تحاول إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هدم جميع المبادئ التى تم الإعلان عنها للبدء في عملية سلام اوسلو، قبل 25 سنة تقريبا. ووفقا لما قاله العديد من المعلقين الأمريكيين فإن البيت الأبيض لا يسعى صراحة إلى إنهاء عملية السلام بشكل صارخ ولكنه يريد نموذجا للسلام يتفق تماما مع الأفكار الإسرائيلية التي تهدف في نهاية المطاف إلى عدم مبادلة الأراضي بالسلام أو اإامة دولة فلسطينية وإنما تكثيف التطبيع مع الدول العربية والإسلامية مقابل مساعدات اقتصادية للفلسطينيين. وزعمت إدارة ترامب أنها تريد مسارا أكثر ديمومة نحو مستقبل مشرق، ولا أحد يعلم تحديدا هذا المستقبل المشرق الذى يتحدث عنه ترامب لأن القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية حتى الآن ستزيد من معاناة الناس في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة كما أنها تبتعد تاما عن الاتفاقيات الدولية التي تم الاتفاق عليها كخارطة طريق نحو حل مشكلة الشرق الأوسط. وحسب ما قاله سيث فرانزمان من مركز دراسات الشرق الأوسط فإن إجراءات ترامب، بما في ذلك قطع المساعدات عن الأونروا، تنسجم مع رغبة العديد من قادة اليمين الإسرائيلي في تفكيك السلطة الوطنية الفلسطينية .ولاحظ فرانزمان إلى جانب العديد من المراقبين أن إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية تريد بالفعل مفاوضات ولكنها تريد محادثات سلام، وهذا ما يفسر التصريحات المستمرة المتناقضة من الجانب الإسرائيلي، مثل تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليربرمان في عام 2014 بأن إسرائيل تريد مفاوضات، ولكننا بحاجة إلى الاستعداد من الجانب الآخر، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تؤكد النوايا الإسرائيلية الحقيقية بقوله «الأقوياء فقط يحظون بالاحترام».وقال محللون أمريكيون إن تخفيض أو إلغاء المساعدات الأمريكية المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين هو عمل من شأنه إلغاء اتفاقيات أوسلو ضمن سياسة تهدف إلى الابتعاد عن السياسات الأمريكية السابقة في الشرق الأوسط .وتريد إدارة ترامب إلغاء جميع برامج المساعدات المقدمة للفلسطينيين ولكنها ستحافظ على تمويل واحد فقط يخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية هو تمويل الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمبلغ لا يتجاوز 50 مليون دولار.!!
رام اللة : : قطع المساعدات الأمريكية المقدمة للفلسطينيين ماعدا تمويل الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللتي تخدم امن دولة الاحتلال!!
11.09.2018