أفادت صحيفة "هآرتس" مساء اليوم السبت، أن سلطات الاحتلال أرجأت هدم التجمع السكني الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، الصادر بحقه أمر هدم وإخلاء بموجب قرار صادر عن المحكمة العليا التي ردت التماس الأهالي ضد إخلائهم وتهجيرهم لتوسيع المشاريع الاستيطانية فوق الأراضي في المنطقة.ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي في مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قوله إن "المستوى السياسي في إسرائيل سيؤجل هدم وإخلاء الخان الأحمر لحين استنفاذ المفاوضات والمقترحات التي قدمت من قبل عدة أطراف حول هذه القضية مؤخرا، وذلك قبل الشروع بعملية الإخلاء بالقوة".وكانت سلطات الاحتلال قد أمهلت أهالي الخان الأحمر حتى الأول من تشرين الأول الجاري لهدم منازلهم ذاتيا، وإلا ستقوم قوات بذلك تنفيذا لقرار المحكمة العليا الإسرائيلية من شهر آب/أغسطس الماضي، بعد رد الالتماس بزعم أن التجمع السكني أقيم بدون تراخيص وفوق ما يسمى "أراضي دولة".ووفقا لصحيفة "هآرتس"، قالت مصادر أمنية إسرائيلية مرارا وتكرارا إنها جاهزة للشروع في عملية إخلاء التجمع السكني وتنتظر صدور تعليمات من القيادة السياسية. ومع ذلك، زعمت الصحيفة أن المستوى السياسي بإسرائيل يتأخر في إصدار التعليمات دون تقديم التفسيرات، علما أن الإدارة المدنية والشرطة لم تتلق أمرا بمغادرة المنطقة، وفي الأيام الأخيرة، تم أيضا شق الطرقات بتخوم التجمع السكني لتسهيل تنقل المركبات الثقيلة والجرافات.في المقابل، أفاد موقع "واينت"، وجود خلافات في وجهات النظر بين المستوى السياسي والأمني حول قرار تأجيل إخلاء الخان الأحمر، الذي وافق عليه نتنياهو، فيما أبدى وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، معارضته للقرار، وقال مكتبه: "قرار تأجيل الإخلاء تم على الرغم من معارضة وزير الأمن".في الجانب الفلسطيني، عقب رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وليد عساف، بالقول إن "الأخبار الصادرة عن الاحتلال بنيته تجميد هدم قرية الخان الأحمر لا نثق بها وسنواصل اعتصامنا هنا للدفاع عن بادية القدس".وأضاف عساف في تصريح صحفي: "منذ صباح الأحد سنبدأ إجراءات من أجل التجهيز للاعتصام الشتوي في الخان الأحمر وسيتم بناء خيام لذلك".وأشار إلى أن عمليات قمع الاحتلال للمعتصمين في الخان الأحمر تتصاعد يوما بعد يوم، مؤكدا مواصلة التصدي للاحتلال.وقال عساف إن "الاعتصامات التضامنية مع الخان الأحمر، ستمتد في المرحلة المقبلة لمراكز المدن وستتصاعد وتزداد وتيرتها".وشكر عساف كل من اعتصم في التجمع السكني من أجل الدفاع عن مساعي الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.يأتي هذا الموقف الإسرائيلي، في أعقاب تحذيرات المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا،في الأسبوع الماضي، لإسرائيل من تهجير وهدم قرية الخان الأحمر، باعتبار أن ذلك يشكل جريمة حرب.وقالت بنسودا في بيان إن "الإخلاء بالقوة يبدو وشيكا الآن. فالتدمير الشامل للممتلكات دون ضرورة عسكرية، ونقل السكان في الأراضي المحتلة يشكل جرائم حرب، بموجب معاهدة روما الأساسية التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية".!!
القدس : الاحتلال يرجئ هدم الخان الأحمر!!
21.10.2018