوير، خاصة وأن هذا المركز يستضيف العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، وفيه قاعة كبيرة للمسرح، وقاعات أخرى تستغل لغرض أعمال سينمائية.وخلال الوقفة وصف الدكتور أنور البرعاوي وكيل وزارة الثقافة في غزة، الحادثة بـ «الجريمة الجبانة»، وقال إنها «تمثل امتداداً لمسلسل الجرائم اللاإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على أيدي عصابات الإجرام الاسرائيلي، والانتهاكات المتواصلة بحق الموروث الثقافي الفلسطيني بكافة أشكاله». وأشار إلى عملية التدمير السابقة قبل أسابيع لمبنى دار الكتب الوطنية، وقرية الفنون والحرف، التي استهدفتها الطائرات الحربية الإسرائيلية في قصف مماثل.<br />
وأكد المسؤول في وزارة الثقافة أن ما جرى يدلل على «العقلية الظلامية لقوات الاحتلال التي لا تراعي أية قيم ثقافية أو حضارية أو إنسانية».وأشار إلى أن ما جرى يمثل انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية الموروث الثقافي، والممتلكات الثقافية. ودعا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، والمنظمات الثقافية العربية والدولية كافة لـ «التدخل العاجل لوقف الاعتداءات الصهيونية على الموروث الثقافي الفلسطيني»، مؤكدا أن استهداف الاحتلال للمنشآت والمؤسسات الثقافية والعلمية «يحمل رسالة واضحة أن الصراع مع هذا المحتل ذات بُعد حضاري وثقافي، وأن الاحتلال يعاني حالة فوبيا وجود».وأثرت عملية القصف التي دمرت المبنى بشكل كبير على جموع الفنانين والشعراء، وعلى المؤسسات الثقافية في غزة، التي كثيرا ما استغلت المكان في إقامة فعالياتها ومن بينها عرض مسرحيات، إضافة إلى استغلال المكان في عرض أفلام مهرجان «السجادة الحمراء» الذي عقد أخيرا.ولم يسجل أن استغل المكان لأي فعاليات سياسية من قبل، وهو ما يؤكد أن الهدف من تدميره كان النيل من المشهد الثقافي في قطاع غزة.وفي هذا السياق أكد عبد الناصر تايه نائب الأمين العام لاتحاد الكتاب الفلسطينيين خلال الوقفة، أن المراكز الثقافية التي استهدفت ليست مراكز عسكرية ولا يدار منها سوى الفنون والأعمال الأدبية. وطالب كل المنظمات الدولية بالتحرك لـ «صد آلة الحرب الإسرائيلية المجنونة»، مستغربا قيام إسرائيل بتوسيط مصر في التهدئة، ومن ثم تقوم بقصف المركز الثقافي للجالية المصرية التي خصص لها مكان في المبنى.وأعلن يسري درويش رئيس اتحاد المراكز الثقافية في غزة، أنه ستتم إقامة العديد من الفعاليات الثقافية على ركام المبنى، للتأكيد على استمرار رسالة المركز، مشيرا إلى بدء العمل من جديد لإعادة بناء المركز من جديد.وقد أقيم هذا المركز قبل نحو 15 عاما، بتبرع من رجل أعمال فلسطيني هو سعيد المسحال، حيث حمل المركز اسمه، وفيه مكاتب لمؤسسات ثقافية تنشط في غزة، من بينها المركز الثقافي للجالية المصرية.يشار إلى أن وزارة الثقافة في الضفة الغربية، دعت جموع المثقفين الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم إلى التضامن والتظاهر دعماً للثقافة الفلسطينية، وتوثيق وفضح جرائم الاحتلال بحقها، وذلك رفضا لتدمير المركز.وقالت في بيان لها «هذه الجريمة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على العقلية الظلامية والهمجية التي تتعامل بها قوات الاحتلال مع أبناء شعبنا وقدراته الثقافية والحضارية، دون أية مراعاة للقوانين الدولية».فيما اعتبرت حركة حماس قصف جيش الاحتلال للمركز الثقافي «»سلوكا همجيا ينتمي لعصور التخلف التي تحارب الثقافة بالنار والبارود».!!

1