أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47740
اريحا : النويعمة... عندما يسلب الاحتلال فرحة العيد!!
19.08.2018

مع اجواء عيد الاضحى المبارك، يحزن المرء لحال مناطق نائية في الاغوار الفلسطينية، ومن بينها منطقة "النويعمة" التي تضم خياما وبركسات تفتقر للمياه والكهرباء الا ما ندر، ومع كل المعاناة يحاول سكانها التظاهر بفرحة اجواء عيد الاضحى، تحديا للاحتلال الذي يضيق عليهم في مختلف مناحي حياتهم.عند دخول المرء للنويعمة، فان اول ما يلمسه هو البساطة والفقر والتحدي؛ فلا جيش الاحتلال ولا مستوطنيه، ولا حالة التهميش تتركهم في حالهم وحياتهم القائمة في اكثرها على رعي الماشية. سليمان الرشايدة “أبو فيصل”، احد سكان النويعمة يقف شامخا بحطته الحمراء متحدثا عن معاناة قريته، قائلا: "لا يوجد خدمات في منطقة النويعمة وعدد الماشية في تناقص، وهو ما يعرض الثروة الحيوانية للخطر لقلة الدعم لها، فالاحتلال يقلص مناطق الرعي بفعل المحميات الطبيعية، ومزارع المستوطنين، ومعسكرات الجيش والتدريبات العسكرية".ويتابع: "في احيان معينة، المحميات الطبيعية قرب المعسكرات او المستوطنات تصادر الماشية، ان دخلت المحميات دون علم راعي الماشية او غلبته خلال الرعي، وصمود رعاة الاغنام يجب ان يبقى في منطقة الاغوار حتى لا يستفرد فيها الاحتلال".ويقول "ابو فيصل" ان فرحة العيد وفرحة اهل النويعمة هي بالتجول بحرية في المنطقة وعدم رؤية المستوطنين، وكل يوم يمر على منطقة الاغوار يصادر الاحتلال المزيد من الاراضي الرعوية. ويشكو راعي الاغنام مؤيد الرشايدة من قلة المراعي بسبب ممارسات الاحتلال، ويقول: "من أبرز التحديات التي تواجه سكان المنطقة، وغالبيتهم من رعاة الاغنام، هو انحسار المراعي وارتفاع سعر المياه، حيث يمنعون عنا المياه، ومن ثم يحولونها الى معسكراتهم او مستوطناتهم الزراعية"..ويتابع: "كذلك إغلاق الاحتلال للمراعي مستمر بحجة تصنيفها كمحمية طبيعية او معسكر للجيش او معسكر مفترض للتدريب، وكل ذلك للتضييق على مربي المواشي، وتحويل جزء من المنطقة لمحميات طبيعية ومعسكرات لجيش الاحتلال، إلى جانب الاستيطان ومصادرة الأراضي الزراعية القليلة في المنطقة"..ويشكو اهالي النويعمة من كثرة اخطارات الهدم بحسب ناصر مرعي الذي يقول: "نحن نعيش واقع الخوف من اسنان جرافات الاحتلال التي تهدم البركسات والمساكن، بحجة انها بنيت من دون ترخيص، وحتى الخيمة يريدون لنصبها ترخيصا، وان شخص اراد ترخيصها يتعبونه في الاوراق والتراخيص دون جدوى، فالاحتلال يريد ان يبقى الفلسطيني ضعيف ومتقلب ولا راحة له حتى يسهل طرده وتهجيره.معاناة اخرى تواجه اهالي المنطقة، حيث ان تحصيل العلم فيه صعوبة كبيرة نتيجة وعورة الطرق إلى مدرسة القرية التي لا تكفي جميع ايناء القرية، وسبق أن اخطرها الاحتلال بالهدم، والتلاميذ يضطرون للسير مسافات طويلة للوصول الى مدرستهم التي يضطر أكثرهم لتركها للرعي او العمل في مزارع المستوطنين مبكرا.ومن معاناة النويعمة كذلك نقص الخدمات الصحية، فهي غير موجودة الا ما ندر، كحال منطقة الاغوار جميعا باستثناء مدينة اريحا؛ فالمريض والمراة الحامل يضطرون الى التنقل مسافات طويلة وفي طرق وعرة، وقد يفارق احدهم الحياة قبل الوصول الى اريحا او طوباس كاقرب مدينتين.!!

1