لا يختلف حال مزارعي قرية حارس شمال سلفيت عن بقية مناطق الضفة الغربية، على أبواب موسم الزيتون، الا ان المزارع ياسين علي عقل (60 عاما) تعرض لمعاناة اكثر من غيره، فسجنوا ولده، وصادروا أرضه.ووسط ألم كبير وحسرة وسخط، يقول عقل ان الاحتلال سجن ولده علي (19 عاما)، وصادروا أرضه، وشقوا فوقها ووسعوا شارعين استيطانيين، وبنوا برج مراقبة فوقها من الجهة الغربية للقرية، وقبل فترة اخبروه انهم سيوسعون ايضا الطريق الالتفافي، ليلتهم ما تبقى من ارضه.ويقول ياسين: "الاحتلال صادر أرضنا التي تقع في مستوطنة "رفافا" غرب القرية؛ ومن ثم قام بتوسيع وشق طريقين استيطانيين على مفرق حارس من الجهة الغربية وقرب منزلي، ووضعوا برج مراقبة تابع للجيش، ولم يبقوا لي من أرضي إلا القليل".وفي حالة مواصلة الاستيطان على هذه الوتيرة المتسارعة، فانه لن تبقى أرض لزراعته او فلاحتها لاحقا."انما النصر صبر ساعة" يقول عقل، فبرغم ما تعرض له عقل من قساوة الاحتلال وبطشه؛ إلا أنه كله تفاؤل وأمل بقرب زوال الاحتلال، وبقرب تحرير ولده في صفقة جديدة للأسرى؛ وهو الأمل الذي يعيد إليه التفاؤل ومواصلة الحياة بسلاسة، وينتظر الفرج القريب من الله، والصبر مفتاح الفرج، كما يقول.ويتحدث عقل عن معاناته جراء سجن ولده، ويقول: "ابني الأسير علي اعتقلوه طفلا بعمر 16 عاما، وقد كان موقوفا قرابة الثلاث سنوات؛ ومن ثم حكم عليه بالسجن 15 عاما.واتهمت النيابة العسكرية للاحتلال ابنه علي ومعه أربعة أطفال من القرية بإلقاء الحجارة على مركبة للمستوطنين كانت تسير على الطريق الالتفافي، وتسببوا باصطدام المركبة وجرح مستوطنة؛ والتي مكثت في المستشفى لفترة طويلة؛ حيث طلبت النيابة سجنه عشر سنوات، وهو ما رفضته عائلات الاطفال وقتها.ويتابع: "بعد ذلك زعم الاحتلال أن المستوطنة توفيت نتيجة الحادث، وطلبت دفنها في مستوطنة "ياكير"؛ وطلبت النيابة انزال حكم بالمؤبد بدل عشر سنوات، ونحن نستغرب ذلك؛ فالمستوطنة اصيبت بحادث ذاتي، وتوفيت نتيجته، وليس بسبب ما يزعمه الاحتلال من ضرب للحجارة".وفي تفاصيل اكثر عن قصة هؤلاء الأطفال، فقد بدأت بتاريخ 1732013؛ حين قام جنود الاحتلال باعتقال الأطفال الخمسة؛ بعد أن وقع حادث سير على الشارع الالتفافي للبلدة والمسمى شارع "عابر السامرة".اصطدمت حينها مركبة مستوطنة بشاحنة كانت متوقفة على جانب الطريق؛ غير أن سائقة المركبة المستوطنة ادعت إنها تعرضت للرشق بالحجارة، مما أدى لاصطدامها بالشاحنة.وبعد ذلك، قامت قوات الاحتلال باعتقال كل من الأطفال: علي عقل، ومحمد كليب، ومحمد سليمان، وتامر وعمار صوف، وجميعهم كانوا في أعمار ما بين 15 و16 عاما، ووجهت لهم 19 تهمة تتعلق بالشروع بالقتل.ولا يخفي عقل معاناته فمع كل زيارة لولده الأسير؛ يتكبد مشاق السفر لزيارة ولده الأسير علي؛ ويتحمل اهانات الجنود خلال التفتيش الذي يكون أحيانا تفتيشا عاريا في كل زيارة، إلا أن كل تلك المعاناة تتبخر وتذهب عندما يزور ويرى بأم بعينيه ولده الأسير علي القابع في سجون الاحتلال.وتعاني قرية حارس غرب سلفيت من تغول الاستيطان الذي يستنزف كل يوم أراضيها الزراعية والرعوية، ويحيط بها إحاطة الطوق على المعصم؛ حيث تحيط بها مستوطنة "بركان" الصناعية من الجهة الجنوبية، ومستوطنة "رفافا" من الجهة الغربية، ومستوطنة "اريئيل" وشارعين التفافيين من الجهة الجنوبية والشرقية. وعن معاناته مع الاستيطان والاحتلال؛ يضيف: "مؤلم أن ترى الجرافات التابعة للمستوطنين وهي تجر فأرضك وممنوع أن تعترض او تتدخل للان الجيش وجنود الاحتلال لك بالمرصاد، ومؤلم أن يكون ولدك الأسير وفلذة كبدك يتعذب كل يوم نتيجة الأسر وغياب حريته في سجون الاحتلال؛ ولكن ما يصبرنا هو ألأمل بالله أن تتم صفقة اسري.ويثمن عقل كل من تضامن معه ومع كل الأسرى خاصة الفتية الخمسة الذي سجنهم الاحتلال كذبا وزورا؛ واتهمهم بقتل المستوطنة بعد القائهم الحجارة؛ ويطالب بزيادة دعم الأسرى في سجون الاحتلال وعدم نسيانهم؛ كونهم يذودون عن شرف الأمة ويضحون وتذوب زهرة بشبابهم لأجل الوطن. وعن مستوطنة "رفافا" يقول عقل بانها كانت في السابق مجرد بنايات قليلة ولكن نتيجة مواصلة الاستيطان الآن صارت مدينة؛ وتتمدد كل يوم دون توقف على حساب أراضينا الزراعية والرعوية.!!
المصدر : "القدس" دوت كوم- كتب خالد شاهين
سلفيت : المزارع ياسين... سرقوا أرضه واعتقلوا ولده!!
18.09.2018